كانت الغرفة هادئة، لكنها لم تكن مريحة. الصمت بينهما لم يكن طبيعيًا، بل كان متوترًا، وكأن الهواء نفسه كان ثقيلاً، محملاً بشيء غير منطوق.على السرير، كانا متقابلين. ليلي تجلس مسندةً ظهرها إلى الوسادة، بينما كان أدريان على بعد مسافة قصيرة منها، لكن هذه المسافة كانت تخون نواياه.
أصابعه كانت ترتجف بخفة وهو يحاول إخفاء توتره، لكن ليلي لم تفوّت عليه الأمر. كان يتنفس بعمق، أنفاسه متقطعة كما لو كان يحاول التحكم بشيء ما، شيء يكاد يفلت منه.
"أنتِ..." بدأ بالكلام لكنه تردد، صوته كان أجشًّا، منخفضًا بطريقة غريبة.
رفعت ليلي حاجبها قليلًا، تراقبه دون أن تفهم تمامًا ما يجري داخل رأسه. نظراته كانت متعلقة بوجهها، لكن عينيه كانتا تضطربان، وكأنهما تبحثان عن شيء لا تستطيع إيجاده.
اقترب ببطء، توتره كان واضحًا، أنفاسه ازدادت سخونة عندما أصبحت المسافة بينهما شبه معدومة.
"أدريان؟" همست بحذر.
لم يجب، فقط مد يده ببطء، وكأنه مسحور، وكأن عقله لم يعد يسيطر على جسده. أطراف أصابعه لامست خدها برفق، لمسة بالكاد كانت محسوسة، لكنها كانت كفيلة بجعلها تتجمد في مكانها.
ارتعشت شفتاه، وعيناه كانتا غارقتين في مشاعر مختلطة... الرغبة، التردد، الارتباك، وحتى شيء من الألم.
حرك شفتيه وكأنه يريد أن يقول شيئًا، لكنه بدلاً من ذلك، اقترب أكثر، أنفه يكاد يلامس أنفها. كان وجهه مظلمًا، مشدودًا بالتوتر، كأنه يكبح شيئًا جارفًا في داخله.
ولكن عندما انخفضت شفتاه ببطء نحو شفتيها، تجمدت ليلي في مكانها، قلبها يخفق بجنون، وعقلها يصرخ بعدم التصديق.
"لا!"
دفعته بيديها على صدره، لم تكن دفعة قوية، لكنها كانت كافية لإيقافه.
كان الأمر وكأنها أيقظته من غيبوبة. تجمد في مكانه، عينيه تتسعان قليلاً وكأنهما تستوعبان ما حدث للتو.
ثم فجأة، كأنما أصيب بصاعقة، استدار بسرعة عن ليلي وضغط أصابعه على رأسه.
"تبا... ماذا أفعل؟" تمتم، صوته بالكاد مسموع لكنه مليء بالغضب... والغضب لم يكن موجهًا لها، بل لنفسه.
رفع يده، وبقبضته المغلقة، ضرب جبهته بقوة، مرة... مرتين... ثلاثًا.
"تبا!" زمجر هذه المرة، نبرته كانت مليئة بالكره الذاتي، وكأن عقله يعاقب نفسه على ما كاد يفعله.
شهقت ليلي، لم تتوقع منه هذا. كانت عيناه مظلمتين، ضائعتين في دوامة من الصراع الداخلي.
"أدريان... توقف،" همست بخوف منه، لكن يديه قبضتا على شعره بقوة، وكأنه يحاول تمزيق نفسه.
التفت إليها أخيرًا، وعيناه كانتا مليئتين بشيء يصعب تفسيره—كان هناك حزن، ندم، غضب، وعاطفة مشتعلة كان يحاول جاهدًا إخمادها.
ثم، بصوت خشن، بالكاد يخرج من بين شفتيه، قال: "أنا آسف."
وقف بسرعة، استدار وغادر الغرفة كالإعصار، الباب يُغلق خلفه بعنف مكتوم.
لكن ليلي بقيت هناك، قلبها ينبض بجنون، غير قادرة على تحديد ما إذا كانت خائفة... أم مشوشة أكثر من اللازم.

??? ????
??? ?? ??????
Mystery / Thriller??? ???? ?????? ????????? ??? ?????? ????? ??????? ???? ????? ??????? ????? ???? ???? ?? ??????? ???? ???? ??? ?? ??????. ?? ??? ???? ?? ???? ?? ????? ???????? ???? ???????? ???? ??? ????????... ??? ??? ?? ??????? ????? ?? ?????. ???? ??? ??? ?????...