١٢:٢٣مَمُنتصفِ الليَّلِ .. اللّيلةُ كانت مُترنّحةً بين دفء الضوء وبرودة المصير.كلُّ شيءٍ بدا كأنّهُ يتآمرُ على قلبها المُنهَك، من موسيقى البيانو الباهتة إلى تراقُص ألسِنة الشموع على الطاولات.
بينما كانت النجومُ في السّماء تَغزِلُ سُتورًا من الفِضَّة فوق أرضٍ لا تعرف الرّحمة، كنت اقَف هناك، تحت ثقل الفستان، وتحت ضجيج رأسي، وتحت يدِ والدي .
ارتديت فُستانًا من حريرٍ أبيض، يُعانقُ جسدي النّاعم كأنّهُ خُلقَ لأجلِي.فستانٌ يُخفي كلّ شيءٍ إلّا ما يودُّ أن يُرى.
صدرُي كان يلمع تحت الإنارة الباهتة، بجلدٍ ناعمٍ كقطعة سُكر لم تذُب بعد،والظّهرُ مكشوفٌ، يخترقه خيطٌ رفيع من السّاتان، يتدلّى منه شريطٌ صغير ينحني خلف خصرها كموجةٍ تائهة.
كعبُي ذو اللون الأبيض المُزيّن بالأحمر من الخلف، توقيع لويس فويتون، يُصدر صوتًا يُشبه دقّاتِ قلبٍ حاولَت أن تُخفيه، لكنها فشلت.كنت اقَف إلى جانبِ والدي، الرّجل الذي يشبه الحجرَ في صلابته، ويُخفي في عينيه خَوفًا لم يعرفه أحد.
الرتبة العسكرية على كتفه لا تلمع فقط، بل تُخيف.اقتربتُ منه بهمسةٍ شبه منكسرة:
"أبي، تَعِبتُ... أريدُ أن نعود."
ألقى نظرةً علي، قصيرة، خاطفة، أشبه بنظرةِ العسكريّ الذي يقيّم ميدانًا لا جُندياً.
لكنّ اللحظة قُطِعت برنينٍ مفاجئ للهاتف الخاص.
كان الاتصال من القاعدة العسكرية."سيدي، القائد الأعلى، الكولونيل جونغكوك، يُريدك حالاً. تقرير المهمّة لا يمكن تأجيله."
زمّ شفتيه، وتنهّد تنهيدةً صغيرة لم أسمعها ، لكنني شعرت بها.
"سَنَمضي حالاً، لا وقت للتبديل."
لم تكن تعلم أن تلك الكلمات، البسيطة، العادية، ستحملها إلى أول عتبة في عالمٍ لا يشبه الأحلام ولا يشبه الكوابيس.
هو عالمٌ ثالث، خُلق خصيصًا للذين يُريدون أن يغرقوا دون أن يَطلبوا النجاة.في الطريق إلى القاعدة، لم يكن أحدهما يتحدّث.
الليل مُمتدّ كجُرح، والطريق الطويل يبدو أضيقَ ممّا هو عليه في الحقيقة.انا كُنت اراقب الطريق، ولكن عقلي كان يتجوّل في الداخل، حيث تسكنُ الأحلام المؤجّلة، والأسئلة المُهملة.

??? ????
Dirty colonial
Mystery / Thriller[ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ] ??????????? ????????? ?????? ????????? ???????? ?????? ???? ???????? ??????? ?? ????? ????????? ???????????? ???? ?????????? ?? ???????? ???????? ?????? ??????? ?? ??????? ????????. ????? ?? ??? ??? ???????...