صرخت داليدا بأعلى صوتها تضرب باب غرفة ساڤيدش و تركله بقدمها بينما تبكي و تتوسله أن يفتح الباب، لا تعلم حتى مالذي حدث، كانوا جالسين في الصالون يتحدثون كالبشر الطبيعية ثم سمعوا صوت رصاصة جعلت القصر يسقط فوق رأسها من شدة رعبها و الآن الوغد لا يريد حتى فتح الباب ، تعلم أنه فعل شيء في الداخل و فقط صلت و دعت داخلها أن لا يكون ما في عقلها صحيح ، سيندم ندما شديد إذا آذاها ، بوحشية ضربت الباب بقوة أكبر لتلتفت لدايڤ تضرب كتفه كالمجنونة
اكسر الباب بسرعة سيقتلها
لعن الآخر تحت انفاسه و هو يسمع كلامها، تريد أن تنقذ اللعينة و ترسله هو للموت، كيف سيكسر باب غرفة زعيمه، اللعنة هو لا يدعس فوق ظله حتى فكيف له أن يكسر الباب، لعن مجددا و يراها تنهار بينما تضرب عضلات صدره متوسلة إياه أن يكسر الباب ليستسلم و بهذا رفع قدمه يريد كسر الباب و لكن الآخر فتحه قبل ثانية من ذلك ليخرج زعيمه وجهه ملطخ بالدماء بينما يدخن سيجارته بهدوء و هكذا ببساطة نظر له ليتكلم مشيرا بإصبعه للغرفة
خذها للمستوصف و نادي الطبيب
لاحظ كيف كان وجهه باهتا كالموتى ليكمل
و إذا ماتت تعال و أطلق رصاصة وسط جمجمتي هل فهمت ؟
ضغط الآخر على أسنانه مومئا رأسه بطاعة ليكمل الآخر طريقه ككل وغد عديم القلب، مريض مختل عقلي، أصبح حقا يشك في وجود مرض نفسي لديه، لا لماذا تشك دايڤ هو حقا يحمل الكثير من الأمراض و العقد مختل بكل معنى الكلمة، لديه منطقة مخصصة بكل شيء داخل جمجمته ما عدا منطقة الاحساس و الرومانسية هذه المنطقة ميتة موت أبدي لديه
تنهد يدخل خلف داليدا التي نظرت لجسد راسيل بعيون دامعة ، كانت فاتحة عينيها تنظر لها بدموعها بينما تمسك جرح بطنها، دمائها كانت تملأ السرير بينما كلبتها لولي كانت تنبح بصوت ممزق و كأنها تتوسلهم النجدة، شعرها الابيض أصبح لونه أحمر تماما و رغم كرهها للكلاب إلا أنها أحستها كطفلة تتوسل لينقذوا والدتها، نظرت للأرض لترى ثوب نوم احمر ممزق مليء بالدماء بينما كانت راسيل ترتدي فستان أسود قطني
حسنا الآن فهمت لماذا الوغد تأخر في فتح الباب؟ لديه مرض عقلي خطير يجعله يقتل زوجته ثم يستر جسدها كي لا يراه غيره، فقط توقفي عن التفكير داليدا الفتاة تموت، بسرعة التفتت لدايڤ تتكلم بين دموعها
أسرع دايڤ خذها للطبيب
أومأ الآخر ليحملها من السرير ثم خرج بها يركض لغرفة العمليات المتواجدة في الجناح الشرقي للقصر بعد أن طلب من رجاله أن ينادوا الطبيب، بينما بقيت داليدا في القصر واقفة أمام الباب تنظر للفراغ بعيون دامعة، التفتت بجانبها لترى تلك الأفعى الصفراء تبتسم و هي ترى المنظر مع ذلك كانت تحسدها، تغار منها كاللعنة، كما يقال و بينما أنت غارق فـي بؤسدك ونحسك ستجد حماراً يحسدك، ساقطة غبية رأت في عينيها كيف تتمنى أن تكون مكان راسيل، أن تتلقى هي تلك الرصاصة منه و تموت بسببه، مهووسة لعينة و لكنها تعشقه بجنون، رأت ذلك في عينيها منذ سنوات طويلة و ليس أعمى هو أيضا رأى الطريقة التي تعشقه بها مع ذلك لم يهتم لها حتى
لم ينظر لوجهها و لا مرة، مهما أرادت التحدث معه لا يعطيها اهتمام لأنها ببساطة لا تثيره، تكاد تتوسله بعينيها كي يضاجعها تذلل بجسدها له كل مرة تراه و ببرود يسحقها، يتخطاها كأنه لا يراها أصلا، خاضعة مقرفة ليست نوعه أبدا، لا يستهويه هذا النوع للأسف، هو أصلا لديه مشكلة في الحب لم يسبق له أو وقع في حب أنثى لذلك كان نوع الأنثى مشكلة أكبر، لا تستهوية أي فتاة، راسيل و رغم مثاليتها و عشق رجال الكون لها لا يحبها فكيف لهذه الغبية أن تحصل على فرصة خاصة و ڤيكتينا موجودة
انتبهت لها الأخرى كيف كانت تنظر لها لتهز رأسها بلا فائدة و هي تراها تحاول اخفاء ابتسامتها لتدخل للداخل ،تصعد إلى غرفتها تنتظر اي خبر عن راسيل ، لن تموت ، يجب أن لا تموت و إلا ستحرق هذا القصر بمن فيه ، الموت بشرف أفضل بكثير من أن يتم قتلهم على يد الذئاب في الخارج
في الصباح فتحت راسيل عينيها تسمع صوت الأجهزة الطبية و ألم كبير مزق بطنها لتنظر للسقف الأبيض و الاضواء القوية تحاول تذكر ما حدث لها حتى مرت كلماته كالشهب على عقلها
"أطلق عليها ثلاث رصاصات"
"إذا عاشت فإعشقها"
"فالنبدأ بالرصاصة الأولى"
ابتسمت و هي تتذكر كيف أطلق الرصاصة لترفع يدها تنظر لأنابيب المحاليل كأنها مختلة عقلية تحرك أصابعها بينما تشعر بأنفاسها و تسمع دقات قلبها في جهاز النبضات ، بهدوء شكلت ثلاثة أصابع بيدها لتهمس بصوت مبحوح تماما بينما تخفي أول إصبع تاركة إصبعين فقط
تبقى رصاصتين عزيزي أعدك أن الثالثة ستخترق قلبك
انزلت يدها بعد ذلك تنظر للباب الذي دخلت منه داليدا و خلفها إيما تحمل لولي التي كانت تصارع تريد الركوض لها، ابتسمت بتعب لتمد يدها لها مما جعل إيما تتركها لتقفز للسرير تدفن وجهها في عنق مالكتها كأنها طفلة صغيرة ، مسحت على شعرها الناعم لتعيد نظرها لإيما التي كانت تبكي و جيڤ يحتضنها بينما جلست داليدا على الكرسي تتكلم بنبرة متأسفة
لا تحزني راسيل، أعلم أن ما فعله قاسي جدا بالنسبة لك و اعلم أنك لن تسامحيه عليه أبدا و لكن هذا هو إبن أخي، ماذا نفعل له وغد عديم القلب ، قاسي لا يمتلك مشاعر، لن أكذب عليك و أقول انه نادم و أن داخله يوجد شيء جميل تمسك به لا لن أكذب عليك لأني أحبك فقط سأطلب منك شيئا واحدا سامحيه، كي تستطيعي التعايش معه سامحيه راسيل الانتقام و الكره لن ينفع في شيء معه، هو وغد كلما قاومت سيقتلك مجددا لذلك أرجوك سامحيه لا تحقدي عليه
ابتسمت بسخرية تغمض عينيها تنظر لظلام جفونها، تسامحه ؟ تبا لذلك الطلب الغبي، كيف تسامحه و هي لا تحقد عليه من الأصل؟ من قال أنها غاضبة؟ حاقدة و منهارة بالعكس كانت متصالحة مع نفسها، متقبلة للأمر تقبلا رهيبا و فضيعا، متمسكة في ذلك الوحش الذي رأته ليلة أمس و لسبب غريب أحبته أكثر، لا، لم يعجبها إطلاقا ذلك البارد، الهاديء الذي يتكلم بعينيه، عشقت ذلك الوحش، الوغد الذي ستللذذ في اللعب معه قليلا، كانت مجنونة حقا، على حجم العقل لديها على حجم الجنون، لن تتقبل سلوكه أبدا، لن تخضع اطلاقا و لكنها ستفعل أشياء اخطر
قالها ليلة أمس جميع البشر حقراء ما عدا هو و هي، نعم هما أحقر البشر اطلاقا، ألعن رجل و اغرب انثى، أكبر وغد و أغرب مجنونة على الاطلاق، تنهدت براحة تتحسس مكان الرصاصة لتسأل بهدوء ارعب داليدا
أين هو؟
رمشت الأخرى تحاول أن تفهم مالذي يحدث داخل جمجمة هذه اللعينة بدون أن تفهم شيء فقط كانت تبتسم مغمضة العينين و تسأل عن زوجها و كأنها كانت تصرخ بإسمه ليلة أمس، هل رؤية وجهه الحقيقي جعلها مجنونة أو أفقدها ذاكرتها أو أيقظ المجنونة التي تسكن أعماقها؟ انتبهت لنفسها أنها أطالت الرد بمجرد أن فتحت راسيل عينيها تنتظر اجابتها لتعطيها إياها صافعة اسئلتها لآخر مكان داخل رأسها
ذهب للشركة
أومأت بتفهم لتنظر لغرفة العمليات
هل استطيع الخروج؟
هزت الأخرى رأسها بلا
لازلت مريضة، لا تستطيعين المشي راسيل لذلك عليك البقاء هكذا على الأقل لأسبوع
توقفت عن الكلام و هي ترى الأخرى ترفع جسدها تريد الوقوف لتقف من كرسيها تمنعها
مالذي تفعلينه راسيل ؟ أخبرتك أنك لا تستطيعين الخروج هيا ابقي مكانك كي لا يفتح جرحك
هزت رأسها ترفض ذلك لتسحب أنابيب المحلول من يدها و وقفت بصعوبة الأرض تقلب بها مع ذلك قاومت نفسها و الألم، وجهها كان شاحب كالموتى و جسدها ضعيف و لكنها فعلتها و خرجت من غرفة العمليات بالثوب الازرق لا تصدق أنها ارتدته ثلاث مرات منذ أتى بها لهذا القصر اللعين و لكن في الحقيقة اعتادت عليه تأقلمت ، عادي ، أمر طبيعي هنا لذلك اعتادت و فقط صعدت السيارة التي توجهت بها إلى باب القصر لتنزل بعد ذلك تصعد الدرج بينما قابلتها الأفعى الصفراء
ابتسمت في وجهها تمسك جرح بطنها ليخرج من خلفها كارلوس شقيقها، اتسعت ابتسامتها و هي ترى وجهه المشوه، فمه المتورم و أنفه المكسور بينما ملامحه اختفت تماما عينه اليمنى منتفخة بشدة و يقف بصعوبة على ساقها التي علمت أنها مكسورة، رائع زوجها شكره على إعجابه بها
وقفت أمام الأفعى و أخاها لتتكلم بنبرة هادئة و رزينة
عذرا على ما حدث أمس زوجي لا يعرف كيف يعبر عن غيرته، أسفي مخصوص لك كارلوس أعتقد أن حالة وجهك بسببي أليس كذلك
أومأ لها الآخر يأخذ نفسا من سيجارته و ابتسامة لعينة رسمت على وجهه بينما رمقها بنظرة شهوة من رأسها لأخمص قدميها رغم حالتها المرعبة
لا بأس كل شيء يهون من أجلك و من أجل جمالك
أومأت ببراءة لتكمل سيرها للداخل متخطية الساقطة و نظراتها التي كانت تراقبها بها حتى دخلت لغرفتها لتستلقي على السرير بمساعدة ايما ثم ودعتهم بينما توجهوا إلى مدرستهم مع لينا و التي كانت ترتدي فستان أزرق ملكي يشبه إحدى فساتينها، لا راسيل بالطبع ليس فستانك لابد أنها إشترت واحد مثله فقط
هزت رأسها بسخرية تطرد أفكارها لتتذكر زوجها اللعين، عضت شفتها بقوة تتحسس ذلك الجرح مرة أخرى و ككل مرة إبتسمت بطريقة غريبة، هي أصبحت لا تعرف نفسها حقا، لا طالما كانت ترى كم هي غريبة و لكن لم تتوقع أنها بهذه الغرابة، حقا الحاجة أم الإختراع، يوجد فرق بينها و بين غيرها من النساء، الأخريات يبقين رغم أن الحياة تعطيهم فرصة للرحيل، يخسرن أنفسهن طواعية و يدعسن على كرامتهن بملإ ارادتهن أما هي كانت مجبرة على البقاء، لو أعطتها الحياة فرصة واحدة للرحيل و العيش بسلام ستتركه رغم أنها تحبه
ستعيش و لن تهين نفسها و لو بذرة صغيرة و لكن الحياة لم تعطيها تلك الفرصة، ابتعادها عنه يعني الموت حقا، لذلك عليها أن تغير قواعد اللعبة، ما المانع في أن تعيش حياة سعيدة ككل فتاة طبيعية في وسط عالم مليء باللاطبيعية ؟ أن تشق طريق مليء بالورود و ترسم عالم وردي لها تحظى فيه بكل أحلامها ؟ ستفعلها و لو تطلب الأمر أن تموت و هي تجرب
Five days later ...
سحبت هاتفها من فوق الطاولة الجانبية تنظر لتاريخ اليوم، خمسة أيام لم يأتي فيها ليراها مع ذلك كان يرسل لها الممرضة و الطبيب ليراقبوا حالتها، دخلت لإستديو الصور في هاتفها لتتصفح صور زفافهما، كانت صور رائعة رغم أنه لم يبتسم مع ذلك كانت مثالية، يبدوان ككل العشاق هكذا يمسك خصرها بقوة و هي تبتسم في وجه الكاميرات، مررت أصابعها على وجهه تتأمل كل إنش منه، سيكون صغارهم رائعين جدا إذا كانوا مثله، يمتلك عينان ساحرة تجعل قلبها ينبض بجنون و نظراته تجعلها تنتشي بدون مخدر
رائحته كخمر الجنة، لن تنكر أنها حزينة في أعماقها، أنه فرط فيها بسهولة و لم يزرها حتى ليرى حالتها و لكن في صميمها تعلم أنه كان سيقتل نفسه بعدها رغم أنه لا يحبها، يفعل كل هذا و هو لا يحبها إذا مالذي سيفعله إذا وقع في الحب؟ ما نوع الحروب التي سيقيمها من أجلها إذا كان قلبه هو سلاحها؟ مالذي ستخسره إذا جربت؟ فقط ما فائدة البكاء و النواح و ترك الحياة تجرها كالقربان! لماذا تذرف الدموع إذا كانت لن تشفي جراحها؟
أومأت لنفسها تتحسس وجنتيها و رغم النعاس الذي أحست به بسبب المسكن وقفت بصعوبة لتتوجه إلى طاولة المكياج، أخرجت العديد من المساحيق لتضع منها على وجهها، أخفت أوجاعها تحت قناعها، رسمت عيناها ببراعة و لونت وجنتيها بنعومة ثم وضعت أحمر شفاه قاني زادت به ملامحها إثارة لتسرح شعرها و تركت غرتها على جبينها لتبدوا جميلة جدا، بأناقة وقفت أمام خزانتها تضغط على أسنانها من الألم لتخرج فستان أحمر بقماش الستان اللامع، ارتدته مبرزة كامل أنوثتها لترسل رسالة له كتبت فيها موقع إحدى المطاعم ثم حملت حقيبتها لتخرج غير مهتمة لجرحها الذي بدأ يلتأم قليلا، هكذا داست على أوجاعها مثل أول مرة ارتدت في كعبها العالي، كان الألم قاتل مع ذلك أكملت السير لتبدوا مثالية
صوت كعبها طرق على رخام الدرج مصدرا صوت أنثى قوية جعلت الجميع ينظر لها لتبتسم بسعادة في وجوههم تنظر لكارلوس الذي كان ينهشها بعينيه و آراندا التي أرادت تمزيقها فقط وضعت حقيبتها تحت ذراعها لتعدل خاتم زفافها و تكلمت موجهة كلامها لداليدا
سأخرج الليلة، ساڤيدش عزمني على عشاء رومانسي، تعرفين اليوم هو saint valentine ، جميع العشاق يخرجون للطعام في الخارج
ما إن أنهت كلامها وقفت لينا التي و بالصدفة كانت ترتدي من ملابسها، وضعت الطعام في فمها تسألها بإستغراب
كيف جميع العشاق يخرجون للطعام الليلة؟ لماذا؟ ما هو Saint Valentin راسيل ...
اجابتها راسيل تسحب الطعام من فمها
هو عيد الحب لينا ثم توقفي عن الأكل بشراهة جسدك جميل لا تفسديه
نظرت الأخرى لجسدها ثم ابتسمت بغباء تحك شعرها
حقا جسدي جميل ؟
أومأت لها راسيل ليحمر وجهها و هي تتخيل ان ليام يرى جسدها و لكن مالذي يحدث في عيد الحب عادة؟ نظرت لراسيل المتأنقة بطريقة مثالية لتسحبها إلى زاوية في القصر ثم همست في أذنها بفضول قاتل و كأنها تسأل عن سر الدولة
ماذا يحدث في عيد الحب راسيل؟
نظرت لها الأخرى ترفع حاجبها بطريقة ماكرة جعلت لينا تضرب كتفها بغضب
فقط تكلمي و اللعنة و إلا قتلتك؟
ضحكت راسيل بعفوية تمسك وجه الغبية الأخرى و التي تبدوا أنها وقعت في الحب
سأخبرك بعد أن أعرف سرك
لعنت لينا في أعماقها لتبتلع ريقها تنظر حولها في المكان ثم سكتت تفكر هل تخبرها او لا؟ ماذا ستقول لها مثلا؟ أعادت النظر لراسيل
هل ستساعديني إذا لم أخبرك؟
هزت الأخرى رأسها لتلعنها بصوت عالي ثم أسندت يدها على الحائط تسحب سيجارة لنفسها
حسنا، ألقى عليَّ أحد الرجال سحر قوي جدا جعلني ملعونة بحبه
أومأت تنظر لها بمكر لتنفجر بالضحك تصفع وجهها من شدة احراجها لتسمع راسيل تتكلم
حسنا إذا، اليوم هو عيد الحب إلتقي به و امضي أمسية رومانسية معه
"و لكني لا أعرف كيف أفعل ذلك؟ أنا لدي إعاقة في المشاعر"
اجابت لينا لتوميء الأخرى تقلب عينيها
نعم اعرف نوع هذه الإعاقة فقط اسمعيني، سترتدين فستان جميل و تضعين مساحيق تجميل، شعرك اطلقي سراحه و موجيه ليبدوا طبيعي، ركزي على عينيك لأنها منطقة الجاذبية بالنسبة للرجل و أحمر الشفاه، لا تضعي أحمر شفاه مطفي بل اجعليه لامع كي يثيره، ضعي أحمر على أظافرك أو هل تعلمين ماذا اذهبي لخبيرة اظافر تضع لك أظافر اصطناعية أنت أظافرك قبيحة جدا
و ارتدي فستان احمر جميل و ركزيلي على شيء لينا، العطر، اكثري العطر في كامل جسدك خاصة يديك و امسكي مشط ضعي فيه من عطرك ثم مرريه على شعرك لتلتصق الرائحة هناك طويلا، لا تضحكي كالبلهاء كوني رزينة و ثقيلة، تناولي الطعام بالشوكة و السكين و اذا سألك ماذا تأكلين قولي سأتناول مثلك، انظري له بعيون ذابلة و ناعسة نوعا ما و ابتسمي على كل كلمة يقولها الرجل هكذا
إذا أعتقد أنه كوميدي إضحكي حتى إذا لم يكن كلامه مضحك و اذا دخل في مواضيع السياسة إجعليه يشعر نفسه أكبر سياسي محنك في العالم، إذا تحدث عن مواضيع علمية أومئي حتى لو لم تفهمي و إذا رأيت أنه بدأ يمل إسأليه عن مجال عمله، ليس لدي وقت لأخبرك المزيد و لكن هذا المهم حاليا إذا وقعتي في مأزق إتصلي بي أو أرسلي رسالة هل إتفقنا
أجابتها لينا بحماس
حسنا
إبتسمت بحب لا تصدق أنها أحبت هذه البغيضة، كانت تكرهها جدا أول ما أتى بها إلى هنا و الآن وجدت نفسها سعيدة و هي تراها كمراهقة ستخرج في أول موعد لها، ليس و كأنها أفضل منها بكثير هي أيضا كان هذا أول موعد رسمي لها بسبب آوامر والدتها مع ذلك مثلث هذا الدور كثيرا في أفلامها لذلك كانت معتادة نوعا ما، تقدمت تريد الخروج لتتوقف على صوت لينا خلفها تسأل
راسيل هل لديك فستان أحمر إضافي !!!
رمشت عدة مرات لتعيد النظر لها و أومأت بعدم فهم
لماذا سألتي ؟
إتسعت إبتسامة لينا لتهز رأسها بلا شيء ثم ركضت بسرعة ناحية غرفتها، أكملت طريقها بعدم مبالاة قبل أن تتنهد لتنظر لدايڤ الذي همس أمام أذنها
سيدتي الزعيم رفض ذلك، أمرني أن لا أسمح لك بالخروج
ابتسمت ترفع حاجبها لتعدل له ربطة عنقه و تكلمت بعبوس كطفلة صغيرة
عزيزي دايڤ ، هيا جمهوري ينتظر صور عيد الحب لذلك عليَّ إلتقاط بعض الصور، أنت فقط خذني هناك و أخبره أني أردت قطع عنقي مرة أخرى و سيأتي، هل إتفقنا؟
لعنها في سره يريد أن يطلب منها التوقف و عدم وضعه في موقف سيء و لكنها لم تهتم إطلاقا فقط فتحت الباب لتدخل داخل السيارة هنا فقط إنسحب حاملا هاتفه ثم إتصل بزعيمه و من ملامح وجهه المرتعبة علمت أن الآخر هدده بالقتل بذلك سحبت شفرة صغيرة و حركتها في الهواء جاعلة إياه يغلق عينيه و إلتفت معطيا إياها ظهره يكمل تبريراته لزعيمه و تطلب الأمر ربع ساعة حتى أقنعه ليعود مجددا و خلفه سرب لعين من السيارات السوداء الضخمة، فقط صعد ينظر لها في مرآة السيارة الأمامية ليوميء رأسه دليلا على قبول الآخر ثم انطلق بها و السيارات تحاوطهم من كل اتجاه و كأنها وزيرة
بعد فترة قصيرة وصلت إلى ذلك المطعم الذي إختارته لتدخل بجانب دايڤ الذي كان يمشي و يمرر عيناه في كل إتجاه كأنه وحش، كل شخص يمر أمامهم كان يفترسه بعينيه حتى وصلا إلى بهو الفندق لتتوقف ملفتة إنتباهه لذلك تكلم
دعينا ندخل سيدتي، الداخل آمان أكثر
هزت رأسها لتبتسم بهدوء معدلة شعرها
لا، سأنتظره هنا في الداخل يوجد صحافيون يجلسون على أساس أنهم يتناولون طعامهم بينما يراقبون المشاهير لذلك لن أدخل بدونه
أراد أن يعترض و لهذا حركت وجهها تنظر للناحية الأخرى جاعلة إياه يوميء بتفهم ثم ابتعد عنها قليلا ليشعل سيجارة لنفسه منتظرا زعيمه الوغد حتى يأتي و ينهي هذه المهزلة
تطلب الأمر فترة قصيرة نوعا ما حتى فتح الرجال باب الفندق له ليدخل بطلته الساحرة، كعادته بدلة سوداء مع ذلك كان ملفت للإنتباه بطريقة رائعة، كان يمشي و ينظر لجسد زوجته من رأسها لأخمص قدميها و مع كل ثانية كانت ملامحه تظلم يبدوا أن ما ترتديه لم يعجبه إطلاقا أما هي فكانت تقف في مكانها تنظر للناحية الأخرى تحمل حقيبتها بأناقة غير مهتمة إطلاقا بالبركان الذي يتوجه ناحيتها
ابتسمت و هي ترى إنعكاسه في المرآة المقابلة لها لتقع عيناها على عينيه في المرآة حين أصبح خلفها تماما، جسده المثالي يحاوط جسدها و رائحة عطره اختلطت بعطرها، تكلمت تنظر لإنعكاسهما
تبدوا مثير
اجابها ببرود
و أنت تبدين عاهرة بهذه الملابس
أومأت له بتفهم لتلتفت بجسدها محاوطة عنقه تنظر له مباشرة داخل عينيه مقربة شفاهها من شفاهه و شكرا للكعب العالي الذي زادها طولا، همست هناك بأنفاسها الساخنة
حسنا إذا، إفعل شيء، هل ستترك زوجتك شبه عارية ؟
لاحظت نظرات الإستغراب في عينيه كأنه يريد الدخول في رأسها و يفهم مالذي تحاول فعله لذلك إبتسمت أكثر قبل أن تسمع لعناته تحت أنفاسه يبدوا أنه يجد صعوبة في فهمها و بهدوء خلع سترته ثم قدمها لها لتعطيه ظهرها جاعلة إياه يلبسها لها بنفسه، السترة غطت جزئها العلوي بأكمله اما الجزء السفلي فبقي عاريا مع ذلك يبدوا أن النتيجة كانت مرضية نوعا ما له، أمسكت ذراعه بعد ذلك لتدخل معه للداخل ليبدأ الصحافيون في إلتقاط صور لها، كان هذا أول ظهور بعد ما فعله الوغد بأعمالها السابقة لذلك أصرت أن تظهر قوية كعادتها، ابتسمت في وجه الجميع سامحة لهم بتصويرها بأريحية و بدون خوف
ثم وقفت أمام الطاولة تنظر له ليرفع حاجبه بإستغراب و هذا جعلها تبتسم هامسة أمام أذنه
حرك لي الكرسي كي أجلس
النظرة التي رمقها بها كانت ستجعل أي أنثى تخاف و تلغي كل هذا الهراء، تعود للقصر و تختبيء تحت غطائها و لكنها لم تفعل ، كانت عنيدة و علمت أنه سيكسر رأسها بسبب هذا العناد و مع ذلك أكملت محافظة على موقفها ليتنهد بملل كبير مبعدا الكرسي لها لتجلس بأناقة و جلس هو مقابلا لها عيناه على كل شخص محيط بهم، كان يشك في الجميع و هذا سبب ما يفعله لذلك تركت له مهمة الاهتمام بحياتها و اهتمت هي بسعادتها و ليلتها الجميلة لتقول أول ما بدر على عقلها
معك حق
هذا جعله ينظر لها منتظرا أن تكمل ليفهم أكثر و بسرعة أكملت كلامها
نحن لسنا مثل كل البشر الحقراء، نحن أحقر منهم بكثير، ثنائي غريب جدا، أنت أكبر مختل رأيته في حياتي و أنا مجنونة
و سكتت بينما لاحظت كيف ابتسم بسخرية و يبدوا أنه استرخى قليلا ليسحب سيجارة لنفسه أشعلها ثم أسند ظهره على الكرسي خلفه ينظر لها بحاجب مرفوع
جيد و ماذا اكتشفت أيضا في ليلة الإكتشافات العالمية ؟
ضحكت تعدل وضعيتها لتجيبه
اكتشفت أني أكثر جنون مما إعتقدته عن نفسي، تخيل أني أعجبت بما رأيته ذلك اليوم، ذلك الوحش الذي تخفيه داخلك اعجبني كثيرا، أكثر وضوح منك و يتكلم كثيرا و يعبر عن مشاعره القبيحة عكسك، فقط أنا أحببته، حقا أنا مصدومة من نفسي و تفكيري هذا، ما السبب في رأيك؟ هل أنا أميل لتعذيب نفسي؟
هز رأسه ببرود آخذا نفسا عميقا من سيجارته ليجيبها بسخرية
لا، ليس لأنك تميلين لتعذيب نفسك، الأمر فقط أن عمودك الفقري يربط بين مؤخرتك المثيرة و منطقة المخ عندك لذا لا تتعجبي من أفكارك
ضحكت بسخرية متعمدة أبراز غمزاتها المثيرة لتظهر للصحافيين دليل على سعادتها ثم شابكت أصابعها ببعض توميء له بتفهم
نعم معك حق، مؤخرتي مثيرة جدا
هز رأسه بلافائدة ينظر لها و كأنها من خارج الكون لتتكلم مجددا و هي ترى النادل يقترب منهما
ماذا ستأكل؟
لم يجبها فقط اكتفى بالتحديق بها بشرود لتنظر للنادل الذي وقف أمامها ثم تكلمت بإحترام و قد قررت مسبقا أنها ستتناول سلطة خضار مع السمك المشوي
اح...
قاطعها هو موجها كلامه للنادل
احضر لها سلطة خضار مع سمك مشوي و انا زجاجة نبيذ
أومأ الآخر بطاعة ليغادر بينما نظرت له رافعة حاجبها بإستغراب
من أخبرك بأني سأطلب ذلك؟
أجابها ببرود
هذا ما تأكلينه دائما أمام الكاميرات على أساس أنك إمرأة صحية و تهتم لطعامها بينما في الحقيقة تأكلين كل شيء غير صحي
هذا جعلها تبتسم بسخرية قبل أن تعلق بإستغراب
و كيف علمت ذلك؟
لم يجبها و لم تحتج للكثير من الذكاء لتفهم أساسا سبق و أخبرها أنه على علم بدراستها السرية، هذا يعني أنه تسلل لمنزلها سابقا ، بهدوء أرجعت ظهرها للخلف مثل وضعيته تنظر له بينما كان يحدق بها و كأنه يحاول أن يفهم ما يدور داخل عقلها، كأنه يبحث عن سبب هذا التغير، من عيناه بدى لها أنه مستغرب لكل ما يحدث حولهما ، ليسا زوجين طبيعيين حتى تكون بهذه السعادة و فقط قبل أن يتعمق أكثر بنظراته تكلمت مجددا تبرز وجهها أمامه
ما رأيك بمكياجي جميلة أليس كذلك؟
اللعين بمجرد أن أنهت كلامها نظر مباشرة لشفاهها يميل رأسه قليلا يسحب الدخان من سيجارته يضغط بشفاهه عليها و كأنه يتخيلها شيئا آخر مع ذلك قال عكس ما يدور داخله
شكرا لمساحيق التجميل، زادتك جاذبية
ضحكت بغرور تعيد شعرها خلف أذنها بأناقة لترفع ذقنها تبتسم بسخرية مجيبة إياه تمرر إصبعها السبابة على فوهة كأسها الزجاجي بإغراء مثير
أنا هي الجاذبية ، فليضع نيوتن تفاحته في مؤخرته و لتذهب مساحيق التجميل للجحيم، أنا جميلة في كل حالاتي و مهما كذبت على نفسك أنت تعلم جيدا اني كذلك، لهذا ...
قاطعها يسأل بملامح جادة جعلتها تتوقف عما تقوله
مالذي يحدث معك؟
ابتلعت ريقها بصعوبة تأخذ نفسا عميقا محافظة على ابتسامتها
لا شيء، أنا بخير لا يحدث معي اي شيء، أقصد مالذي سيحدث معي أنا جيدة جدا
أومأ لها بتفهم و نظرات غريبة رمقها بها، إستغراب و اشياء اخرى، لم تفهم ما به و لم تحتج أن تفهم فقط نظرت لصحنها الذي أتى به النادل لتبدأ في تناول طعامها بصمت و هو نظر لها في تلك الأثناء، فقط راقبها يدخن من سيجارته و هي حافظت على هدوئها تأكل بهدوء عكس داخلها الذي إشتعل، عاد مجددا لبروده، هي اصلا كانت تجد صعوبة في فهمه حين يتكلم فما بالك أن يصمت؟ و اكثر شيء ازعجها في تلك اللحظة أنها خافت من نظراته، كرهت الطريقة التي يحاول بها فهم ما يدور داخلها، كأنه انتظر شيء و صدم بشيء آخر، لم يتوقع أن تكون هكذا باردة، لسبب غريب أحست عيناه ترى كل اوجاعها و آلامها التي تغطيها و أكثر من ذلك أيضا، كان يقرأ عقلها من عينيها مع هذا لن تسمح له بفهم ما يحدث معها
لن يعلم كم مزقها بما فعله، كيف أحزن قلبها هذا الأسبوع حين تجاهلها و لم يزرها و لا مرة حتى، رفعت رأسها تنظر له بينما كان يشعل سيجارة أخرى ليكمل تأملها و هنا قطعت الصمت تسأل
ألا تعلم أن التدخين يسبب الموت البطيئ؟
أجابها آخذا نفسا من سيجارته
ومن قال لكِ أني مستعجل!
هزت رأسها بلا فائدة و لاحظت كيف مل يحرق السيجارة تلوى الأخرى فقط يراقب من حوله و مهما حاولت أن تفتح معه موضوع لم تنجح لذلك سكتت تنتظر الحلويات تنظر له تحاول أن تفهم ما نوع الألم الذي عاشه محى حبه للحياة بهذه الطريقة؟ حقا يكون الإنسان غريبا عندما يكون جسده في مكان و روحه في مكان آخر
الألم و الحزن الضياع و عدم القدرة على العودة رأت كل ذلك في عينيه مع ذلك كانت تتمسك بشيء ربما لم يكن موجودا من الأصل داخله، ستجرب لا تمتلك حلا آخر هذه هي الحياة التي اختارتها لها والدتها، نظرت لصحن الحلويات لتبدأ في قطع الكعك بحزن رغم أنها كانت تبتسم، فقط أرادت أن تنتهي هذه الليلة كي تعود للقصر و تنام على الأقل أخذوا لها بعض الصور مع زوجها كي تسكت كلام الناس في الخارج و ستكمل محاولاتها لاحقا، في وقت لاحق هذا ما كانت تفكر فيه في تلك اللحظة حين سألها أخيرا يخرج عن صمته
في ماذا تفكرين؟
ابتسمت بسخرية بدون أن تنظر له
أفكر بك
همهم لها بتفهم
أعلم
و هذا جعلها ترفع نظرها له تنظر داخل عينيه
هل أعتبر هذا غرور؟
هز رأسه ببطء شديد
لا بل حقيقة، أنت تفكرين بي حاليا لا أعلم كيف يحدث هذا و لكني أشعر أني أفهمك بمجرد النظر لوجهك
هذا حقا لفت انتباهها لتترك الكعك و نظرت للكعكة الكبيرة تسند ذقنها على أصابعها بنعومة
رائع بل مذهل، حسنا إذا أخبرني مالذي أشعر به الآن توأمي ؟
نظر لها بطريقة محذرة و يبدوا أن سخريتها لم تعجبه مع ذلك لم تهتم فقط أصرت على أخذ إجابتها منه قبل أن يتنهد مبعدا نظره عنها لينظر لساعة يده بغضب و كأنه قال ذلك و ندم، كأنه لا يريد الغوص في هذا الحديث مع ذلك أصرت أن تفهم قصده لترفع حاجبيها بمجرد أن أعاد النظر لها جاعلة إياه يلعن بلغة أخرى مطفئا سيجارته و استقام معدلا جلسته ليشابك أصابعه أمامه ينظر لها مباشرة داخل عينيها
أنت حزينة، غاضبة و تكابرين، لا تريدين كل هذا و تجبرين نفسك على التأقلم معه، أعلم، أرى جيدا أنك قوية الشخصية عنيدة و سأكسر يوما ما رأسك بسبب عنادك تحبين المغامرة و الغوص في الأشياء مع ذلك موقفك ليس جيد، لن ينفعك، عدم البكاء لن ينفعك، ابكي إذا أردت، أنت لستِ مصنوعة من حديد، اكسري و أصرخي، اضربي الحائط افرغي طاقتك اللعينة و لكن لا تحبسيها داخلك هكذا ستؤلمين نفسك فقط، أخبرتني راشيليا شيئا حين كنت في السابعة، أن الانثى مهما كانت قوية و صلبة داخلها طفلة تبكي بمجرد أن يكسر إظفرها
تخاف بمجرد أن ترى حشرة غريبة الشكل، لا أعلم أكثر مما أخبرتني عنه وقتها و أكره أن أشاركها الرأي و لكنها محقة لذلك لا تحاولي إقناعي بعكس ذلك، ربما تخدعين العالم بأسره و لكني آرى داخلك جيدا، أنت مكشوفة بالنسبة لي شفافة أنظر لكل شيء تصارعين كي لا آراه، أعلم أنك تألمتِ بعد أن أطلقت عليك الرصاصة إذا لماذا تدعين أنك أعجبت بذلك؟ أنت ترفضين كوني أخونك كل ليلة و لم ألمسك إذا لماذا تخرجين معي في موعد و لا داعي لقول أن هذا من أجل جمهورك و صورة سخيفة و هذه الحركات؟ لا تهمينني صدقيني و مهما بدوتُ لك من الخارج أني لا أهتم فكوني متأكدة أني من الداخل لا أهتم حقا، أدعس عليك و أمشي لذلك لا تحاولي إثبات أي شيء لي لأني لا أرى كل محاولاتك، فقط أنا أعمى لا أبصر شيئا
أنهى كلامه بكل هدوء، بملامح ثابتة، قال كل حرف بدون أن يغير من ملامحه إطلاقا هكذا رمى الكلام و كأنه أكثر شيء طبيعي و هي أجابته ككل فتاة طبيعية تبتسم بهدوء
تذكر ما قلته ذلك اليوم أليس كذلك؟
عقد حاجبيه لتكمل بسخرية
كنت ثملا و لكنك تذكر كل حرف لهذا دعني أخبرك عزيزي، هذه الرصاصة الأولى، لا زال هناك رصاصتين إلى غاية ذلك الوقت سأكون حصلت على كل شيء أريده منك، أنت و أطفالك و حياة سعيدة
أنهت كلامها تمد يدها لينظر لتلك الرصاصة التي سحبوها من بطنها و للحظات بقي يحدق بالرصاصة بصمت تام ليعيد نظره لها أخيرا يبدوا أنه فهم قصدها مما جعلها تبتسم و هي ترى كيف ارتسمت إبتسامة قبيحة شيطانية على وجهه، نعم أنت لا تعرفني، لا تفهمني من عيناي، لست شفافة لك، لم ترى كل ما داخلي، لا تعلم سبب وجودي هنا، لماذا ابتسم و اخفي أحزاني و لكنك علمت الآن، هذا يعتبر تحدي أحدنا سينتصر فيه و الآخر سيخسر و لكن من سيربح سيربح كل شيء و من سيخسر سيخسر كل شيء
قالت كل ذلك من نظرات عينيها و ابتسم كأنه فقط الآن فهمها جيدا فهم قصدها لذلك سأل بإبتسامة ساخرة
هل تتحدينني؟
أومأت رأسها و إبتسامة كبيرة ليوميء بتفهم معيدا ظهره للخلف يضحك بأعلى صوته، ضحك لأول مرة ضحكة جميلة من قلبه، لم تكن مصطنعة و باردة، قبيحة و ساخرة بل كانت ضحكة حقيقية ليوميء لها بتفهم مرة أخرى و وقف من مكانه مقدما لها يده
حسنا دعينا نجرب اللعب على طريقتك
و هز رأسه بسخرية
أقبل، فقط لا تبكي لاحقا لأن هذا قرارك
أمسكت يده لتقف بثقة و لامست كتفها بعضلات صدره لتجيبه تنظر له بطرف وجهها
أعلم أني سأبكي كثيرا و أنت ستمسح تلك الدموع صدقني
أجابها لاعنا تحت أنفاسه بينما ينظر للجزء الذي كشفته من صدرها
عاهرة لعينة و لكنك أصبحتِ تعجبينني الآن
أنهى كلامه يدفن وجهه في عنقها مقبلا إياها بينما يده كانت تغطيها مرة اخرى، نظرت له بإبتسامة واسعة بينما كانت كاميرات الصحافيين تلتقط صورا لهم بتلك الوضعية قبل أن يبعد وجهه تاركا علامة هناك ليخرج بها من المطعم ممسكا يدها يكاد يكسرها لها، كان أجمل عشاء رومانسي في الكون أقسمت أنها لن تنساه أبدا
At the same time
هزت لينا قدمها مع الأرض بملل تنظر لساعة يدها لتجدها الحادية عشر، تبا لماذا لم يخرج ليام بعد؟ هل يجهز الإنسان نفسه كل هذا الوقت؟ تنهدت تحرك رأسها يمينا و يسارا لتتأكد أن لا أحد من أعدائها هنا، أصلا حتى لو رؤوها من المستحيل أن يتعرفوا عليها، كانت تبدوا مختلفة تماما، ذهبت عند أخصائية تجميل وضعت لها سحر جعلها لينا الأنثوية، في زفاف أخاها و لم تظهر بهذا الجمال و شكرا لفستان راسيل كان على مقاسها تماما نظرت لأظافرها لتختبر تلك الأظافر هل تزول بسرعة او لا سمعت انها تبقى لشهر لذلك ستذهب و تنزعها بعد أن تنتهي من هذه الليلة
توقفت عن التفكير و هي تراه يخرج ببدلة رسمية، أغلق باب منزله ليبتسم لها ينظر لجمالها بعدم تصديق هذا جعل ابتسامتها تتسع لتتذكر ما قالته راسيل، لا تبتسمي كالبلهاء، نعم لا تبتسمي كالبلهاء، وقف أمامها ينظر بصدمة مسحور تماما في منظرها الجميل، عيناه لمعت تحت أشعة القمر ليمد لها يده، مدت يدها ليقبلها ثم تكلم يدقق النظر في جسدها
تبدين فاتنة الليلة لا أصدق أنك لينا الصغيرة
تبا له من الصغيرة يا إلهي؟ لو لم تكن ترغب بالزواج منه لقتلته بعد هذه الكلمة، لم تصدق نفسها و هي تتجاوز ال20 سنة كي لا يناديها آرون بالصغيرة و الآن و هي في ال26 يأتي هذا و يقول صغيرة، تجاهلت كلامه لاعنة إياه داخلها لتمسك يده بقوة ساحبة إياه خلفها
هيا دعنا نذهب بسرعة
"إلى أين؟"
للمطعم
و التفتت له بطرف وجهها تبتسم بطريقة جميلة
هناك جهزوا لنا طاولة سنتناول العشاء مع بعض ثم اعيدك للمنزل
توقف عاقد الحاجبين و الصدمة اعتلت ملامح وجهه حرفيا لا يجد ما يقوله لها كأنه لم يفهم قصدها و الأمر بدى له غريب نوعا كأنه يتسائل لماذا ستخرج معه في عشاء رومانسي يوم عيد الحب ؟ هل كل صديقة تفعل هذا مع صديقها؟ فقط بهدوء أبعد يده عنها تحت نظراتها المستغربة
عذرا لينا و لكن بصفتي ماذا سأتناول معك العشاء في يوم كهذا؟
إبتسمت بسخرية و لأول مرة اشتغل عقلها بطريقة سليمة لتسأل تقيس نبضه قبل أن تقول شيئا من خارج الكون
لماذا هل يجب أن يكون لك صفة حتى تخرج معي ؟
أومأ لها بجدية مطلقة لتنظر حولها في المكان ثم أعادت النظر له ترمش ببراءة
ما رأيك بحبيبي
الصدمة جمدت جسده، صراحتها جعلت لون وجهه يشحب فجأة ليمد يده يريد سحب شيء يريد أن يخبرها عن شيء لا تعرفه كي تعي ما تقوله و لكنها سبقته تهز رأسها ممسكة يده بقوة
لا ، لا أقصد أن تكون حبيبي دائما فقط الليلة نمثل أنك حبيبي، أنا كنت في علاقة و انتهت بالفشل و الآن حبيبي السابق يواعد فتاة جميلة لذلك أريد أن أجعله يغار، هذا فقط قصدي و اذا لم ترد عادي لن أرغمك على شيء أنت حر
أنهت كلامها غصة غريبة إجتاحت حلقها لسبب ما أحست أنه لا يريد أن يكون حبيبها ، علمت أنه سيرفضها لذلك زينت كلامها محافظة على ماء وجهها ، نعم هي غريبة الأطوار ، لم تقع في الحب أبدا و كانت أول مرة لها مع مشاعر الإعجاب هذه و لكنها أبدا لم تكن من النوع الذي يفرض نفسه على رجل
لا يريدها ستتوقف سيبقى صديق و مشاعرها مجرد، انتهى لن تتمادى أكثر في هذه اللعبة، ليس وحده صاحب البشرة البرونزية يوجد غيره الكثير و الكثير، ستسافر إلى إيطاليا و تختار شاب من أمام البحر، كاذبة تعلم أنها لن تستطيع خاصة بعد اول تجربة فشل لها مع الحب، تبا لك لينا أنت مضحكة حتى و انت حزينة هيا عادي لا تجعلي فضولك يقتلك، لا تسمحي لتلك المجنونة بداخلك أن تجن و تتخده قضية حياة أو موت
ببساطة ستغادرين الآن بصمت و لن يعلم أنك كنت معجبة به أبدا الأمر سهل جدا بهذا فتحت فمها تريد أن تخبره بأن ينسى ما قالته، أنها تمزح و أن يتخطى هرائها و لكنه سبقها يبتسم بطريقة جميلة جدا مومئا رأسه لها
حسنا لينا موافق و لكن أين هذا الغبي الذي ترك جميلة مثلك، خذيني له و سأجعله يغار حتى يموت من الغيرة
أومأت بسعادة تكاد تقفز مكانها لتمسك يده مرة أخرى و فتحت له باب السيارة ليصعد و لكنه هز رأسه لا يصدق كم هي عفوية، هل حقا كانت في قصة حب؟ كيف لفتاة أن تمسك رجلا هكذا و تفتح له باب السيارة بدون وعي منها كانت تتعامل معه كأنه هو المرأة و هي الرجل، لم يكذبوا حين سموها المسترجلة
ككل رجل مهذب و أنيق مد لها يده لتمسكها ثم توجه بها لسيارته، فتح الباب لتصعد تحت ابتسامتها البريئة، شيء داخلها كان معجب بما يحدث حولها، يا إلهي كم كانت سعيدة الأرض لا تسعها، هل الإعجاب يفعل كل هذا حقا؟ تبعته بعينيها و هو يلتف حول سيارته ليصعد في مقعد السائق ثم سألها عن مكان المطعم الذي يوجد فيه حبيبها
حركت عينيها في كل مكان تشعر كما لو أن العالم صفعها بأكاذيبها لتبتلع ريقها مجيبة إياه بإبتسامة غبية مقدمة له عنوان إحدى المطاعم و ما إن انطلق لها أخرجت هاتفها بسرعة البرق ترسل رسالة لراسيل تخبرها فيها بكل شيء تطلب منها النجدة
لحظات حتى اجابتها الأخرى تخبرها أنها ستهتم بالأمر،كانت حقا افضل زوجة أخ في العالم، من يمتلك زوجة أخ تغطي عليه مثلها؟ و بعيدا عن المزاح أخاها إذا علم سيكسر وجه زوجته و وجهها حقا ليس لأنه يرفض هذا بالعكس ليس لديه مانع، ساڤيدش رغم تشدده مع زوجته و غيرته المفرطة عليها إلا أنه متفتح مع نساء عائلته يرتدون ما يريدون و يحبون كما يريدون، يواعدون الرجال عادي جدا و لكن يمنع فقط أن يتحولوا لعاهرات كل ليلة مع رجل أو التسبب في فضيحة للعائلة
و الآن يا ترى ما نوع الخطة التي ستفعلها راسيل ؟ و لماذا تفكر فقط سترى بعينيها أصلا لم يتبقى لها الكثير حتى تصل للمطعم، تحيا راسيل
لعنت كل سنين حياتها بعد فترة و هي ترى نوع الخطة الآن جالسة على الطاولة مقابلة له تغطي جانب وجهها و تنظر من بين شقوق أصابعها لدايڤ الذي كان يجلس مقابل لها مع فتاة جميلة يبتسم بسخرية لاذعة و يقوم بتصويرها، انسوا ما قالته قبل قليل تبا لراسيل و تبا لها حقا، دايڤ مرة واحدة ! يا إلهي لماذا تضعني في هذه المواقف؟ لماذا راسيل هل تنتقمين من أخي و أفعاله عن طريقي؟
إبتلعت ريقها تنظر لليام الذي تكلم مقربا وجهه لها
لينا توقفي عن التحديق به هكذا، تكاد دموعك تنزل و الحسرة ظاهرة عليك سيعتقد أنك تتألمين بسببه
و تنهد بضيق يمسك يديها
أعلم ، أنا أعلم أنك تتألمين جربت شعورك من قبل و لكن لا تستسلمي هيا عزيزتي كوني قوية
كلامه شد إنتباهها لتسأله عاقدة حاجبيها
جربت ذلك من قبل !!
أومأ لها بحزن شديد ينظر ليديها الناعمتين
نعم جربت وقعت في الحب من قبل و جربت ألمه، إحتجت بشدة لمن يساعدني في ذلك الوقت لذلك أنا وافقت على مساعدتك الآن هيا كوني قوية كما أعرفك لا تستسلمي له
الألم كان رهيب حقا أحست انفاسها تختفي من شدة ذلك الألم قلبها حقا لم تعد تشعر بنبضاته لم تفهم لماذا ألمه مزق قلبها، كان ينظر ليديها بحزن كبير عيناه إحمرت بطريقة غريبة و علمت أنه يتمزق لم تكن أبدا جيدة في هذه المشاعر مع ذلك علمت مقدار ألمه من قلبها، جسدها أحس اوجاعه كما لو أنها اوجاعها لتتكلم رغم علمها أن الأمر مؤلم بالنسبة له
كيف حدث ذلك ؟
رفع رأسه يبتسم بقهر ليضغط على يديها بقوة
حدث ذلك منذ سنوات عديدة، كنت صغيرا في أول سنوات عملي كمدرس في الثانوية ربما عمري لم يتجاوز عمرك الآن و كانت هي مدرسة مثلي بنفس عمري احببتها بشدة و هي أيضا ثم تزوجنا و أمضينا سنوات ثم هكذا بدون سبب تركتني، رحلت و تزوجت رجلا آخر، أردت أن يساعدني احد وقتها، أن أجد قلبا يحتويني مثلما وجدت هي و لكني لم أجد على كل هذا أصبح في الماضي، الآن كل شيء على ما يرام لذلك دعك مني فالنركز معك أنت يجب أن نعيدك لحبيبك الغبي
و إلتفت خلفه لدايڤ الذي كان يضحك من أعماق قلبه يكاد يختنق من شدة الضحك، ضغط على أسنانه بقوة ليعيد نظره لها
الغبي سعيد جدا في حياته أنظري كيف يضحك ليمزق قلبك لذلك إضحك أيضا، سأخبرك بنكتة و أعدك أنك ستموتين بالضحك هل أنت مستعدة ؟
أومأت له بحماس ليقدم لها نكتته
طلب أستاذ من التلاميذ موضوعاً عن كرة القدم فكتب أحدهم "نظراً لسقوط الأمطار الغزيرة و العواصف تأجلت المباراة "
و إنفجر ضحكا ما إن أنهى نكتته لتضغط على أسنانها بقوة إنهيار أخلاقي حدث داخلها، شلالات دموع على هذه النكتة الغبية فقط تذكرت ما قالته لها راسيل، إضحك على كل شيء لذلك ضحكت و لكن قبل ذلك كان عليها أن تقول شيئا يستوجب عليها الضحك
لابد أن ذلك الطالب الغبي هو إيما
هنا حقا إستطاعت أن تضحك بينما إختنق هو من شدة الضحك يوميء رأسه لها بنعم، هدأ بعد فترة قصيرة يعض شفته بقوة
ما رأيك في نكتة أخرى؟
هزت رأسها تضع يدها على فمها
لا شكرا أستاذ ليام نكتك تجعلني أموت من شدة الضحك و هكذا مكياجي سيخرب
"أفضل من يقول نكت أليس كذلك؟"
علق بغرور لتوميء له رأسها و هذا زاده ثقة بنفسه و لم تجد نفسها الا تبتسم، شيء داخلها أحب هذه اللحظات كثيرا، مع أنه لم يكن مناسب لها ليس من بيئتها و لا نمط حياته يشبه نمط حياتها لا يحب الدماء و القتل و لا يمتلك جسد ضخم و مليء بالعضلات، لا يرسم وشوم مثيرة مثل التي يرسمها أخاها، ليس عنيف و متوحش، لا شيء فيه يستهوي فتاة من مجالها مع ذلك كان يجعل قلبها ينبض بجنون كل مرة يبتسم، يضحك و تلمع عيناه هكذا
مالذي يحدث لها و اللعنة؟ وضعت يدها موضع قلبها الحزن مزق عينيها لتفيق على نفسها و يده تتحسس يديها التي على قلبها
هل أنت بخير لينا !!
أومأت له رأسها بنعم و دموعها أرادت التجمع داخل عينيها تبا أرادت أن تبكي لأول مرة في حياتها مع ذلك لم تفعل، ربما هذه المشاعر الجديدة عليها تجعل الانثى عاطفية و لكنها لن تستسلم ستقاوم هو أصلا لا يريدها، يبدوا أنه يحب زوجته السابقة، النظرات التي كست عينيه و هو يتحدث عنها ذكرتها في نظرات والدها لوالدتها حين كانت طفلة صغيرة، هكذا تماما كانت هي متوحشة و هو رجل عادي لطيف عشقها بجنون يبدوا أن الأمر وراثي معها و لكن القدر لا يعيد نفسه، والدها كان يحب أمها أما هو لا، لا يحبها و لن يفعل، هيا سلامة لكرامتها و قلبها ستكون هذه آخر مرة
إذا وجدت مكان يحتويك لا يعني أنه مكانك، هي مسخ، وحش تبرأت الشياطين من أفعالها حركات الأنوثة و الاعجاب، الفساتين و مساحيق التجميل لا تليق بها، ليست راسيل ليست ناعمة مثلها و أنيقة، لم تعش هكذا هي من اختارت أن تكون رجلا لذلك ستعيش رجل، لن تعلق نفسها في هذه التفاهات مجددا نعم انتهى
الانسحاب بشرف خير من الهزيمة، إذا أرادت الآن ستحصل عليه، ستضربه ضربا مبرحا ثم تضع مسدسها في جمجمته و تجعله يضاجعها غصبا عنه، تستطيع حتى الزواج منه إذا أرادت و إرغامه على العيش معها حتى تشبع منه و لكنها ليست هكذا ليست أنانية لهذه الدرجة أو عديمة الكرامة فقط ستنهي هذا اليوم و غدا ستبدأ بداية جديدة بعنوان لينا القديمة بهذا إبتسمت في وجهه لتكمل تلك السهرة شاردة نوعا ما تفكر في حياتها السابقة، الحالية و القادمة، فرق كبير ستعدمه كي تعود كما كانت، نظرت له يتكلم و ينظر لدايڤ الذي وقف يرقص مع تلك الشابة ليمد لها يده
دعينا نرقص أيضا
صدمت تضع يدها على صدرها
أنا أرقص !!
أومأ لها بنعم ليسحبها من يدها بلطف تحت اعتراضاتها تخبره أنها لا تجيد الرقص فقط اخذها للمكان المخصص بالرقص ليضع يدها على كتفه و الأخرى امسكها بيده بينما يده الحرة أحاط بها خصرها مقربا جسدها من جسده و بدأ يتمايل معها على أصوات الموسيقى هامسا أمام أذنها يدنو بطوله قليلا
استرخي و اتركي نفسك لي الليلة
و قبل أذنها متعمدا أن يراه دايڤ الذي حرفيا أراد أن يسقط أرضا يضحك على أصوات الموسيقى رؤية لينا هكذا كان صدمة كونية له لذلك إلتقط الكثير من الصور سيهددها بها لاحقا كي يأخذ أموالها الكثيرة، أما هي فكانت تذوب مع مرور كل ثانية، كل لحظة كانت تستنشق فيها عطره و تشعر بعضلات صدره تلامس جسدها، يده على خصرها و التي كانت تلامس مؤخرتها كل مرة تتعثر في كعبها و ما لم يخفى عليها كان إنتصابه، حسنا حين تعود ستأخذ جيڤ حتما للطبيب كيف لا ينتصب على إيما؟ هذا أستاذ و متعلم و إنتصب إذا أين الخلل مع ذلك الغبي؟
طردته من عقلها لتدفن وجهها في عنقه بعد أن همس لها أن تفعل ذلك و التفت لها لتقابل دايڤ، المسكين يريد جعله يغار و الآخر بصعوبة يكبح ضحكته، هيا ستقتله لاحقا لأنه رآها الآن ستستمتع بآخر ليلة لها و هي لينا الانثى، ستودع هذه المشاعر الجديدة و التي لم تعش معها كثيرا لتعود لحياتها القديمة و تبا كم ستقتل الناس، كما يقول مانويل الدماء تساعد على الاسترخاء، انتهت الرقصة و السهرة ما إن أصبحت الساعة تشير لما بعد منتصف الليل و رسالة من دايڤ يخبرها أنه تعب من الضحك جعلتها تنظر له بإبتسامة هادئة
حسنا ليام، أعتقد أني تعبت دعنا نكتفي بهذا القدر أنت أيضا يبدوا عليك التعب
أومأ لها ليقف من الطاولة يعدل ملابسه بينما جمعت هي أغراضها لتتوجه الى المحاسب إلا أنه أوقفها يعقد حاجبيه بإستغراب
إلى أين لينا ؟ أنا من سيدفع
هزت رأسها
لا أنا من أحضرك إلى هذا المطعم الفاخر من أجل مساعدتي لذلك سأدفع الثمن بنفسي
كانت تعلم أن الثمن كبير جدا و أن راتبه جيد بالنسبة لشخص طبيعي لا يقوى على هذه السهرات لذلك لم ترد إحراجه و لكنه أصر غير مهتم لكلامها
أبدا سأدفع بنفسي، هيا انتظريني أمام السيارة
أومأت له ليتوجه للمحاسب بينما خرجت هي إلى سيارته لتسمع صوت اللعين دايڤ خلفها يهمس امام أذنها
اوووه لم تضبط معك لينا، أعتقد أنه لم يقبل أن يكون أداة جنس لك
ابتسمت تجيبه ملتفتة له بملامح مستفزة
أجل، ليس جميع الرجال أدوات جنس مثلك، تكاد تخسر عضوك بين ساقي العجائز
هذا أمات إبتسامة الآخر ليلعن نفسه على اليوم الذي ثمل فيه و أخبرها بسره و أنه يمارس الجنس مع النساء الأكبر منه مقابل المال، عاهرة لعينة مستغلة لا تفوت فرصة لا تذكره أنه أداة جنس و تؤذي بها قلبه كما لو أنه يمتلك قلب
تجاهلها تماما لينظر للفتاة برفقته و التي قربت فمها من أذنه تهمس له بشيء جعله يستثار لذلك أمسك وجهها بقوة ليقبلها و هي بادلته لتتنهد لينا بتقزز تبتعد عنهما فقط وقفت تنتظر ليام أمام سيارته تحدق بالوغد يلتهم الفتاة وسط الشارع كأنه لم يتناول الطعام قبل قليل
كانت شاردة تماما و لم تشعر حتى بليام الذي اقترب منها ينظر لدايڤ و يضغط على مفتاح سيارته بغضب كأن المنظر آلمه رؤيتها تحدق بحب حياتها يقبل غيرها مزقه و كأنه يتذكر شيئا قديما لذلك إبتسمت تريد أن تخبره أنها بخير و تنهي هذه المهزلة و لكنه سبقها يمسك وجهها بدوره ليقبلها
تجمدت تماما الدماء توقفت في وجهها الذي أصبح لونه أحمر تماما و كل ما شعرت به كان شفاهه تقبلها برغبة و يداه تعتصر وجهها، كان الشعور غريب أول مرة تشعر به، شعور أن تقبل رجلا تحبه كان جميل جدا، أغمضت عينيها و دموعها تنزل رغما عنها، أرادت المزيد، أرادت أكثر من ذلك، تبا ستبقى معه طوال حياتها و ستكون أنثى حقيقية له إذا أراد فقط أرادت حياة طبيعية لم تتخيل أنها ستتمناها يوما، بادلته رغم أن جسدها كان متجمدا فقط فعلتها تحاوط عنقه و إستمرت تقبله بكل جوارحها
كان هو المسيطر في تلك القبلة و يبدوا أنه نسى نفسه أيضا فقد عقله ليمسك خصرها دافعا إياها مع السيارة و حاصرها بجسده قبلته أصبحت أكثر رغبة، أعنف من قبل بقليل و أرادت حقا أن لا يفيق على نفسه، أن لا يعود له عقله و لكن ضوء تلك السيارة التي كادت تعميهم جعلته يتوقف لينظرا بجانبهما لدايڤ الذي تعمد فعل ذلك و فقط ابتسم هازا رأسه ليغادر
لم تستطع إعادة نظرها له حقا، وجهها أصبح أحمر تماما فقط نظرت للأرض تعدل فستانها لتتكلم بإحراج حقيقي
شششكرااا .. أنا
و أخذت نفسا عميقا تنفض الغبار عن مؤخرتها بسبب السيارة
أنا ممتنة لك على مساعدتي ليام، اراك لاحقا
و التفتت تريد أخذ سيارة أجرة إلا أنه أوقفها ممسكا ذراعها بقوة معيدا إياها له، نظرت لوجهه الذي علاه الخجل الشديد بينما ضغط بيده على ذراعها و يده الأخرى كان يحك بها مؤخرة عنقه ينظر للأرض
أنا آسف لينا، أعتقد أني تماديت لا تغضبي ربما ما فعلته أفسد كل شيء بينكما ا...
قاطعته تضع يدها على فمه لتبتسم بطريقة جميلة
لا بأس ، أصلا لم أعد أحبه اكتشفت هذا اليوم بعد أن رأيته مع أخرى، لا تهتم أنا لست غاضبة فقط متعبة و أريد العودة للمنزل
أومأ لها بتفهم ليترك يدها و اخيرا نظر لوجهها بخجل ابتسم فقط لتقابله نفس الابتسامة ثم غادرت بصمت دموعها انهارت من عينيها كمراهقة تختبر أول شعور لها، فقط أخرجت هاتفها لتتصل براسيل تريد أن تخبرها كل شيء، غيرت رأيها لا تستطيع الرحيل تركه ستحاول ربما يحبها، ربما هناك أمل ماذا ستخسر إذا جربت؟
****
أغمضت راسيل عينيها تفرك جبينها من شدة توترها و هي تسمع لينا تتحدث عبر الهاتف و تبكي، قهرتها ، يا إلهي كم آلمت قلبها، نعم هي أخت ساڤيدش لكنها لا تشبه أخاها في شيء، فقط تدعي أنها مثله اول شيء أخطأت في فهمها و لكن الآن و بعد أن أمضت كل هذه الأيام معهم استطاعت أن تفهمها جيدا لينا رقيقة من الداخل جدا، هشة و سهلة الانكسار، غبية قليلا و عاطفية جدا مع ذلك تريد أن تبدوا قاسية متوحشة و عديمة القلب كي تكون أخت ساڤيدش
لم تختر هذه الحياة لأنها تريدها بل لأنها كانت مجبرة عليها، يبدوا أن اختيار جيڤ لحياة طبيعية جعلها تختار حياة غير طبيعية كي تحميه، حسب ما فهمته أن الجميع يضع يده على قلبه، الجميع يعيش في انتظار اليوم الذي يغادر فيه ساڤيدش، يختفي من العالم لا يبقى موجودا بينهم لذلك الجميع يعمل على أن يصبح قويا مثله
داليدا، لينا و حتى جيڤ رغم سلكه طريقا أخرى و ها هي الآن تجد نفسها تتمزق و هي تسمع بكاء الغبية الأخرى، تبا لها لم تكن حنونة كثيرا مع ذلك هي سريعة البكاء إذا رأت ألم غيرها فقط تكون صلبة أمام آلامها، لم تبكي على نفسها يوما، منذ كانت طفلة كانت تبكي على والدتها ثم كبرت و أصبحت تبكي على أحزان غيرها قلبها رقيق مع الجميع يحن على الجميع و لا يحن عليها لا يرحمها لا يسمح لها بالبكاء على حالها الذي لم يكن أفضل من حال لينا بكثير
هي أيضا تحب و لا يحبها، ككل فتاة طبيعية كان عليها أن تبكي على حالها و لكنها لم تفعل فقط نزلت دموعها الآن على حالة لينا تطلب منها أن تساعدها و أن تجعل هذا الرجل المسمى ليام يحبها، حسنا لديها طرق كثيرة و لكن المشكلة تكمن في نوعية هذا الرجل إذا كان حقا يحب زوجته الأولى كما قالت لينا فهذه مشكلة كبيرة، على الأقل هي لعنة حياتها تعرف أنه لم يقع في الحب من قبل و هذا كافي لجعلها تفعل الكثير كي تحصل عليه، تنهدت بضيق لتتكلم بنبرة هادئة
حسنا لينا عودي للقصر الآن و سنتحدث حول هذا الموضوع
أغلقت بعد ذلك الخط لتلتفت خلفها و لثانية اعتقدت أنها ستموت و هي تراه واقفا خلفها تماما، هاتفها سقط من يدها و شهقت برعب أنفاسها اختفت، اللعين خطواته بلا صوت كالموت تماما، كالأشباح المرعبة، أخذت نفسا تهدأ به نفسها لتتكلم بإبتسامة ساخرة
إذا كنت تحب سماع صوتي لهذه الدرجة فقط أخبرني و سأغني لك لا داعي لإستراق السمع
تجاهل كلامها ليسأل آخذا نفسا من سيجارته
ماذا تريد لينا منك !!
هزت رأسها تحمل هاتفها هاربة من عينيه
لا شيء سألت إذا كنت في القصر أو لا و قالت أنها تحتاجني في موضوع مهم، سأعلم ما بها حين تعود
هذا أفضل ما استطاعت قوله في تلك اللحظة إلى أن تجد كذبة نموذجية مقنعة تقدمها له لاحقا، نظرت له بعد أن أكثر من صمته لتجده يحدق في وجهها بهدوء مرعب يستنشق سمومه ببطء شديد ليتكلم بعد ذلك كأنه يتعمد إيلامها
لا تختلطي بإخوتي كثيرا، لا أريد أن يتعلقوا بك أو يعتمدوا عليك أنت لست أختهم و حبهم لك لن يجعلني أحبك كوني متأكدة من هذا، فقط سيجعل قلوبهم تحزن حين تنتهي هذه اللعبة الغبية، بعد أن أحصل على ما أريده بإرادتك أو بالقوة لهذا لا تستغلي حبهم للوصول لحبي
ضغطت على أسنانها بقوة تنظر له بغضب و حزن شديد، هكذا نظرت تريه كم مزقتها كلماته تخبره أنها لم تفكر في ذلك حتى، لم ترد يوما إستغلال غيرها من أجل مصالحها، حسنا هو إستثناء و لكن ليس ذنبها أنها تريد أن تعيش مع هذا حقا لم تفكر إطلاقا في إستغلال لينا و جيڤ، أحبتهم فعلا مثل إخوتها ربما لأنها لم تمتلك إخوة من قبل
بصمت أبعدت نظرها عنه لتدخل للداخل تاركة إياه في الشرفة يدخن سيجارته حتى أنهاها ليدخل خلفها، كانت واقفة أمام الخزانة تختار ثوب نوم لترتديه بينما أحست به يخلع سترته خلفها ليرميها على الكرسي ثم جلس عليه لتسحب ثوب أبيض و دخلت للحمام، أزالت مساحيق التجميل لتزول تلك القوية، الواثقة و تظهر راسيل الصغيرة، الفتاة التي عاشت يتيمة رغم أنها تمتلك أم، الطفلة المحرومة و التي لم تكبر، ظهرت راسيل الوحيدة في عالم يوجد فيه الكثير من الناس حولها يرغبون بالتواجد معها
بدون شعور منها نزلت دمعة من عينيها لأول مرة كانت دمعة تخصها هي، كان ماهر حقا في إيلام قلبها، كانت قبل قليل تقول أنها لم تبكي على نفسها يوما و ها هو بجملة واحدة جعلها تبكي، لأنها ربما أرادت أن يكون لها إخوة، أخ كبير يحميها مثل لينا و أخ أصغر تحميه، أم تموت من أجلها مثل والدته و عمة تهتم لها و تخاف عليها مثل داليدا
أرادت حياته في أعماقها و هو بكلمة واحدة يقول لها لا تستغليهم، مالذي ستسغله بحق السماء فقط كانت تريد مساعدتهم، أن تقاسمهم آلامهم و أفراحهم، ضغطت على أسنانها تمسح تلك الدمعة اللعينة الخائنة و عيناها إشتعلت بغضب كبير، لا تسمحي له بقهرك و إيلام قلبك بهذه الحركات، أنت قبل ساعات فقط أعلنت عليه الحرب، أدخلته لعبة و أقسمت أن تربحيها إذا كيف تنهاري من أول هجوم له، كيف ستربحين هكذا؟ هيا أخرجي و أريه أن كلامه لم يؤثر بك إطلاقا و هذا ما فعلته إبتسمت معيدة شعرها للخلف بينما نظرت لنفسها بذلك الثوب الابيض المثير، وجهها خالي من أي ذرة مكياج
فتحت الباب لتخرج و نظرت مباشرة له حيث كان على نفس وضعيته جالس فوق الأريكة يشرب من كأسه بهدوء و يشاهد التلفاز المقابل له، علمت أنه أجرى عليها مسح شامل مع ذلك لم يرمقها بنظرة واحدة، كأنه يخبرها بهذه الحركات أنها غير مهمة أنه لا يراها حتى و كأنها ستصدق، بهدوء شديد جلست على يد الكرسي الذي كان يجلس عليه و أبعدت الكأس من يده لتشرب منه بينما تنظر لعينيه المصوبة ناحية التلفاز ببرود، سألت جاعلة إياه ينظر لها
ما بك هاديء؟
هذا جعله يرفع حاجبه بطريقة ماكرة و ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفاهه بينما يده سحبتها بهدوء من خصرها لتضحك تضغط بأصابعها على أكتافه كي لا تقع، نظرت له حين تكلم ينظر داخل عينيها
ماذا تريدين؟
نظرت له ببراءة، بمنتهى البراءة لتهز رأسها مجيبة إياه
لا شيء فقط أردت أن أخبرك عن قوانين اللعبة
أومأ بإبتسامة ساخرة و هذا جعلها تقرب شفاهها من شفاهه و بهدوء طبعت قبلة هناك قبل أن تعض شفته السفلى تضحك لتجيبه يدها تتحسس عضلات صدره
في هذه اللعبة كل شيء مباح، سأفعل كل ما أريده كي أحصل على ما أريده
و تحسست موضع قلبه كأنها تخبره أن هذا هدفها جاعلة إبتسامة غريبة ترتسم على وجهه، إبتسم كأنه يخبرها بشيء لم تستطع فهمه مهما حاولت و فقط تجاهلته لتكمل كلامها
لن تعترض على أي شيء أفعله و أنا أيضا لن أعترض، إفعل ما تريد، حاول بكل الطرق أن تنتصر و أنا سأفعل المثل بدون أن تمنعني هل هذا وعد
أغمض عيناه معيدا رأسه للخلف كأنه يريد أن يوقف كل هذا أن يضع لهذا الهراء حد، علمت أنه لا يريد، أنه ندم على قبوله و علمت أيضا أنه سيغير رأيه، سيرفض اللعب معها، و بما أن الورقة الرابحة بطبيعتها لا تخسر لا يمكن لأحد هزيمتها لذلك سارعت تضع شفاهها على شفاهه مجددا
لا تنسى أنت قبلت التحدي في المطعم لا تغير رأيك الآن
و هذا جعله يتنهد بملل ليفتح عيناه ينظر لها بطريقة محذرة ثم تكلم بنبرة آمرة يلقي قوانينه
حسنا و لكن لا لملابس العاهرات، لا للإحتكاك بالرجال أو محاولة إستغلال كارلوس، سأقتله أنا لا أمزح و بعدها سأقطع أطرافك لا تختبري صبري و لا تقيسي نبضي في هذه اللعبة الغبية لأني لا أمتلك حدود من الوحشية لحد الآن أنا أتعامل معك برزانة و عقل و لكن إذا حشرت العقل في مؤخرتي سترين شيئا آخر، أنا ماهر في إيلام من حولي أستطيع جعلك تنزفين بدون أن أخدش إنشا منك، لذلك لا تكوني ضحيتي ، جديا أنا لا أريد إيلامك سنلعب قليلا و بعد أن ترفعي الراية البيضاء و حين يتأكد رأسك السميك أني لا أمتلك قلبا يصلح لحب النساء ستعودين كما كنت و كارلوس خط أحمر
و أعاد الجملة الأخيرة متعمدا أن يفهمها أن محاولة إثارة غيرته تساوي الموت لذلك إبتسمت ببرائة ترمش عينيها، لقد فهمت حقا، فهمت أنها لن تفعل إلا عكس ما أمرها به، الغيرة أهم عنصر في هذه اللعبة، هو سيتعمد جعلها تغار لذلك ستجعله يفعل المثل، توقفت عن التفكير و الإبتسام بخبث ما إن لاحظت النظرة المميتة التي رمقها بها و كأنه فهم ما تريده و مجددا رمشت ببرائة تضع إبهامها داخل فمها مبللة إياه ثم مسحت به آثار الدماء التي سالت من شفته السفلى بعد أن عضتها قبل قليل
حركتها حرفيا جعلت عيناه تمزقها لذلك و قبل أن يفقد عقله و يأخذ كل شيء في ليلة واحدة إلتفتت ناحية التلفاز الذي كان يعرض شريط عن الضباع لتبتسم بسخرية سائلة إياه
يا إلهي على الشبه، أنظر للعابهم كيف يسيل مثلك ، هل يقربونك يا ترى !!!
أجابها يدفن وجهه في عنقها يتنفسها بعنف
أجل، عائلة زوجتي
و مرة أخرى إنفجرت ضحكا بأعلى صوتها تضرب كتفه بلطف تحاول إبعاده عنها بلا فائدة، يبدوا أنها آثارته حقا الليلة، حسنا هذه الليلة الأولى فقط و تقريبا كانت موفقة أو هذا ما إعتقدته ففي الثانية التي مررت أصابعها على شعره تريد أن تخبره أنها لا تريد هذا، أن يتوقف لأنهم لا زالوا في بداية اللعبة في تلك اللحظة نفسها أبعد وجهه عنها لينظر لها ببرود و بهدوء أبعدها من فوقه ليقف من الكرسي، عدل ملابسه آخذا وقت العالم ليلتفت لها بجفاء و كأنه لم يكن يضحك معها قبل قليل يجلسها في حضنه ككل زوجين طبيعيين، هكذا كالجو كان جميل و أصبح غائم و قاسي ليتكلم بصوت هاديء
نامي الآن لن أعود الليلة
أجل هذا جعلها تبتسم و لكن ليس تلك الابتسامة الجميلة لا، بل ابتسمت كأنها تخبره أن هذا عادي، انها تعلم اين سيذهب و مالذي سيفعله ، فقط ابتسمت بتلك الطريقة ليخرج من الغرفة قاصدا إحدى عاهراته
جلست على حافة السرير تنظر لخاتمها معيدة كل شيء حدث لهذه الليلة لتبتسم و هذه الابتسامة كانت ساخرة، تسخر من غبائها الفضيع لأنها اعتقدت أن هذه الليلة موفقة بينما كان يتعمد جعلها تفكر كذلك، كان يتعمد إيصالها لهذه المرحلة أن ترى النصر ثم يريها الخسارة كأنه يقدم لها انذار أو تنبيه عن أي نوع من القلوب يمتلكه، أنه لا يتأثر ببساطة لا ينهزم بسهولة، أنها و مهما حاولت لن تنتصر، حسنا فهمت الرسالة جيدا و التي تقول لا تتحديني و هذه الرسالة لم تزد سوى ابتسامتها لتستلقي على السرير تنظر للسقف بسخرية تفكر في ما ستفعله غدا
To be continued...