خلـف الـبــاب || 𝐁𝐄𝐇𝐈𝐍𝐃 𝐓𝐇𝐄 𝐃𝐎𝐎𝐑
|| الــبـارت الخامــــس و العشـــــرون 𝟐𝟓 والأخيـــــر ||
من كتابتي || 𝐍𝐎𝐕𝐄𝐋𝐒 𝐊𝐈𝐌 𝐙𝐈𝐍𝐀
✗✘ تــحـذيـــر : حقـوق الڪـتابة و النشر محفوظة لذلك احذر من أخذ الرواية او الأفڪـار أو الاقتباس حتــى ✗✘
لاتبخلوا و صوتوا للبارت بنجمة فهذا أقل ما يمكنكم فعله كما و لاتنسوا الإجابة على الأسئلة المتواجدة في نهاية البارت او التعليق بين الفقرات ☆
.
.
.
《 سونغمـــين 》
صرخت بأعلى صوتي حتى يتسنى للجميع سماع إجابتي من بينهم جونغكـوك الذي حدقت به من بعيد أنظر إلى الصدمة التي إحتلت تقاسيم وجهه
" أنا موافــــق "
بدأ القس في سؤال أفيانـــا ومع كل كلمة كنت أنظر لجونغكـوك وهو يسير بخطوات غير متوازنة اتجاهنا، تمسكت بأيادي حبيبتي أضغط عليهما فأخيرا ستنتهي هذه القصة
" أفيانـــا هل تقبلين بالسيد سونغمـــين زوجاً لكِ تعيشين معه في السراء و الضراء "
بدأ يركض ناحيتنا من أجل إيقافنا لكنه توقف في مكانه عند سماعه لإيجابة أفيانـــا
" أنا لا أوافق "
حولت أنظاري المستغربة لها سريعا، وقف جميع المعازيم في حيرة من إجابتها
" أفيانـــا ماذا تقولين؟! هذا زفافنا نحن نقف أمام القس في هذا اليوم الذي خططنا له لسنوات "
سحبت يداها من بين يداي ونظرت لي بينما الدموع تغادر عيناها لتقول بصوت باكي
" أنا لم أعد أحبك يا سونغميــن .. لا أريد الزواج منك "
أمسكت فستانها وغادرت تركض من أمامي، نظرت لظهرها وكيف تركض مبتعدة في ذلك الرواق الطويل بين الحضور
تجمدت مكاني وأحسست بالصقيع داخل عضام جسدي، تخطت جونغكـوك الذي كان ينوي إيقاف الزفاف، نظر لي بتمعن ثم لحق بها سريعا
ها أنا فقدت من كانت ستصبح زوجتي، غادرت الدموع عيناي دون إذن مني بينما الجميع يتحدث حول ما حدث هنا
تقدم والداي مني بعدما خرجت عائلتها راكضة تبحث عنها، تجاهلت الجميع وحملت باقة أزهارها أسير للخارج مغادرا لهذه القاعة التي كان من المفترض أن تشهد على بداية سعادتي
تركت الجميع يتحدثون من خلفي، سيتحدثون ولن يتوقفو لذلك كل ماعلي فعله هو إخفاء مشاعري خلف باب قلبي
" لماذا فعلتي هذا بي يا أفيانــا .. أنا لقد أحببتك "
أوقعت الأزهار على الأرض وجلست بجانبها اتكئ على الجدار بالخارج والدموع تنزل على طول وجنتاي، إنتقمت لصديقي لكنني أضعت من كانت صديقتي في وقت مضى، لقد أضعت حبيبتي
.
.
.
《 جونغكـوك 》
ذهبت أسير بإتجاه منصة الزواج فلست قادرا على رؤيتها وهي تتزوج من شخص آخر، كنت على إستعداد لإمساك يدها أمام الجميع والصراخ بكوني أحبها
لكني توقفت عندما سمعت رفضها، لم تهتم لأي شخص ولا لسمعتها هي لم تفكر ولو للحظة، رفضت الزواج منه بعيون دامعة
أمسكت بفستانها وبدأت بالركض في إتجاهي، ظللت أنظر لها وهي تقترب وتبكي، فستانها الابيض كان جميلا يزين جسدها يتلألأ مثل دموعها أما تسريحة شعرها فكانت بسيطة تضيف لها مظهرا متكاملا
بدت كالملاك الذي يود الطيران والعودة للسماء، تخطتني تركض للخارج عندها أحسست بدقات قلبي المتسارعة عندما أدركت كونها حرة الآن ولا تربطها أي علاقة بأحد
نظرت لسونغمين الذي بدى منصدما لا يقدر على الحركة أو الحديث حتى، تمكنت من رؤية الدموع وهي تغادر عيناه
إستدرت سريعا ألحق بملاكي الهارب، تركض مبتعدة وأنا خلفها أنظر لظهرها بينما تبتعد
توقفت عن الركض بجانب نافورة كبيرة وسط هذه الحديقة، تضع يداها على وجهها بينما تبكي بصوت مرتفع
إقتربت منها من الخلف ثم وضعت يدي على كتفها، إستدارت تنظر لي فسحبتها أقوم بعناقها، بادلتني العناق تبكي بطريقة هيستيرية بينما تتحدث
" لقد تخليت عنه يوم زفافنا .. تركته على منصة الزواج وهربت من المكان "
" كان على هذا أن يحصل .. أنتِ لم تخطئي فهو لا يستحقك "
إبتعدت عني قليلا فأمسكت وجهها، كيف للشخص أن يكون مرهف المشاعر هكذا، أفيانـــا لو إلتقينا في ظروف أفضل ما كنتِ لتبكي هكذا
" أنا آسف .. آسف لأنكِ تبكين ولا تشعرين بالأمان "
" أفيانـــا "
صدر صوت والدها من خلفنا فإستدرنا ونظرنا له، كان يقف بجانب زوجته وإبنه، بمجرد رؤيتهم لي بدت عليهم معالم عدم التصديق
" ماذا فعلتي يا إبنتي .. مالذي تفعلينه في أحضان هذا الرجل في يوم زفافك "
" أبي أنا لم أكن أريد الزواج من سونغمــين "
" لماذا إكتشفتي هذا اليوم فحسب ؟! هل أجبرك هذا الرجل على ترك خطيبك "
ظللت متمسكا بها ننظر لأفراد عائلتها دون قول كلمة، وأثناء هذا ظهرت والدة سونغمين تسير بإتجاهنا رفقة زوجها، وقفت ورفعت يدها راغبة في صفع أفيانـــا لكني أمسكت يدها
" لا تفكري حتى في لمسها وإلا كسرت يدك "
دفعت بها فعادت للوراء حينها إقترب زوجها وأمسكها ثم تحدث قائلا:
" لماذا فعلتي هذا بسونغمين .. دائما ما كنا نعتبرك إبنة لنا "
ظلت صامتة ولم تتحدث، تقف خلفي تتمسك بي حينها أدركت أنها الان وحيدة بالكامل وتحتاج لي أنا، أمسكت بيدها وسحبتها حتى صارت تقف بجانبي ثم وجهت كلامي لوالدها
" نحن نحب بعضنا لذلك أنا أطلب يد إبنتك .. إسمح لي بالزواج منها "
" هل تركتي إبني من أجل هذا الرجل؟! كيف لكِ فعل هذا بعائلتنا يا أفيانــا "
بدأت والدته بالصراخ عليها بعد كلامي، تخطيتها أتجاهل كل كلامها بينما أسحب أفيانـــا معي حتى وقفنا مقابل والديها
" معك جيون جونغكـوك مشرف الأمن العام ورئيس مراكز الشرطة .. أنت تعرفني بالفعل فقد كنت بالماضي حبيبها يا عمي "
بمجرد قول كلمة عمي صفعني على وجهي بقوة، ثم رفع إصبعه في وجهي
" لا تقل عني عمي .. أنا لست عمك ولن أسمح لك بالزواج من إبنتي بعد كل المتاعب التي جعلتها تعيشها بالماضي .. بسببك إمتنعت إبنتي عن تناول الطعام لفترة طويلة حتى ساءت حالتها
بسببك أخذناها للمستشفى مرات عديدة وبسببك توقفت حياتها عن النبض وخشينا فقدانها .. لا تقل لي عمي أنا غير راضي على هذه العلاقة "
" لكن إبنتك تحبني يا عمي "
حول نظره إلى أفيانــا التي كانت الدموع تملأ عيناها، كان ينظر لها بعتاب ينتظر إجابتها
" أبي أنا أحبه "
تقدمت والدتها منها وأمسكت من كتفاها تقوم بتحريكها ذهابا وإيابا بينما تبكي وتصرخ عليها
" بماذا قصرنا معك حتى تفعلي هذا لنا .. والدك كيف سينظر للناس الان بعدما كان يفتخر بكِ "
وضع والدها يده على قلبه يتألم
" أبي "
أفلتت يدي و حاولت الإقتراب منه لكنه أوقفها مكانها فتمسكت به زوجته، نظر لها بخيبة أمل وقبل ذهابه قال لها:
" لا تقولي أبي بعد الان فأنا أمتلك إبناً واحد وهو هـــان "
إستدار وذهب يسير رفقة زوجته التي كانت تبكي وعندما حاولت أفيانـــا اللحاق بهما لم ينظرو لها حتى، ظلت تصرخ تنادي عليهما دون جدوى
" أبـــــي .. أمـــــي أرجوكما إسمعاني .. لا تتركاني بمفردي "
تقدمت منها والدة سونغمين ناظرتها بكره ثم غادرت رفقة زوجها، تخلت عائلتها عنها بمجرد إفصاحها لهم عن ما تريد فعله، دائما ما كانت خائفة على سمعتهم وتتحدث عن إفتخارها بكونها فرد من هذه العائلة
ظل شقيقها واقفا ينظر لها من بعيد، ظننت أنه سيغادر لكنه إقترب راكضا وعانقها بقوة يبكي بينما يتحدث
" أختي لا تبكي رجاءا كل شيء سيكون على ما يرام فأنا سأقف بجانبك دائما "
بادلته العناق تبكي رفقته، المكان كان هادئا وخاليا من الأشخاص كل ما تستطيع سماعه هو بكائهم وسط هذه الحديقة
" هــــان أخي عدني بأنك ستعتني بعائلتنا دائما "
" لا تتحدثي وكأنكِ ستذهبين لمكان بعيد .. سنعود للمنزل ونعتني بعائلتنا سويا "
عانقته بقوة وبدأت بالحديث في هدوء، لم أستطع سماع كلامها لكن شقيقها بدى حزينا كثيرا فتمسك بها أكثر
" أختي لا تتركيني "
فصلت العناق وأمسكت يداه تنظر له وتبتسم بين دموعها
" هــــان أخي العزيز أنت تعلم بأني أحبك أليس كذلك ؟! "
أمسكت وجهه وقامت بتقبيل جبينه ثم عادت نحوي وأمسكت بيدي تنهي حديثها معه بينما تلوح له
" إلى اللقاء يا أخي إعتني بنفسك جيدا وتذكر بأن شقيقتك تحبك كثيرا وتتمنى لك حياة سعيدة "
ذهبت تسير بسرعة وسحبتني خلفها نبتعد عن المكان تحت صراخ شقيقها بإسمها، لقد تخلى عنها الجميع فتخلت عليهم كذلك
رياح المساء كانت تلفح وجوهنا بينما نسير مبتعدين عن المكان، كنت أسير خلفها بينما تقوم بسحبي وبيدها الأخرى تمسح دموعها
لا أعلم إن كان علي أن أشعر بالحزن من أجلها بعدما أصبحت وحيدة أم علي أن أكون سعيدا لأنني الوحيد من سيتواجد بحياتها الان
عادت تدخل لقاعة حفل زفافها التي أصبحت فارغة من الأشخاص، الأزهار ملقية على الأرض والدعوات مبعثرة فوق الطاولات، أفلتت يدي وظلت تنظر للزينة التي تملأ المكان
توجهت بسرعة الى الطاولات تقوم بقلبهم بينما تبكي، حملت المزهريات وحطمتهم على الأرض ثم توجهت تسير على طول ذلك الرواق بينما تحمل فستانها، صعدت إلى المنصة تنظر لأرجاء المكان تضع يدها على فمها ثم وفجأة نزعت الخاتم من إصبعها ورمته بعيدا
نزلت من المكان تركض بالأرجاء تقوم بتخريب الزينة وفي النهاية وقعت على الأرض تغطي وجهها وتبكي دون توقف، لم أقم بإيقافها فهي تحتاج لفعل هذا
رؤيتي لها وهي منهارة بسبب رجل اخر تجعلني أشعر بالسوء لكن علي التحمل هذه المرة من أجلها، فهذا البكاء الان ليس بسبب سونغمين فحسب بل هو من أجل عائلتها كذلك
توقفت تقوم بمسح دموعها ثم نظرت لي بإنكسار واضح، إقتربت منها حتى اساعدها على الوقوف لكنها أبعدت يداي و وقفت بمفردها
وقفت من مكانها و توجهت نحوى الدرج تصعد للأعلى وأنا كل ما أفعله هو اللحاق بها ورؤية أفعالها وتصرفاتها، توجهت نحوى غرفة سونغمين حيث كان يغير ملابسه
جلست على الأريكة وحملت سترته الملقية على الأرض، ظلت تنظر لها ودموعها تتساقط عليها
يداها كانت ترتجف وشفاهها تهتز، ظللت واقفا أنظر لها وهي تعانق ملابس رجل آخر، إقتربت وجلست بجانبها مددت يدي احاول إبعاد ملابسه من بين يداها لكنها صرخت في وجهي بحرقة وبغصة واضحة
" أتركني أرجوك .. دعني أبكي بالطريقة التي أريدها أم أن الحزن ممنوع عني كذلك "
" لقد كنتِ من تركه اذا لماذا تبكين عليه الان .. لقد أخبرتني سابقا بكونك تريدين الانفصال عنه اذا لما كل هذا مادمت تعلمين أن هنالك نهاية لعلاقتكم "
" شخص مثلك لن يفهم بما أشعر "
" شخص مثلي ؟! "
أمسكت بوجهها بين يداي وإقتربت منها أكثر
" أنتِ تعلمين بأنني أحبكِ كثيرا وأهتم بكل ما يخصك اذا لماذا تقولين بأن شخص مثلي لن يفهم .. لكن أتعلمين ماذا؟! أنا أفهم مشاعرك هذه لأنني عشتها عندما تركتني بالماضي
لم يكن يستحقك على كل حال لذلك دموعك هذه يجب أن لا تنزل من أجل شخص مثله "
سحبتها لصدري أقوم بعناقها، تمسكت بملابسي بينما أسحبها بين أحظاني وأنا أتمنى أن أقول لها بأنني أحبها دون توقف، عليها أن تنسى كل ما عاشته وأن تبدى صفحة جديدة معي
" لقد تخلت عني عائلتي "
" أنا سأكون عائلتك "
" لم يعد لي منزل دافئ أعود إليه "
" أنا هو منزلك الدافئ "
" الجميع يحتقرني ويكرهني الان "
" أنا سأحبك لبقية حياتي "
إبتعدت عني تمسح دموعها وتنظر لي، لمست وجنتي وإبتسمت بإنكسار تحدق بتفاصيل وجهي
" جونغكـوك أنت تعلم بأنني أحببتك وقدمت لك فرصة ثانية .. لم يبقى لي شخص غيرك لذلك أتمنى أن لا تخذلني وتخذل ثقتي "
" لن أفعل ذلك .. سأظل مخلص لكِ لبقية حياتنا "
أومأت لي بإنكسار ثم إقتربت مني وبدأت بتقبيلي، تمسكت بخصرها وأملت برأسي ابادلها التقبيل،قلبي كان يخفق بسرعة وجسدي يرتعش سعادة من الوضع الذي نحن فيه الآن
فصلنا القبلة وسريعا ما عدت ألثم شفاهها أبحث عن ترياقي الذي يهدئ أوجاعي ويزيد من إنقباض قلبي المتوتر والخائف من كل شيء يحيط به
إبتعدت عني تدريجيا وإبتسمت تلمس وجهي
" أنا أحبك يا جونغكـوك "
إبتسمت في وجهها احدق بوجهها الجميل، كلمة أحبك تنزل على مسامعي مثل السكينة تماما، منظرها وهي بفستان الزفاف جعلني أشعر كما لو أنه يوم زفافنا نحن
وقفت وإبتعدت عني تنظر للخارج عبر النافذة، وقفت وكم أردت عناقها لكنها قاطعتني وإستدارت لي تقوم بإبعادي
" جونغكـوك عليك الذهاب الان "
" ماذا تقصدين؟! ثم الى أين قد أذهب واتركك "
" إذهب إلى منزلنا الذي يحمل ذكرياتنا وإنتظر قدومي هناك "
أمسكت يدها أرغب بالتمسك بها وأخذها معي لكنها أبعدت يدي
" أرغب بالبقاء بمفردي قليلا لكن لا تقلق سألحق بك قريبا "
" يمكنني إنتظارك "
" لا .. إذهب أرجوك فأنا أريد البقاء هنا بمفردي "
أشعر بالسوء لتركها بمفردها هنا كما أن الليل قد حل بالفعل، إقتربت ناحيتها وعانقتها بقوة بينما أشعر بقلبي وهو يؤلمني وكأنني لن أتمكن من رؤيتها مرة أخرى
" أنتِ ستأتين أليس كذلك ؟! "
" نعم أنا سأتي إليك بكل تأكيد "
فصلت العناق وبتردد عدت للوراء قليلا، جزء مني يريد تفهمها وجزء آخر يطلب مني البقاء معها وكأنها ستهرب مني
" إشرب كأس من نبيذك المفضل وإنتظرني في غرفتنا "
أومأت لها وإستدرت أفتح الباب حينها تحدثت مرة أخرى فتوقفت ونظرت لها
" جونغكـوك لا تنسى زيارة الطبيب .. عدني أنك ستفحص نفسك لاحقا "
تركت مقبض الباب بسبب ما قالته، لماذا هي مبتسمة هكذا وعيناها حزينة
" لماذا تقولين هذا وكأنكِ لن تريني مرة أخرى "
" ولماذا لن اراك مرة أخرى؟! لا تقلق أنا اقسم لك بأني سأتي إلى منزلك بعد ساعة أو ساعتين من الان "
بدأت بالتلويح لي فأومأت لها وخرجت أقوم بإغلاق الباب الذي كلما كاد ينغلق كلما تلاشت أفيانـــا من أمامي
إبتعدت وخرجت للخارج أصعد بسيارتي، نظرت للمكان جيدا ثم شغلت المحرك أقود السيارة ذاهبا الى منزلي مثلما طلبت مني أفيانـــا
وبينما كنت على الطريق السريع ظللت افكر بها وكيف ستسير أمورنا من الان وصاعدا، شعرت بألم قوي برأسي ورؤيتي أصبحت ضبابية
" رأسي "
لمست رأسي بألم ثم توقفت عن القيادة فأحسست بسائل يخرج من أنفي وبمجرد لمسي له رأيت يدي ملطخة بالدماء
" ليس مرة أخرى "
الصداع لم يشأ أن يتوقف ثم فقدت حاسة سمعي قليلا وكل ما أصبحت أسمعه هو صافرة قوية داخل اذني
أبعدت حزام السيارة من علي وفتحت الباب اخرج للخارج اتكئ عليها بينما امسك برأسي
" تبا ما كل هذا الألم "
رؤيتي باتت ضبابية أكثر مما كانت عليه فوقعت على الأرض و إرتكزت على الطريق بكلتا يداي وعندما عاد نظري رأيت الدماء تقطر من أنفي على الأرضية
جلست اخرج منديل من جيبي ثم وضعت به على انفي وانتظرت توقف النزيف، بعد دقائق عادت رؤيتي لتكون أوضح وتوقف صداع رأسي فوقفت من على الأرض ببطئ
" علي العودة للمنزل وإنتظار أفيانـــا "
صعدت للسيارة أقوم بتشغيل المحرك، لوهلة فكرت في احتمالية فرارها مني لكني هدأت عندما تذكرت بأن جيمين يراقب كل تحركاتها إضافة الى أنها وحيدة الان ولا تمتلك شخصاً غيري
مهما حدث معنا هذا لم يعد يهم الان لأننا وببساطة مرتبطين ببعض، مرتبطين بطريقة يستحيل فيها فصلنا عن بعضنا البعض
توقفت بالسيارة جانبا وركنتها في مكانها ثم نزلت اتوجه نحوى الباب حيث أخرجت مفتاحي ولوهلة أحسست وكأن شخص ما يراقبني
نظرت خلفي وللأرجاء ثم عدت لفتح الباب حيث دخلت وأغلقته من خلفي، شيء غريب في هذا المنزل أنا أشعر وكأن هنالك من دخل الى هنا
سحبت مسدسي أسير في كافة المنزل وأتأكد من المكان في آمن، لم أعثر على أي أحد والأغراض في مكانها ول يوجد شيء تغيرت زاويته أو مكانه، لعلي أتخيل وفحسب
توجهت الى غرفتي ونزعت سترة بذلتي، جلست على الاريكة أرتشف من نبيذي المفضل أنتظر قدوم أفيانـــا
مرت ساعة كاملة وانا أرتشف من النبيذ وأنظر إلى انعكاس وجهي من خلال الكأس، بدأت أشعر ببعض الدوار والأرض باتت تدور من حولي
لا أعتقد أنني في حالة جيدة، جبيني بدأ يتعرق بشدة وانفاسي باتت غير منتظمة، وقفت من مكاني فأوقعت قارورة النبيذ الثانية فإنكسرت على الأرض و وقعت بجانبها
" اللعنة ماذا يحدث هنا "
" جونغكـوك هل أنت بخير "
صدر صوتها القلل عندما رأت حالتي، نظرت لها بعدم وضوح ثم حاولت الوقوف فساعدتني في ذلك، لمست وجهها أبتسم معها بإرهاق
" أفيانـــا حبيبتي ظننت أنكِ لن تأتي .. لقد إنتظرتك "
" ماذا تقول؟! "
" أنا بحاجتك يا أفيانـــا .. إسمحي لي بإمتلاكك هذه الليلة أنا أرجوكِ "
أمسكت يداها أقوم بتقبيلهم ثم عانقتها بقوة تحت مقاومتها ودفعها لي
" توقف جونغكـوك أنت ثمل "
" لست ثملا .. أنا بكامل قواي العقلية يا أفيانــا إستمعي لدقات قلبي وهي تصرخ بسبب لمساتك "
فصلت العناق وأمسكتها من وجنتاها برقة اداعبهما وأبتسم بهيام معها بينما أتحدث
" دعينا لا نفترق وافقي علي وأخبريني أنكِ تحبيبنني .. تحدثي هيا أنا أنتظر "
بعد كلامي توقفت عن مقاومتي ونظرت لي بينما الدموع تغادر عيناها وهي تتحدث
" أنا أحبك يا جونغكـوك أرجوك لا تتخلى عني "
سحبتها لي نقوم بتقبيل بعضنا ثم دفعتها على السرير و إعتليتها بقوة أتمسك بها جيدا واحاصرها
" رددي إسمي وسيكون كل شيء على ما يرام "
جردتها من ملابسها وجردتني هي كذلك، بدت حركاتها متسرعة ذات شعور مختلف، بدت وكأنها تريدني بشدة
" جونغكـوك أنا أحبك "
طوال الوقت ظلت تردد بإنها تحبني بينما تبكي، لسبب ما أصبحت عنيفا معها وفي كل حركة مني أخبرها بكوني آسف
في نهاية الأمر وقعت بجانبها أسفل الغطاء ثم سحبتها اعانقها من الخلف، كنت وكأنني خارج الوعي خاصتي لكن بعد إقامة هذه العلاقة الجسدية تحسنت حالتي فلاحظت الإختلاف فكان الأمر غريب وصادم
" أفيانـــا لماذا خصلاتك شعرك قصيرة ولما رائحة جسدك مختلفة .. هذا الجسد الهزيل واثار الحرق أنتِ ... "
لم أنهي حتى كلامي بسبب باب الغرفة الذي تم فتحه بقوة، دخلت أفيانـــا من الباب و وقفت منصدمة تنظر لي
جلست سريعا ونظرت لمن كانت بجانبي فوجدتها لينور، تقدمت أفيانـــا من السرير قليلا والدموع تنزل عبر وجنتاها
غيرت فستانها وأتت الى هنا مثلما أخبرتني لكنها رأتني على السرير رفقة لينور
" أفيانـــا إنتظريني دعيني أشرح لكِ "
" أصمت ولا كلمة .. أنت يا جونغكـوك كيف لك أن تفعل هذا بي لقد أخبرتني بأنك تحبني "
إستدارت تغادر الغرفة فوقفت من السرير سريعا وحملت سروالي أرتديه، نزلت من الدرج ألحق بها لكني لا ازال اعاني من الدوار قليلا لذلك جسدي كان ضعيفا
أمسكتها من ذراعها فأبعدتني بقوة وصفعتني على وجنتي فأدارت وجهي للجهة اليمنى وصرخت وغصة البكاء تقتحم صوتها
" أنا أكرهك يا جونغكـوك "
غادرت تركض من أمامي ولم أستطع اللحاق بها، لمست وجهي بكلتا يداي ثم خرجت أركض بالخارج أبحث عنها لكنها إختفت بالفعل فصرخت بإسمها
" أفيانـــــــــــــا "
عدت للمنزل سريعا وحملت هاتفي من على المنضدة ثم صعدت عبر الدرج نحوى غرفتي حيث وجدت لينور تقف مرتدية ملابسها وفي يدها زجاجة حادة تضع بها على عنقها فصرخت عليها
" مالذي فعلته معي بحق الجحيم "
أجابتني تبكي بشدة وترتعش
" أنت من طلب هذا مني .. لم أستطع رفض قبلاتك لي "
" أيتها اللعينة سوف أقتلك بيداي هل سمعتي؟! إن لم تصدقني أفيانـــا فسوف أقتلك "
" هذا ليس ذنبي اقسم لك .. لقد أرسلت لي رسالة وأخبرتني أنك تريد رؤيتي وبمجرد دخولي إستمررت بمناداتي بإسم أفيانـــا "
" لماذا لم تمنعيني كان عليكِ منعي من لمسك أيها الحقيرة "
حاولت الإقتراب منها فوضعت الزجاج على عنقها تحاول جرح نفسها بينما تقوم بالبكاء أثناء محاولة إقناعي
" أنظر إلى هاتفك ستجد أنك أرسلت رسالة لي "
نظرت لهاتفي لكني لم أجد أي رسالة وهذا غير معقول رميت هاتفي على رأسها بقوة فأوقعت الزجاجة من يدها حينها أمسكتها من ياقة فستانها ورفعتها نحوي
" أين هاتفك دعيني أرى الرسالة اذا "
" لقد سرقه شخص مني "
ضحكت بسخرية ودفعتها على الأرض ثم حملت هاتفي من جانبها وإتصلت على رقم المستشفى الخاص، الذي وضعت والدتها به وبمجرد إجابة الممرضة التي تعمل لصالحي أمرتها ببرود
" تلك الإمرأة المسنة أريد منكِ قتلها الان "
" جونغكــــــوك .. لا أرجوك إلا أمي "
تمسكت بقدمي تترجاني لكني أبعدتها وفصلت الاتصال اتجاهل كلامها مغادر للغرفة، وقفت من خلفي تحاول ايقافي وتصرخ بينما تبكي فقمت بدفعها للمرة الثانية
" جونغكـــــــــــوك .. لا تفـــــعل ذلـــــك لا تفـــــعل .. إلا أمـــــي أنـــــا سأمـــــوت مـــــن دونهـــــا أجـــــل أنـــــا عـــــلي أن أمـــــوت "
كدت أخرج من باب غرفتي لكني توقفت عندما سمعت صوت إنكسار شباك الغرفة، إستدرت خلفي وتوجهت سريعا أنظر للخارج عبر الشباك فرأيتها غارقة بدمائها على الأرض بعدما قامت برمي نفسها
.
.
.
《 بعـــــد أســـــبوع 》
بعد بعض التحقيقات التي قمت بها للتغطية عن سبب وفات لينور أقمت لها اليوم جنازة خاصة، دخلت الى هناك ببذلة سوداء بينما أدفع بالكرسي المتحرك الخاص بوالدتها التي تذرف الدموع غير قادرة على تحريك إصبع واحد
لم أقتل والدتها ذلك اليوم فقد حاولت إخافتها لكن نتيجة لهذا رمت بنفسها وإنتحرت
وقفت أنظر لصورتها الموضوعة بين باقات الأزهار، كانت مبتسمة في الصورة والسعادة تظهر من عيناها، ليـــنور التي إعترفت لي بحبها بالماضي وهي تشعر بالخجل إتسعت إبتسامتها عندما طلبت يدها
لم ترى السعادة في حياتها منذ أن تقاطع طريقها مع طريقي، كانت تجهل بأن كل شخص يحبني سينتهي به الأمر بالموت تماما مثلما حدث مع أفراد عائلتي
الشخص الوحيد الذي ظل على قيد الحياة كانت أفيانـــا وربما السبب في هذا يعود لكونها لا تحبني
أفيانـــا التي إختفت ولم أعثر عليها منذ ذلك اليوم فرت بحياتها لكني لن أشعر باليأس حتى أعثر عليها مهما كان المكان الذي هي به الآن
نظرت لوالدة لينور ثم جلست جلسة القرفصاء أمامها وأمسكت بيدها وقلت لها:
" أنتِ وحيدة الان أيتها الخالة وأنا الشخص الوحيد الذي سيستمر بالاعتناء بكِ "
إنزلقت دمعة من عينها وسقطت على يدي، بدأت في محاولة شاقة لتحريك شفاهها المشلولة وفي نهاية تمكنت من قول جملة، لقد قالت:
" سألعن ما تبقى من حياتك ولن تعيش في سلام "
إبتسمت معها قائلا:
" لقد سمعت هذا الكلام عديداً من المرات فلا تتعبي نفسك بقوله "
تقدم جيمين من خلفها عندها رفعت رأسي و وقفت، مد يده لي وقدم نتائج التحليل الذي قمت به، أمسكت الظرف بعدما أطلت النظر له ثم أمرته قبل خروجي
" قم بأخذ والدة لينور مع جرة رمادها "
خرجت وتوجهت إلى سيارتي حيث صعدت بها وفتحت الظرف، بدأت الأمطار بالتساقط فنظرت للخارج أتساءل عن حالة أفيانـــا وماذا تفعل الان يا ترى .. ..
حولت بأنظاري للورقة التي بين يداي، فتحتها بينما أفكر في مستقبلي
هذه الحياة التي نعيشها من المستحيل بالنسبة لنا كشف أسرارها، ففي اللحظة التي ستبتسم فيها هنالك من يبكي وقتها وفي اللحظة التي تبكي فيها فهنالك من يعيش سعادته
قد تنتظر أيام سعيدة ولن تحصل عليها وقد تسير وفق قدرك وتتقبل الواقع الذي أنت فيه الان
تمسكك بأمنياتك لن يجعلها تتحقق بالضرورة فهنالك امنيات مستحيلة ولأننا بشر نسير وفق رغباتنا سنطمع في الحصول عليها لكن ما سنجده هو خيبة أمل مع بقايا من قلوبنا
.
.
.
《 أفيانـــا 》
لقد مرت خمس أشهر منذ مغادرتي لمسقط رأسي، لقد فررت هاربة في ذلك اليوم الذي أمسكت فيه بجونغكـوك رفقة لينور على السرير
وصلتني بعض الأخبار كون لينور توفيت بعد رمي نفسها من الشباك، ربما جزء مني يشعر بالأسف اتجاهها لكن جزء آخر أخذ الأمر على أنه إنتقام
جيهــون الذي توفي على يدها جعلتها تدفع ثمن فعلها لذلك
توقفت على الرصيف أضع يداي في جيب سترتي أنظر للأشخاص وهم يمرون هنا وهناك، لوهلة تخيلت جيهــون وهو يقف في الرصيف المقابل ينظر لي ويبتسم
إبتسمت معه وسحبت يدي أقوم بالتلويح له رغم معرفتي بأن ما اراه الان مجرد خياله، بدأت الأمطار بالتساقط مرة أخري فنظرت للسماء وأنا أشعر بأن حياتي الهادئة لن تستمر طويلا
قطعت الطريق أسير نحوى الاتجاه الآخر، توقفت مكاني أنظر لتلك الشاشة الكبيرة التي تعرض المترشحين لرئاسة البلاد، جيون جونغكـوك أقوى المترشحين والشخص المثالي في اعين الجميع
الجميع تعاطف مع قصته الحزينة ومع فقدانه لزوجته، الجميع يتحدث عن تفانيه في عمله وطيبته التي دفعت به للإعتناء بوالدة زوجته المتوفية، لا أحد يعرف حقيقته المخبئة خلف تصرفاته المزيفة تلك
لم أستطع الإبتعاد عنه فإستسلمت وفكرت في تقديم فرصة ثانية له حينها كل ماحصلت عنه هو الخداع، وفي نهاية أدركت بأن هربي إلى مدينة أخرى سيكون الحل الوحيد لقطع روابطي به
دخلت الى المطعم الذي أعمل به، الجميع هنا يبتسمون ويعملون في هدوء، أعمل هنا كل يوم حتى أتمكن من العيش بسلام
" أفيانـــا إجلسي هنا قليلا يا إبنتي منذ الصباح وأنتِ تعلمين هذا سيكون مضرا لصحة الجنين "
" شكرا خالتي سأرتاح قليلا "
هذا صحيح أنا حامل الان، إبن جونغكـوك يعيش بين أحشائي ينمو ويكبر في ظروف لم أتوقعها البتة، بطني أصبحت بارزة الان
أنا لا أعلم كيف سأعيش بعد إنجاب إبني وماذا سأقول له إذا سأل عن والده، لكني ساحاول جاهدة من أجل الاعتناء به
أنا في شهري السادس ونصف الان، دائما ماكنت أخذ كافة إحتياطاتي لكن لم أحتسب نتائج الليلة التي قضيتها في الفندق رفقة جونغكـوك ورغم كل هذا إلا أنني لا أشعر بالندم فهذا الصغير سيجعلني سعيدة رفقته
بالحديث عن هذا الوضع الذي أنا فيه الان دعوني أعود بكم للوراء قليلا، سأعود بكم قبل خمس أشهر وماذا حدث بالضبط حينها
《 قـــــبل خمــــس أشهـــــر 》
في يوم زفافي وبينما كنت أتحدث مع صديقتي جاكلين، إطفح كيلي وقتها فأخبرتها بكل ما حدث معي لتتفاجئ من كلامي
" أفيانـــا لماذا لم تخبريني بكل هذا سابقا .. كان عليكِ إخباري "
" لم أكن في وضع يسمح لي بالتفكير حتى .. لكن أنا الان لا أعلم فيما يخطط جونغكـوك لقد قدمت له فرصة ثانية وبالمقابل طلب مني الزواج من سونغمين ببساطة "
" أفيانـــا هل جننتي لتقدمي له فرصة ثانية ؟! هل نسيتي كيف كان يتصرف معكِ بالماضي ؟! ماذا لو خدعك مرة أخرى "
أبعدتها عني وجلست احاول كتم دموعي حينها إقتربت مني وفتحت حقيبتها وأخرجت ورقة تحليل
" أنظري هنا أتتذكرين ذلك التحليل الذي طلبتي مني القيام به للمياه ؟! النتائج تقول بكونها تحتوي على منشط جنسي وادوية أخرى تذهب العقل
جونغكـوك من جعلك تشربينه هذا أليس كذلك؟! كيف لك العيش مع شخص يضع مثل هذه المواد المضرة في مياهك وطعامك لفعل ما يحلو له فقط "
وقفت من مكاني وحملت باقي ازهاري أصرخ بقلة حيلة
" ماذا أفعل اذا .. سألقي باقة الأزهار من النافذة وربما ألحق بها "
وقفت وإقتربت مني تقوم بإخراج قارورتين صغيرتين من حقيبتها
" انظري لقد طلبتي مني سابقا أن أشتري لكِ من نفس المواد التي ستظهر في التحليل .. هذا منشط وهذه حبوب لفقدان الوعي تم إخباري أنه لو تم وضع القليل منها لن يستطيع الشخص الرؤية جيدا أو التفريق بين الأشخاص بينما إن وضعنا كمية كبيرة سيفقد الشخص وعيه "
" لماذا تقدمين لي هذا الان "
" قلت ربما تجعلين الشخص الذي وضع لكِ هذا يشرب من نفس الكأس "
أمسكت أنظر لهما ثم وفجأة سمعت صوت جونغكـوك من خلف الباب
" أنا قادم "
" جاكلين أمسكي هذا وإنتظريني هنا "
خرجت سريعا فرأيته يدخل للغرفة المتواجد بها سونغمين ولهذا لحقته سريعا و وقفت خلف الباب أستمع لكلامهم
سمعت كل كلمة قالها الاثنان، سونغمين الذي كنت اراه شخص يستحق الافضل إكتشفت كونه إستغلني فحسب وجونغكوك الذي ظننت أنني سأكون في مأمن معه إتضح أنه من طعنني بالماضي وحاول قتلي عندما كنت في المستشفى
لينور التي وثقت بها في البداية خدعتني سابقا وليس هذا فحسب بل كانت هي من قتلت صديقي جيهــون، لا أستطيع تصديق حقيقة أنني طيلة هذا الوقت كنت مجرد بيدق بين اياديهم يقومون بتحريكي كيفما يشاؤون
عدت إلى الغرفة التي كنت بها وجلست منهارة أتذكر الكلام الذي سمعته منذ قليل، تقدمت جاكلين وجلست تمسك بيداي
" أفيانـــا ماذا يحدث معك ماذا هناك "
" لقد تم خداعي .. أنا منذ البداية لم يحبني أي شخص بصدق كلهم يرون أنني مجرد بيدق يحركونه كيفما يشاؤون "
عانقتني أبكي على كتفها فبدأت بالبكاء معي رغم عدم لكافة القصة
" توقفي عن البكاء سننتقم من كل شخص إستغلك "
فصلت العناق عندما أدركت أن مراسم الزفاف ستبدأ بعد دقائق، مسحت دموعي سريعا وصفنت في الأرضية افكر مع نفسي حينها وقعت أنظاري على قارورات تلك الأدوية
سأجعلهم يندمون على كل ما فعلوه معي، وقفت من مكاني سريعا ثم أخرجت ملابسي من حقيبتي التي كانت هناك، قدمتهم لجاكلين بسرعة ثم أخرجت مفتاح منزل جونغكـوك الذي كان معي
" جاكلين عليكِ إرتداء هذه الملابس والتسلل لمنزل جونغكـوك "
" لماذا؟! هل تفكرين في فعل شيء الان ؟! "
" ضعي قبعة على رأسك وقومي بتغطية وجهك .. هذا المفتاح هو لمنزل جونغكـوك إذهبي الان وادخلي وحاولي أن لا تلمسي أي شيء .. إشتري قفازات في طريقك وإرتديها
بمجرد دخولك للداخل اصعدي لغرفته ستكون الاولى مباشرة على جهة اليسار .. افتحي القارورات واسكبي بها هذا المنشط مع أقراص الدواء ثم غادري وإختبئي هناك وبمجرد رؤيتك لجونغكـوك وهو يدخل للمنزل إتصلي بي وأخبريني "
أومأت لي وبدأت بتغيير ملابسها بينما وقفت أفكر في الخطوة التالية، عند إنتهائها إقتربت منها و وضعت قبعة على رأسها
حملت المفتاح و وضعته في بنطال السروال الذي قامت بإرتدائه ثم أمسكت خصلاتها بشريط شعر وخبئت ما تبقى منه داخل قميصها ذو الأزرار و الأكمام
" إسمعي عندما يدخل جونغكـوك لا تغادري المكان .. بل إنتظري قليلا ستصل زوجته إلى هنالك بعد فترة
كل ما عليكِ فعله هو إيقافها وطلب إستعارة هاتفها .. بمجرد حصولك عليه اهربي وخذيه معك لكن عليكِ أن لا تنزعي قفازاتك حتى لا تبقى بصماتك عليه
بمجرد فعلك لذلك إتصلي علي مرة أخرى لكن لا تتصلي على رقمي لأن هاتفي غالبا قد يكون مراقبا لذلك خذي هذا رقم صديقة أخي سأخذ هاتفها "
" حسنا سأفعل هذا فلا تقلقي حيال أي شيء "
فتحت هاتفي وأريتها صورة لينور، حفظتها فب هاتفها ثم غادرت المكان سريعا، بمجرد خروجها دخلت كيندر صديقة أخي هــــان و جارتنا التي دائما ما كانت مثل أختي
" أفيانـــا ستأتي والدتك و والدك الان فمراسم الزفاف بدأت "
" كيندر إسمعي هنالك طلب عليكِ تلبيته لي من دون أسئلة "
" ماهو؟! "
" قدمي لي هاتفك واتركيه عندي .. ثم خذي هذا مفتاح منزلنا اذهبي الان و أخرجي حقيبتي فملابسي موجودة بها على أي حال
خذيها وإذهبي لمقهى الزهور وإنتظري أخي هــــان هناك "
" لكن لماذا؟! هل ستهربين من الزفاف ؟! "
" دعي هذا سر بيننا "
أومأت لي وخرجت تركض سريعا، حينها فتحت هاتفها و وضعت به رقم يونغي وإتصلت عليه، لم يجب على الاتصال فظللت احاول حتى اجاب في النهاية
" السيد يونغي لقد أخبرتني سابقا بأنك ستساعدني أليس كذلك؟! لقد حان الوقت لتلقي هذه المساعدة ومقابل هذا سأنتقم لمن قتلت اخاك جيهــون
تعال الآن إلى قاعة زفافي من سونغمين فلابد أنك تعلم مكانها لكن لا تدع أحدا يراك ولا تخبر سونغمين بشيء فأنا أعلم الان بشأن تعاونكم للتخلص من لينور "
" أنا قادم "
أغلقت الاتصال وخبأت هاتف كيندر ثم دخلت عائلتي، نظرت لهم وأنا أشعر بالسوء لأن هذه السعادة المتواجدة على وجوههم لن تدوم طويلا
" أبي "
عانقت والدي بقوة أخبره بكونه أفضل أب، عانقت والدتي أشم رائحتها التي لن أستطيع الاحساس بها مرة أخرى
وفي النهاية تقدم أخي وعانقني سريعا فمسحت على خصلات شعره، عناق جماعي جمعنا ويؤسفني القول بأنه سيكون آخر عناق بيننا الان
" دعينا نذهب الان يا ابنتي "
تقدمت أضع يدي على ذراع أبي لكن هان أوقفنا بكلامه
" لحظة كان من المفروض أن كيندر سترمي الزهور معي عندما تدخلين "
" لقد ظهر عمل طارئ لكيندر لذلك قم برمي الأزهار مع صديقتك التي قمت بدعوتها "
" حسنا "
أعتقد أن أخي وقع في حبها أخيرا فإنزعاجه من عدم قدومها واضح على محياه، خرجت أسير بجانب والدي بعدما تم تشغيل الموسيقى
الجميع كان ينظر لنا ويبتسم، التصفيقات عمت المكان وانا احاول جاهدة امساك نفسي حتى لا ابكي
توقفنا ليتحدث والدي عن كوني عيناه وكونه يريد من سونغمين أن يعتني بي، أبي كم أود إخبارك بأن هذا الشخص إستخدمني ولم يحبني في حياته
وقفت مقابلة له فأمسك يداي يبتسم بسعادة، أنت لا تحبني إذا لما تبتسم هكذا هل هذه خدعة جديدة ؟!
بعد موافقته بدأ الجميع بالصراخ والهتاف لكني أوقفت كل هذه المهزلة
" أنا لا اوافق "
تركت الجميع في حيرة وهربت راكضة للخارج بعدما أخبرته بكوني لا أحبه، أنت تستحق أكثر من هذا لكن سأكتفي بجعلك اضحوكة أمام الجميع
سونغمـــين بفعلته تلك معي ترك في قلبي جرح كبير لن يشفى مطلقا، وقفت في المكان اعانق جونغكـوك ثم تحملت صراخ عائلة سونغمين وعائلتي وفي النهاية ظللت وحيدة فكان أخي هان الشخص الذي وقف بجانبي
وأثناء عناقي له همست أخبره بما عليه فعله
" إذهب إلى مقهى الزهور يا أخي ستجد كيندر هناك ولا تحاول فعل أي شيء .. إنتظر وسآتي إليك "
تركته وعدت للداخل رفقة جونغكـوك حيث قمت بتحطيم كل شيء في محاولة فاشلة مني للتخفيف عن أحزاني
صعدت للغرفة التي كان بها سونغمين سابقا حيث جلست أبكي بينما أحتظن ملابسه وافكر كيف لشخص مثله أن يفعل كل هذا بي، أنا الفتاة التي إعتبرته سندها في يوم مضى
جونغكـوك هو الآخر لم أسلم منه، كان علي أن ادرك منذ البداية بأن سعادتي لن تكون معه، كل ما فعلته هو إقناعه للذهاب حتى غادر المكان وتركني بمفردي مع هاتفه الذي سرقته له منذ لحظات أثناء عناقي له
إتصلت علي جاكلين وأخبرتني عن كونها قامت بمهمتها وهي تنتظر الان قدوم جونغكـوك، فصلت الاتصال وغيرت فستان زفافي ثم خرجت من الغرفة
بمجرد خروجي ظهر يونغي أمامي مباشرة فقلت له من دون مقدمات
" سأهرب من هذه المدينة وعليك مساعدتي في ذلك "
تحدثت معه طويلا و وصلت لإتفاق معه حينها إتصل على أحد أصدقائه وأعلمه بأن هنالك شخص سيأتي للعيش في الشقة التي يستأجرها
وصلني إتصال من جاكلين عبر هاتف كيندر حيث أعلمتني بأن جونغكـوك دخل للمنزل حينها حملت هاتفه وأرسلت رسالة إلى لينور وقلت لها :
" تعالي إلى منزلي سريعا فأنا بحاجتك "
بالتأكيد لينور لن تفكر ولو لدقيقة بعدما ترى هذه الرسالة التي وصلتها من هاتف جونغكـوك وستذهب إلى منزله دون مماطلة
" السيد يونغي إتصل على سونغمين وأطلب قدومه الان مع حاسوبه الخاص بالاختراق "
دقائق محدودة و هاهو سونغمين اتى راكضا بعد معرفته بكوني اريد رؤيته، لا أعلم ماهي توقعاته لكني صفعته على وجهه بقوة ثم قلت بغصة مكتومة
" عليك دفع ثمن خداعك لي "
" أفيانـــا إسمعي مشاعري اتجاهك كانت صادقة حقا "
" أصمت سونغمين أنا لا أمتلك الوقت للحديث في هذا .. عليك اختراق كاميرات قاعة الزفاف هذه وحذف جميع التسجيلات و قم بإختراق كميرات المراقبة الخاصة بالشارع الذي يعيش به جونغكـوك "
" هل ستهربين منه ؟! "
" لا يحق لك قول هذا لي هل فهمت ؟! أنت أقذر شخص قد رأيته في حياتي .. أتمنى لو أنني لم أتعرف عليك أيها القمامة "
إلتزم الصمت ولم يقل كلمة فهو يعلم بأن كل ما قلته له صحيح، شغل حاسوبه وبدأ في عمله كنا لو أنه يعتقد بأني سأسامحه لو فعل هذا
" لقد قمت بتخريب كاميرات المراقبة المتواجدة في شارع جيون "
تخطيته متجهة رفقة يونغي لكنه أمسك ذراعي فدفعته عني بقوة
" أتمنى لو أنك من فقدت حياتك بدل جيهــون .. لو حدث هذا كنت لأكون سعيدة الان "
تركته متصنما في مكانه وغادرت مع يونغي، إتصلت بي جاكلين للمرة الثالثة تخبرني بأنها أنهت عملها الأخير
" لقد سرقت هاتفها "
" جيد غيري ملابسك واذهبي الى مقهى الزهور ستجدين أخي هـــان وصديقته هناك "
فصلت الاتصال فسألني يونغي
" ماهي خطتك الرئيسية للانتقام من لينور "
" سأجعل جونغكـوك يعاقبها .. بعد ما سأفعله اليوم سينتهي أمرها حتما "
توقفت سيارة يونغي في مكان قريب ثم نزلت أسير متوجهة للمنزل، فتحته بالمفتاح الذي تركته جاكلين من أجلي
دخلت للداخل انظر لزوايا المنزل المظلمة، وضعت هاتف جونغكـوك على المنضدة حتى يعتقد أنه وضعه هنا بنفسه، صعدت عبر الدرج وكل تفكيري في حياتي القادمة التي سأعيشها وأنا بعيدة عنه
وقفت لبرهة من الزمن أستمع لغزله لها، الأمر مؤلم بالنسبة لي لكن فكرة أن ما أقوم به هو الصحيح جعلني أهدأ
دفعت الباب ودخلت للغلفة أنظر لوجهه الذي إنخطف لونه عندما أدرك أنني لست من كنت معه، جلست لينور تقوم بتغطية جسدها بينما الدموع تغادر عيناها لأنها تدرك ما سيحدث لها بعد ذلك
نزلت دموعي دون إذني فأنا أعلم بأن هذا آخر لقاء بيننا، شفاهه كانت تهتز بينما يحاول شرح ما حدث جاهلا بأن كل هذا من تخطيطي
" أفيانـــا إنتظريني دعيني أشرح لكِ "
" أصمت ولا كلمة .. أنت يا جونغكـوك كيف لك أن تفعل هذا بي لقد أخبرتني بأنك تحبني "
حركت رأسي بالنفي وخرجت أركض عبر الدرج، فتحت الباب لكنه أمسك يدي وبمجرد فعله لذلك تذكرت كل كلمة سمعتها حول محاولاته الفاشلة لقتلي
إستدرت وصفعته بقوة فأدار بوجهه للجهة الأخرى وبكل غضب صرخت عليه بغصة تقتحم صوتي
" أنا أكرهك يا جونغكـوك "
غادرت المنزل وبمجرد خروجي بدأت أركض حتى لا يلحق بي، هكذا لن يؤذي شخصا مرحبا معارفي سيعتقد أنني هربت بعد رؤيتي لخيانته وسيكون المتضرر الوحيد في كل هذا هي لينور
" أفيانـــــــــــــا "
سمعته يصرخ بإسمي ولذلك إختبأت خلف إحدى الجدران، نظرت له من بعيد وهو يعود لمنزله مسرعا حينها هرولت راكضة نحوى سيارة يونغي حيث صعدت بجانبه
" بسرعة خذني إلى مقهى الزهور الان "
فتحت هاتفي ونزعت من عليه الشريحة خاصتي أقوم بكسرها ثم رميت هاتفي من نافذة السيارة ورأيت السيارات كيف تمر عليه
توقفنا جانبا وقبل نزولي أوقفني يونغي
" إنتظري أفيانـــا "
أخرج ظرف من جيبه وقدمه لي، أمسك يدي و وضعه به
" هذا مبلغ صغير من المال سيساعدك ورقمي متواجد هناك يمكنك الاتصال بي إن وقعتي في أي مشكلة فأنا أعلم كون الهرب من جونغكـوك ليس بهذه السهولة "
" شكرا لك "
خبأت الظرف في جيبي ونزلت ادخل للمقهى سريعا رغم أن الوقت متأخر، بمجرد دخولي تقدم أخي نحوي
" أفيانـــا بحق الجحيم ماذا ستفعلين "
عانقته بقوة شديدة فبادلني العناق، ثم تقدمت كيندر وعانقتها معه وفي النهاية نظرت إلى جاكلين التي كانت تظرف الدموع
" تعالي عانقيني كذلك "
عانقتني بقوة تبكي على الوضع الذي وصلت إليه، إبتعدت عني و نزعت قلادتها و سوارها تضع بهمها في يدي
" خذيهم قومي ببيعهم إذا إحتجتي لهذا .. وبالنسبة للهاتف الذي سرقته له تقلقي حياله فقد قمت بتحطيمه ورميه "
أومأت لها وأخرجت رسالة من جيبي قدمتها لأخي الذي تمسك بيداي
" قدم هذه الرسالة لوالداي .. أخبرهما أنني آسفة على كل ما فعلته "
أبعدت يداي بصعوبة وأمسكت حقيبتي أقوم بسحبها لكن عناق أخي لي من الخلف أوقفني، كل هذه اللحظات الحزينة بسببك يا جونغكـوك
" أرجوكِ لا تذهبي "
" أنا آسفة يا أخي لكن علي الرحيل .. من أجلي ومن أجلكم "
أبعدته عني بصعوبة ونظرت لهم للمرة الاخيرة
" ما حدث اليوم أتمنى أن يظل سرا بيننا .. كيندر تفضلي هذا هاتفك وجاكلين لا تقلقي حيالي سأتصل بكِ أحيانا .. وأنت يا أخي تذكر أنني في مكان ما من هذا العام وذكراي لن تختفي بذهابي .. الوداع جميعا "
إستدرت وسحبت حقيبتي للخارج، فتح لي يونغي باب السيارة وصعدت ثم غادرنا المكان أثناء تلويحي لأخي الذي ينظر في اتجاهي ويبكي
" سأخذك لمحطة القطار "
" حسنا لكن أسرع قليلا "
نظرت عبر نافذة السيارة احدق بأضواء مدينتي التي ولدت وترعرعت بها، الان كل ذكرياتي هنا ستختفي تدريجيا وسأشتاق لكل من كان بجانبي
نزلت من السيارة و ودعت السيد يونغي الذي لوح لي من بعيد بينما يبتسم معي، شعرت وكأن جيهــون من يفعل هذا
وضعت القبعة على رأسي ثم سحبت حقيبتي أركض نحوى القطار بينما أمسك بالتذكرة جيدا
شخص أمسكني من ذراعي فإستدرت أنظر للفاعل الذي إتضح أنه جيمين، شعرت بالرعب فأمري سينتهي الان فهو يعمل لصالح جونغكـوك
" دعني أذهب أرجوك "
أفلت ذراعي وأمسك يدي ثم وضع بها حزمة من النقود، أغلق عليها بقبضتي ثم أفلتني ونظر لي
" أتمنى أن لا يلتقي طريقك مع طريق السيد جونغكـوك .. أتمنى لكِ حياة سعيدة "
شددت على ذراع حقيبتي ثم أومأت له أبتسم بين دموعي، إستدرت أركض إلى القطار حيث دخلت سريعا وأخذت مكاني هناك
شكرا لكم جميعا، الحياة الجديدة التي سأعيشها ستكون بفضلكم
تحرك القطار فرأيت سونغميــن ينظر لي والدموع تغادر وجنتاه، بدأ بالركض والصراخ بإسمي لكني أشحت بنظري عنه قبل مغادرة القطار لهذا المكان
《 عـــــودة للحاضـــــر 》
حل المساء وعلي الان العودة لمنزلي البسيط، قدمت لي الخالة اللطيفة صاحبة المطعم بعض الوجبات وقبعة صغيرة الحجم مع جواربها الخاصة وقفازات مستديرة، كانوا باللون الأزرق بما أنه في بطني ولد
" خذي لقد تذكرتك عندما رأيتها في المحل لذلك إشتريتها من أجل طفلك جيهــون "
" شكرا لكِ خالتي إنها جميلة جدا "
عانقتها بقوة فبدأت بالضحك على حركتي المفاجئة، إبتعدت ومسحت دموعي فربتت على رأسي ثم تحدثت مع زوجها الذي إقترب منا
" أنظر إنها حساسة كثيرا .. توقفي عن البكاء فطفلك الصغير سيشعر بالحزن كذلك "
إبتسمت بخفة وتمسكت بالملابس الصغيرة التي قدمتها لي ثم عانقتها وزوجها في ذات الوقت بينما السعادة تغمر قلبي
" جيهــون سينادي عليكما بجداي "
" أجل هذا صحيح وعندما يكبر سيأتي لحل واجباته المدرسية هنا بينما يتناول الوجبات الخفيفة "
" وسأجلبه من المدرسة حينها سيعلم الجميع بكوني جده المفضل .. أفيانـــا شكرا لأنكِ أتيت للعمل هنا فلولاكي ما كنا لنستطيع العيش بعد فقداننا لإبنتنا "
" إبنتي عليكِ الانتقال للعيش معنا وهكذا سنعتني جميعنا بجيهــون الصغير الذي سيأتي لهذا العالم قريبا "
" شكرا خالتي سأفكر في هذا جيدا "
حملت أغراضي وخرجت أغادر المطعم، وقفت أمام محل يبيع ملابس الأطفال الصغار فدخلت أشتري كل ما سيحتاجه صغيري
لمست بطني أتحدث معه
" جيهــون صغيري متأكدة بأن هذه الملابس ستنال إعجابك "
دفعت النقود وخرجت اكمل طريقي، توقفت أجلس قليلا بعدما تعبت من السير لأن بطني باتت ثقيلة قليلا
" أيها الشقي يبدو أنك بدين لابد أن هذا بسبب فطائر خالتي "
توقفت سيارة أجرى يقودها رجل مسن، نظر لي عبر النافذة وإبتسم عندما تعرف علي
" أفيانـــا دعيني اقلك "
" شكرا لك لقد أتيت في الوقت المناسب "
صعدت بالسيارة أتحدث مع الرجل المسن الطيب، إنه يعيش في نفس البناية التي أعيش بها
" كيف حالك وحال إبنك "
" نحن بأفضل حال "
إستمر بالحديث عن الطعام اللذيذ الذي دعوتهم لتناوله معي سابقا، حياتي هنا هادئة وسعيدة ومن خلال الاخبار فهمت بأن جونغكـوك مشغول بعمله بعدما رشح نفسه لرئاسة البلاد
هكذا لن تلتقي طرقنا مطلقا، أتمنى أن تدوم هذه السعادة التي أعيشها
نزلت من السيارة وشكرته ثم ذهبت أسير ببطئ إلى الطابق الثالث الذي أعيش به، لا أحب أخذ المصعد فأنا أخشى توقفه وانا داخله
المكان كان هادئا وقلبي يؤلمني قليلا، إن إحساس غير محبب وكأن شيء سيء قد يحصل معي
فتحت الباب ودخلت أقوم بإغلاقه، شغلت الإضاءة وبمجرد إستدارتي تجمدت مكاني عندما رأيت جونغكـوك وهو يجلس على الكرسي مقابلا للباب ينظر لي ببرود
تقاسيم وجهه شاحبة واسفل عيناه أسود اللون أما خصلات شعره وحواجبه بدت خفيفة، بمجرد رؤيتي لها أوقعت الأكياس من بين يداي
" جونغكـوك مالذي تفعله هنا "
وقف من مكانه وإقترب ناحيتي فحاولت فتح الباب لكنه أسرع وأمسكني يقوم بعناقي من الخلف
" لقد وعدتني بأنكِ لن تتركيني إذا لماذا ذهبتي "
" إبتعد عني لم يعد هنالك شيء بيننا بعد الآن "
" وماذا عن إبننا إذا ؟! لقد سمعت أنكِ ستسمينه جيهــون أهذا صحيح ؟! "
إلتزمت الصمت ولم أقل أي كلمة، أمسك بيدي المرتجفة وسحبني خلفه حيث جلس على الكرسي وأجلسني في أحظانه يلمس بطني من الخارج ويقوم بتقبيل يدي
" لقد ترشحت لرئاسة البلاد والجميع يقف في صفي لكن أتعلمين لماذا فعلت ذلك ؟! "
تجاهلت كلامه احاول السيطرة على مشاعري ومخاوفي فأنا الان بين أيادي الشخص الذي حاول قتلي من قبل
" لقد فعلت هذا حتى تري صوري المعلقة في كل مكان .. فكرت أن هذا سيجعلني أعيش في ذاكرتك للأبد "
" جونغكـوك أرجوك إذهب من هنا "
" أذهب؟! لا تقلقي سأذهب من هذا العالم قريبا "
صوته بدى مرهقا وكأنه يجبر نفسه على الكلام، حتى يداه أصبحت هزيلة ولمساته ضعيفة بعض الشيء
" أنظري لشكلي يا أفيانــا أصبحت قبيحا أليس كذلك ؟! لقد أخبرني سونغمين بأن إمرأة جميلة مثلك لن تنظر لي حتى لو أمسكت بكِ "
لا أريد من مشاعري الضعيفة أن تعود، لكن كيف اتجاهل حقيقة أنني أحببته وبأن إبنه في بطني الان
" أنا أعلم بكونك خططتي لكل شيء حتى تتركيني .. في ذلك اليوم كنت أنتظر قدومك بشدة لكن كل ما خططت له لم يحدث "
" جونغكـوك عليك الذهاب أنت الآن مترشح لتقود البلاد اعدائك بكل مكان لايجدر بك أن تكون هنا "
" أينما تكون أفيانـــا سأكون بجانبها .. نحن خلقنا لنكون معا .. فحتى لو كان قربك مؤذي لكياني إلا أنني سأتحمل هذا واخبئ ما تبقى من مشاعري خلف باب قلبي "
فتح شعري وجعله منسدلا ثم قام بإشتمامه، نزع عني سترتي وعانقني بقوة شديدة
" إسألي عن حالي يا أفيانــا .. ألا تريدين معرفة ما يحصل معي ؟! أنتِ قاسية "
أفلتني فوقفت من أحظانه وإستدرت له، ظل ينظر إلى فستاني الطويل والعريض بعض الشيء بسبب حملي، إبتسم بإنكسار ثم إلتقت أنظارنا
" أنا أموت يا أفيانــا .. لقد شخصني الطبيب وإتضح أن هنالك ورم خبيث يفتك بجسدي
أيامي لم تعد معلومة قد أموت في أي لحظة من الان "
ظللت أنظر بصمت بينما الدموع تغادر عيناي دون توقف، وقف من مكانه وإقترب يقوم بعناقي فبادلته سريعا
فصلنا العناق ثم لمس وجنتي بحنية بينما يبكي ويتأسف
" أنا آسف .. آسف على كل شيء "
وضعت يدي على فمي احاول كتم شهقاتي، نزف أنفه فجأة فبدأ يبتسم
" الموت يطرق بابي الان "
عاد بي للوراء حتى وقعت على الأريكة ثم إعتلاني بحركة مفاجئة فبدأت الدماء تقطر من أنفه على وجهي
" أنا آسف على ما سأفعله معك الان "
بدأ قلبي ينبض بقوة، حاولت دفعه لكني حامل لا أستطيع فعل شيء
" مالذي تقصده .. إبتعد عني أرجوك لا تنسى أنا حامل بإبننا "
" أجل أعلم لا تقلقي حتى إبننا سنأخذه معنا "
" لا أتركنـــــي .. إبتــــــــعد "
ثبتني جيدا وأمسك إحدى الوسائد يضع بها على وجهي، ظللت اقاوم واصرخ لعل شخص ما يأتي لمساعدتي لكن مامن مجيب
" أفيانـــا أنا آسف .. آسف لأنني لا أستطيع الذهاب بمفردي .. لا أستطيع تركك "
خارت قواي وذهبت أنفاسي، إبني الذي أحسست بتحركاته في بطني لآخر مرة جعل من دموعي تغادر جيفوني
.
.
.
فقدت حياتها وباتت مجرد جثة يقوم جونغكـوك بعناقها أثناء بكائه وصراخه المتألم
" أفيانـــا أنا آسف .. فقط لو يعود بنا الزمن للوراء أعدك حينها بنهاية سعيدة لكلينا "
طلقة رصاص من مسدسه كانت الفاصل القصير الذي جعل روحه تلحق بروحها وسط تلك الشقة الصغيرة حيث ركض جارها المسن وزوجته إلى هناك
.
.
.
... فقط لو يعود بنا الزمن للوراء ...
《 أفيانـــا 》
فتحت عيناي بصدمة وجلست سريعا أنظر الى غرفتي، نظرت إلى يداي والى ملابسي، جلست افكر في الحلم الغريب الذي رأيته
" أفيانـــا لقد تأخرتي على المدرسة "
وقفت من سريري سريعا عندما دخلت والدتي تنادي علي، غيرت ملابسي وإرتديت الزي المدرسي الخاص بمدرستنا
نزلت عبر الدرج حملت تفاحة أقوم بأكلها بينما أبحث عن أخي هــــان و والدي
" لقد ذهب مع شقيقك فلا تبحثي عنهما "
إرتديت حذائي وحملت حقيبتي ثم قبلت وجنة أمي
" أحبكِ يا أمي "
" وأنا يا صغيرتي .. إنتبهي لنفسك جيدا "
" حاضـــــر "
رميت ما تبقى من التفاحة وخرجت أركض بينما أفكر في الحلم الغريب الذي رأيته، لا أتذكر كافة الأحداث ولكن أحسست وكأن شخص يقوم بخنقي بينما يبكي وينادي بإسمي
توقفت أنظر خلفي بعدما أحسست وكأن شخصاً ما يلاحقني لكني لم أعثر على أي أحد، ربما أتخيل!!
أحسست بشخص يتتبعني مرة ثانية فهربت مسرعة من هذا الشارع الضيق وخرجت في الشارع الرئيسي
كنت أركض و خصلاتي تتحرك للخلف مع تنورة ملابسي المدرسية
فتاة يافعة تبلغ من العمر ثمانية عشر سنة تكافح كل صباح للوصول إلى الحافلة في الوقت المناسب ، هكذا كانت بدايتي في كل يوم
" ليس هذه المرة أيضـا "
ذهبت الحافلة و انا كنت ألحق بها ، مدى ذلك الشاب يده لي عبر الباب بينما يقف داخل الحافلة و دون تردد مددت يدي كذلك و أمسكت به فسحبني سريعا حتى دخلت أقف مقابلة له أستعيد أنفاسي
" شكـرا لـك "
نظرت لتقاسيم وجهه الوسيم، شعرت وكأنني رأيته في مكان ما حينها فاجئني بكلامه
" فـــي كـــل مــــرة نختـــفي فيـــها ســـنعود لنلـــتقي "
دخلت فتاة مسرعة ودفعتني فوقعت بين يداه حيث أمسكني ينظر لي عن كثب
" أنــــت ؟! "
" جيـــــون جـونغــــكوك .. سأكــــون زوجـــك فــــي المستــــقبل "
إبتسم في وجهي بعد كلامه ثم بدأ البقية في الصراخ والتصفيق على هذا الإعتراف
رأيت دموعه تغادر مقلتاه أثناء قوله لي:
" أنــا أحـــبك "
" تحبـــني ؟! "
" سنعيـــش بســـــعادة هـــــذه المـــــرة أنـــــا أعـــــدك "
.
.
.
كـــــل الذكريـــــات الجمـــــيلة ســـــتُعيد نفـــــسها وكـــــل الاوقـــــات الصعـــــبة والحـــــزينة سيـــــتم نســـــاينها بلمـــــسة ســـــحرية مـــــن ذلـــــك الحـــــب الأبـــــدي
وســـــتظل أوقـــــات المـــــاضي المـــــنسي مخـــــبئة خلـــــف البـــــاب
.
.
.
" أحـــبك يـــــا جونغكـــــوك "
" وأنــــا ســـأحبك لآخـــــر أنـــــفاس حـــــياتي يـــــا أفيـــــانــا "
.
.
.
• النهـايـة •
وهــــكذا أضفـــــت نقـــــطة النـــــهاية لروايـــــة أخـــــرى ستـــــصبح مـــــن الذكريـــــات
هنـــــا ضحـــــكنا مـــــع الشـــــخصيات و شـــــعرنا بالـــــحزن مـــــعها كـــــذلك، رأيـــــنا المشـــــاعر التـــــي لامـــــست بـــــعض مـــــن الواقـــــع
ملاحظة هامة : لاحظت أن هنالك العديد من الأشخاص لم يفهموا النهاية ولذلك سأشرحها من أجلكم بشكل مختصر
بعد تمني جونغكـوك لتلك الأمنية اليائسة في شقة أفيانـــا وقتله لنفسه، أعادت الأحداث نفسها لأول لقاء بينهم على متن الحافلة وهكذا سيقوم جونغكـوك بتصحيح أخطائه من أجل العيش بسعادة معها فكما لاحظنا فهو يتذكر كل ما حصل
شـــــكرا لـــــكم عـــــلى إهتـــــمامكم بروايتـــــي طـــــوال هـــــذا الوقـــــت 🩷✨️