كارا تحدّثت مع المدير بشأن المضايقات التي تحدث لجيمّا ..
وطلبت أن يتمّ إيقاف ذلك فوراً حتّى لا تتدخل شخصيّاً في الأمر ..
والمدير حاول بشتّى الطرق أن يكون لطيفاً ومتعاوناً حتّى لا يتسبب في انزعاج عائلة سيلفا دور ..
لقد وعد بأن يوفّر بيئة لطيفة من أجل جيمّا ويوقف أي نشاط سيء موجّه لها أو لغيرها ..قبّلت كارا جبين جيمّا .. وهمست لها :
" كل شيء يعتمد عليكِ الآن .. "اومأت الصغيرة وأزهر خدّيها من فرط السّعادة والسرور ..
وغادرت تحت أنظار الكبرى تسير نحو صفّها ..أوصلها السّائق بعد ذلك إلى الملهى وفور أن فتحت باب السيّارة كان بيترو قد أصبح بجانبها ..
وقبل أن تصعد إلى مكتبها مرّت بمكان الحادثة ..
حيث وجدت ريتشارد يقف مع عدّة رجال ..
وما إن رآها حتى اقترب يسرد لها المستجدّات :
" أحضر السيد توماس إيفانوف مقاولاً يهتمّ بكل الخسائر التي حدثت هنا .. وطلب منّي تحديد موعد معك من أجل الاعتذار بشكل رسمي ..
كما سأل عن الفتاة التي حدثت المشكلة بسببها .. "همهمت كارا بهدوء وتحدّثت للمقاول بنبرة حازمة :
" أنتظر انتهاء العمل هنا قبل يوم الغد ! "
المقاول فغر فاه بدهشة وحين رفعت حاجبها بتساؤل أومأ لها مرعوباً بأن كل شيء سيكون كما تريد ..في مكتبها وقبل وقت مغادرتها للمنزل كانت تسترخي على أحد الكراسي المخمليّة في مكتبها ..
" مالأمر مع تلك الفتاة ! "
ريتشارد اقترب منها ووضع جهازه اللوحي أمامها على صفحة من معلومات الفتاة الشخصيّة ..تيرزا دايموند !
20 سنة
لقيطة وترعرعت في ميتم في شمال ولاية كولورادو !
عقدت حاجبيها وهمست :
" هل هذا كلّ شيء !! "ريتشارد بدأ يتحدّث بعمليّة :
" السيد فرانك أرسل لي هذا المستند صباح اليوم ..
هو يعتقد أنّ هذهِ الفتاة مهمّة للسيد إيفانوف ..
وهذهِ المعلومات ليست صحيحة تماماً ! "نظرت له تمسّد ذقنها بتفكير ..
لكنّها تجمّدت عندما صرّح ريتشارد بناءً على معلومات فرانك :
" الفتاة تبلغ الثامنة عشر من عمرها ومسقط رأسها شيكاغو ..
الفتاة ليست لقيطة ولكنّ والديها توفّيا قبل 4 سنوات
في حادث سيّارة على طريق العاصمة ! "استقامت كارا بلا شعور تقترب من ريتشارد شاخصة الأعين ووجهها شاحبٌ كالقطن !
ريتشارد فزع لمنظر سيدته وهمس :
" هل أنتِ بخير ! "
كارا أخبرته بصوت متحشرج :
" أخبر فرانك أن يكون هنا حالاً !! "
خرج ريتشارد بسرعة ينفذ أوامر كارا متعثراً بتوتّره ..لم يمضي كثيراً من الوقت حتّى وصل فرانك محشوّاً بالكثير من القلق والتساؤولات !
دخل مكتب كارا ليجدها تدور في المكتب وقد كسى الرعب تعابير وجهها ..
فرانك ترك ما بيده من أوراق عندما رآها تسير نحوه بفزع وأمسك بذراعيها يدعمها ..
وهي باختناق سألته :
" هل هو تيريزا أم إنّه اسم مزيّف ..أخبرني فرانك !! "فرانك فهم ما يدور في ذهن سيّدته وقد غاب هذا الأمر تماماً عنه أثناء استخلاص تلك المعلومات من الفتاة ..
لقد ظلّ يناديها بتيريزا وهي لم تمانع ولم تصحّح له ذلك !
ابتلع فرانك برهبة لمنظر سيدته الذي لم يره مطلقاً من قبل !
وساعدها على الجلوس وجلس على الأرض قريباً من ركبتيها .." سأبحث في الأمر .. اهدئي كارا أرجوك .. "
كان جسدها يرتعش بالكامل ..
آمالها لم تنقطع ولو للحظة أنّها ستجد شقيقتها ..
وكلّ عدم الاستجابات التي كانت تتلقّها لم تحدّ من سعيها وبحثها طوال الوقت .." أرجوك فرانك .. "
أمسك فرانك يديها المتجمّدة بكلتا يديه وضغط عليها بقوّة مما جعلها تنظر لعينيه التي كانت تحمل الكثير من الدعم والمواساة ..
خرج بعد ذلك وقد أوصى بيترو أن لا يغفل عنها ولو لثانية ..
صحيح أنّه يعمل لصالحها وتحت قيادتها لكنّه الصّديق الأول الذي حصلت عليه خلال تدريباتها الشّاقة ..
ورفيق السنوات السّبع والجهود المضنية ..
صديق السّفر والأقرب لعقلها وأفكارها !
فرانك ليس مجرّد موظّف ...كارا بدأت تدور في مكتبها في اتجاهات عشوائية ..
ولم تشعر بأي شيء حولها ....
حتّى دخول هاري الصّاخب لم تنتبه له عندما كانت
تقف أمام الحائط الزجاجي تنظر لساحة الرّقص والأجساد التي تتمايل ..
انتفضت برعب عندما وكز هاري كتفها ..
جعّد الأخيرحاجبية لمنظرها الشّاحب ومن فوره لمس جبينها ..
أمالت كارا رأسها نحو صدره وتمسّكت بكمّي سترته الأرجوانيّة ..
" هاري .. خفّف عنّي .. "
