منذُ البارِحةَ بعد أن أنقذت تلك القطةَ و سارت تحت المطرِ إنتهى بها الأمر طريحةَ الفِراش بّحُمى قويةٍ و إحتِقان في الحلقِ ..
في النهايَةِ كانَ الشِتاءُ هذهِ السنَةِ لا يرحمُ في اليابانِ و ميواكو ذات مناعَةٍ ضعيفَةٍ .. ، منذ ساعات تساقطت الثلوجُ مُغطيَةً الشوارِع بطبقَةٍ بيضاءَ نقيَةً و صافيَةٍ
وكأنها خُلِقت لتنقيَةِ البشرِ من ذنوبهم ي صفائِها و نقائِها ..
تساقط الثلجُ برِقَةٍ و نداهُ ينتثِرُ من السماءِ إلى الأرضِ مُطهِرًا الأرضَ و الجِبالَ و البشرَ و مُغطيًا الطبيعةَ الأم ب بردَتهِ
في شِقق في الأحياءِ المُجاوِرةِ ، تقلبت ميواكو على سريرِها و هي تسعلُ بين فترةٍ و فتره تشعرُ بحُرقًةٍ في حلقِها و ألمٍ لاذِع سيءٍ فيها
زفرت بعد ثواني من السُعال الحادِ لتُحاوِل النهوضَ تتكئ على الإيطار الخشبي للسرير و تتمسك بالملائات الخضراءِ تُلقي البطانيَةَ على جسدِها مُحاوِلةً إعطائهُ الدفئَ ، لترتدي خُف المنزل تسير بترنُحٍ شديدٍ بسبب الدُوارِ و الصُداعِ في رأسِها
ملامِحُها كانت ذابِلةً و أنفُها و خداها مُحمرانِ للغايَه و عيناها بالكادِ تفتحُها بينما تسير تتمسك بالجِدار و البطانيَةُ مُلتفَةٌ على جسدِها فوق بِجامتِها الثقيلَةِ
وصلت للمطبخ بعد عناءٍ طويل بسبب ثِقلِ جسدِها ، لتمسك بكوبِ الماءِ الدافئ ترتشفُ منهُ تُبلل ريقها الجاف و تُنزل الكوب تجلس على أقرب كرسي غيرُ قادِرةٍ على النهوض البتةَ ..
تنفست بثقلٍ شديد يرتفع صدرُها و ينخفضُ بإضطرابٍ و عيناها ذابلتانِ بشده ، تنتشر الحرارةُ في جسدِها من الخارج و تشعرُ ببرودَةِ قارِصةٍ داخِل عظامِها