Dementia||????????????

٢٩-٤-٢٠٠٩
كُوريَا الجَنُوبِيَّة|سيول

الطَرِيقُ كَانَ طَوِيلًا علَى غَير العَادَة اليَوم؛ كَانَ مُمِلًّا، وخَالِيًا مِن اللَعِب والمَرَح رِفقَة أَبِيه، لَكِن عَلِيه الاعتِياد، فَوَالِدُه لَن يَأخُذَه مِن المَدرَسَة مُجَدَّدًا.

وَالِدُه قَد رَحَل، حَسبَ كَلام أُمِّه هُوَ الآن فِي مَكانٍ أَفضَل، لَكِن هُناكَ طَالِبًا اليَوم أَخبَرَه أنَّ والِدَه مَاتَ ولَن يَعُود، لِأَنَّه لَم يَعُد لَهُ وُجُود.

حِينَها هُوَ ابتَعَدَ عَن رِفاقِه وبَكَى فِي رُكنٍ قَصِيّ، مُتَأَلِّمًا مِن حَدِيث الطِفل، مُدرِكًا أنَّ ما قَالَه حَقِيقَة، فَهُوَ ذاتُ الكَلام الذِي تَناقَلَه الناسُ فِي عَزاء والِدِه.

أَنَّ والِدَه اختَفَى، أنَّه صَارَ بِلَا أَبٍ يَرعاه، وأَنَّ أُسرَةً بِلا أَقارِب لَن تَنجُو مِن مِثل هَذا المَوقِف، وأنَّهُم يُشفِقُون علَيه كَونُه صَارَ يَتِيمًا.

والآن وهُوَ يَسِيرُ عائِدًا لِلمَدرَسَة، لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِمُفرَدِه، يَشعُرُ بِثِقَلٍ فِي صَدرِه، هُوَ حتَّى لا يَعلَمُ لِمَا قَلبُه يُؤلِمُه!

هُوَ فَقَط بَكَى بِصَمتٍ نَحوَ مَنزِله.

فَليَسأَل والِدَتَه عِندَما يَعُود كَيف يُمكِنُ أن يَتَخَلَّصَ مِن هَذا الأَلَم، قَد تُعطِيه دَواءً يُفِيدُه رَغم كُرهِه لِلأَدوِيَة، أَو رُبَّما الأَلَمُ ذاكَ بِسَبَب جُوعِه كَما مَعِدَته؟

مَرَّ الوَقتُ بِبُطءٍ حتَّى وَصَلَ لِمَنزِله، وحِينَ أَبصَرَه، تَهَلَّلَتْ أَسارِيرَهُ ورَكَضَ اتِّجاه البَاب.

هُوَ أَدخَلَ الرَمزَ فِي عُجالَةٍ مِن أَمرِه، ودَلَفَ يَبحَثُ عَن أُمِّه.

لَكِن ما قَابَلَه هُوَ السُكُون.

المَنزِلُ كَانَ هادِئًا بِطَرِيقَة مُبالَغٌ بِها؛ عادَةً والِدَتُه فِي هَذا الوَقت تُحَضِّرُ الطَعامَ أثناء الاستِماع لِبَرنامَجِها الإذاعِيّ المُفَضَّل.