صباح اليوم التالي لم تذهب كارا للتمارين ..
وعوضاً عن ذلك بقيت لعدّة ساعات في غرفة الجلوس الداخلية ..
تقوم بتوقيع بعض الأوراق المهمّة حتّى تتفرغ لمشكلة الرّوسي !
وعندما انتهت أغمضت عينيها وعادت بظهرها للوراء باسترخاء ..
لكنّ الأصوات التي في الخارج أجبرتها على الخروج ورؤية ما لذي يجري ..
كانت جيمّا تجلس بانزعاج ومزاج متعكّر على طاولة الطّعام ..
ومن خلفها الخادمة تحاول ترتيب شعرها وتسريحه ..
نظرت كارا للصغيرة التي تلبس رداء المدرسة الأزرق ..
واقتربت لتجلس أمامها وتهمس بابتسامة لطيفة :
" مابها أميرتي منزعجة ! "
جيمّا عبست وتركت ملعقتها بغضب ..
" لا أريد الذّهاب للمدرسة ! "
سألتها كارا بهدوء :
" هل هناك ما يضايقك ..؟ "
أخفضت جيمّا نظرها وأومأت بصمت ..
" هل أذهب معكِ للمدرسة أم تستطيعين حلّ مشكلتكِ بنفسك .. "
رفعت الصّغيرة نظرها سريعاً لكارا وعينيها تلمع بالدّموع ..
همهمت كارا باستفهام تحثّها على الإجابة ..
وجيمّا أومأت دون توقف وهي تمسح دموعها وتستنشق أنفها ..
استقامت كارا وربّتت على رأس الصّغيرة الباكية بلطف ..
وأخبرت الخادمة أنها ستأخذ جيمّا بنفسها للمدرسة ..
صعدت لتبدّل ملابسها بشكل سريع وتسرّح شعرها للوراء بمظهر نديّ ..
تزيّنت بأسلوبها المعتاد محدّدةً عينيها بالكحل الأسود ..
كما كانت بدلتها السّوداء تنطق جمالاً على جسدها المتناسق ..
وحين وصلت للطابق السّفلي أمسكت بيد الصّغيرة وسارت بها نحو سيّارتها ..
أخبرت بيترو أن يسبقها إلى الملهى ..
حتّى يخبر-مساعد فرانك- ريتشارد أن يعدّل في جدولها لهذا الأسبوع ..
كون فرانك مشغول بالبقاء مع فتاة الروسي !
واكتفت بحارس جيمّا الذي جلس في المقعد الأمامي بجانب السّائق ..
بينما جلست كارا وجيمّا في الخلف ..
في المدرسة عندما شقّت كارا طريقها للداخل برفقة جيمّا التي كانت ممتلة بالفخر والسّعادة ..
كارا قالت لجيمّا بعد أن جلست معها في انتظار حضور المدير :
" أستطيع أن أجعل الجميع يتوقّف عن مضايقتك .. "
أمسكت كفّها برفق وأكملت :
" لكنّي لن أستطيع إجبارهم على محبّتك وتقبّلك ! "
نظرت الصّغيرة بحيرة .. والأخرى أسهبت :
" سيتعيّن عليك السّعي من أجل كسب صداقات حتّى لا تشعري بالوحدة ..
هذا أمرٌ لا أستطيع فعله نيابةً عنكِ .. تفهمين ما أعنيه ! "
جيمّا نظرت بإصرار لها وقالت :
" سأفعل ذلك .. "
