•هُناك القَليل من التّفاصيل التي ستُساعدكم في تخيّل أجواء الرواية جيّدا، يمكنكم الإطلاع عليها في الأسفَل❤•
.
.
.
.
.
.
.
جالِس عَلى الكُرسي فِي الشَّارع المُمتلئ بالنّاس، يَأخُذ أنفَاسه بكل هدوء بينَما يُلقي بأنظارِه على الفرَاغ.. عَقله مليء بالعَديد من التخيُّلات التي قد تحدث بَعد قلِيل، لكِن الواقع وَاحد و لا يُقبل أي تعديل عليه.
تَنهيدة مُثقلة بالهم خرَجت من ثغره ليَستقيم، هو حتمًا لن يدع أفكَاره السوداء تُسيطر عليه، هو على يَقين أن حدسه لن يُعيده خائب لكن لا بأس ببعض من التفكير المُفرط من حين لآخر.
أعطى الإذن لقدمَيه بالإسراع فبدأَ بالمشي سَريعا ليَقتل تلك الهمسات داخل رأسه للأبد، سيفوز على المعركة النفسية التي تحدث دَاخله و هو واثِق.
خطوة أُخرى ثم توقَّف عن السير، أبصرت عيُونه مكَانا له مكَانة خاصة في أيسره، نبضات قلبِه تَسارعت حين مرّت عليه الذّكريات التي صنعها على شَكل شريط سريع مُدته جزء من الثانية في عقله.
أسرع في خُطواته لطرق باب المَنزل الذي يُعطي هالة مِن الدفء مُحيطة به، كأنه بيت فارّ من قصة خيالية، و لم يَلبث طويلا حتى فُتح الباب لتظهر منه سيّدة بشعر أسود و عيون لامعة بِلون القهوَة.
كَانت ملامِحها مُسترخية حين فتحت للطارق و لكنها سُرعان ما جحظت بصدمة حِين أبصرت هوية القابع أمامها، بِشعر أسود يغطي نصف جَبهتهِ و بِذلة بنفس لون شعره تُغلف جسده.
دقائق مرت لم يتحدث فيها أحدهم، لكن عيُونهم كانت تفعل.. هي تنظر له بنظرة عتاب و صدمة بينما هو يُبادلها بواحدة مُتأسفة و نادمة.
قطع ذاك الهُدوء صوت طِفلة زَاحفة على يديها كُل ما ترغب بِه هو مُناداة والدتها التي تأخرت عليها، هي أرادت مناداتها لكن الحروف من فمها تخرج على شكل أصوات لطيفة فقط.
إهتزت عيونها بإِرتباك لتُزيحها من على وجهه و تذهب لطفلتها، هي تركته واقف مع باب مفتوح أي هي سمحت له بالدخول.. هذا ما فكَّر به.
أدخل جسده ليُغلق الباب خلفه، أنظاره هذه المرة على الصغيرة بين يديها، هو ارتكب خطأً كبيرا و سيحاول التكفير عنه و لكن هل هي ستُسامحه؟
~~~~~~~~~~~~~FB~~~~~~~~~~~~~
مُنذ زمن يمتد لِسنتين.. كان خَارج غُرفة دَاخلها زوجته مع عرّابتها، تُطلق صرخة كل ثانية، أحبالها الصوتية قد تضررت بشدة و هي تبذل قُصارى جهدها لتخرج الفتاة داخلها للحياة..
دقيقة.. إثنان.. ثم صمت رهيب إتبعه بكاء ضعيف من الداخل، أخرجتها مساعدة الطبيبة بعد مدة لتُعطيها لوالدها، حَملها بين ذراعيه ليُمعن النظر بها.. قد بدت له كملاك نائم بسلام حين وجدت الأمان بين أحضان أبيها.
