E N E M Y // 40
والله يا عمري أسفة بجد على غيابي، لي صار ما ينطاق بس والله الدراسة صارت واخذة كل وقتي حتى أني ما بلاقي وقت..
إتخيلو اخذ نص ساعة بكتب فيها شوية، و هشي أخذ مني 20 يوم 🥲
بتمنى بس أني أقدر خلصها بسرعة ما ظللها سوى شوي فقط شكلي رح أنهيها مع نهاية السنة 😄
بليز أتفاعلو على الفصل لا تخلو نهاية الرواية راكدة أكثر من تفاعلي معكم رجاءا 😭🥺
_______
_______
تقفُ أمامَ بابِ منزل والِـديها و اللاراحة تستوطنهَا؛ هيَ لازالت غير مُستعدةً لمواجهةِ والدها بعد.
لازالت لا تعلمُ ردَ فعلهِ على رؤيتهِ لوحدهـا!
فما بالڪ و معهـا جونيل الآن! و ليسَ ڪحبيبٍ و إنما ڪزوجٍ تحمل نطفةً منهُ فـي رحمها.
" جونيل رجاءاً دعنـا نفڪرُ بالأمر قبل المواجهة! أنا لستُ على إستعدادٍ لمواجهته الآن! "
عبست بشفاهها بلطافة لتجذبَ عطفهُ و لڪن الأخير مصر على رأيه و لن يتراجع عنهُ مطلقاً.
هم الآن بمرحلة تحتاجُ لوضعِ النِقط على الحروف.
" لاَ و إنما هذا هوَ الوقتُ المناسب لهذا!! إلى متى؟ حتى يخلق طفلنـا و نطلبُ منهم أن يختارو لهُ إسماً! "
تنهدت بقلة حيلةٍ ترمشُ بإرتباكٍ شديدٍ و قلبها ينبضُ بغير راحة و هذا يسببُ لها الدوارِ.
رن جونيل على الجرس و بيدهِ الأخرى يشابڪها مع خاصة جينا التي تتشبثُ بهِ بقوةٍ و تلبڪٍ.
فتحت الخادمة الباب لتوسعَ عيونها حينَ رؤيتها لسيدتها الصغيرة أمامها بعدَ غيابِ أشهرٍ.
" أنسة جيناڤيوڤ؟ سعدتُ برؤيتڪِ مجدداً سأخبرُ السيدة ريتا الآن! "
إبتسمت لها بصعوبة تامةٍ تومئُ برأسها:
" ڪيف حالكِ لاَڤي؟ سررتُ أيضاً برؤيتكِ! أرجوڪي أخبريني أن والدي ليسَ بالمنزل! "
رمشت المسماة لاڤي ملياً ثم قالت:
" بالحقيقة هو موجود لم يذهب اليوم للعمل لآنهُ يشعرُ بالتعب! "
عضت على سفليتها تناظرُ جونيل برجاءٍ تشد على أڪمامِ قميصهِ و لڪنه رمقها بحزمٍ.
" رجاءاً يا أنسة هل لڪِ الدلوف و سؤالهم هل بإستطاعتنا الدخول و رؤيتهم؟! "
تحدثَ جونيل بنبرة نبيلة ڪعادتهِ لتبتسمَ له الخادمة تلقائياً لنبرتهِ اللينةِ تومئُ لهُ.
دخلت هيَ و الثنائي ظلَ على الباب لتقول الأخيـرة.
" حبيبي لا أشعرُ أني بخير أرجوڪ دعنا نعود مرة أخرىٰ! "
تنهدَ يمد يدهُ يداعبُ وجنتها الناعمة ليقول برقةٍ:
" حبيبـي لطفاً لاَ تعيقيني براحتكِ؛ تعلمين أني سأستجيبُ لكِ تحت أي ظرفٍ و لڪن ليس الآن! "
هو يعلمْ فقط أن توترها هو ما يولدُ اللاراحةِ و تلك المزاجات المتلبڪةِ.
لم تجد شيء غير الإستسلام مزامنة مع عودة لاڤي من لُب المنزل تقول لهم..
" السيدة ريتا تنتظرڪم فـي الصالة! "
شڪرها جونيل يجرُ خلفهُ زوجتهُ يدلفُ للداخل، وجدو ريتا واقفة تنتظرهم على أحرٍ مِن الجمر و الشوق سيهلڪها على طفلتها التي لم تراها أو تحادثها لمدة طويلةٍ.
حالما رأتها جينا رڪضت ناحيتهـا مسرعةً ترتمي داخلَ أحضانهـا بعناق قويٍ و الدموع قد إختلطت معهُ.
" أمـي!! "
تشد عليها بعناقها تبڪـي كما الحال مع ريتا.
" جيناڤيوڤ عزيزتي لقدُ إشتقتُ لكِ للغايةِ! ڪيف حالكِ؟ هل أنتِ بخير؟ منذُ متى و أنت ببلغاريا؟ "
سألتها و هي تنظر بوجهها الذي إشتاقت لتفاصيلهِ الناعمةِ لتقول الأخيـرة:
" أنا هنا منذُ أسبوعين أمـي! "
أومئت لها تعود لعناقها تغمض عيونهـا، ليجذبَ إنتباهها جونيل الذي يبتسمُ بخفةٍ لحالهم.
فارقت حضنَ طفلتها تتوجهُ لهُ
" بني ڪيف حالك أنتَ الأخر؟ "
إقتربَ يأخذ يدها لثغرهِ يقبل سطحها بنبلٍ ينبس:
" بأفضلِ حال سيدة ريتا جزيلُ الشڪر لكِ! أتمنى فقط أن تڪوني أنتِ بخير؟! "
أومئت له تقولُ بينمـا تنظر ناحية جينا ببسمة محبة
" لقد أصبحتُ بخير الآن حالما رأيتُ إبنتي! "
عادت تنظرُ لهُ ترفع يدها لوجنتهِ تلمسها بحنانٍ نابسةً
" ڪنتُ أعلمُ أنڪَ لن تتخلىٰ عنهـا، و ستهتمُ بهـا! "
إبتسمَ بوجهها يومئُ بتباثٍ و هناءٍ، طبعاً يستحيل عليهِ أن يترڪها أو يتخلىٰ عنها و لو مهما فعلتْ معهُ.
فهوَ ليس من شِيمهِ التخلـي عن من يحبهم و هم في وضعية صعبة.
" ماذا يحصل هنا؟ "
جذبَ إنتباههم صوتاً عميقاً يتخللهُ الغضب و الإنزعاجِ، جونيل رفع مقلتيهِ ناحية السلالمِ و الأم و طفلتهـا إستدارو للخلف.
إبتلعت جينا ريقهـا بتوجسٍ تبتعدُ للخلفِ جهة والدتها و زوجهـا تحتمي بهِ.
هيَ ليست متخوفة سوىٰ من نظرة العتابِ و الغضب التي يرمقها بهِ.
" سامويل؟ "
نطقت ريتا بنبرة حانية و عيونٍ مغرقة بالدموع لڪي لا يفڪر بأن يبدي رد فعلٍ قاسـي على إبنتهم التي بقيت لهم سوى هيَ.
" لقد سألتْ ماذا يحصل هنا ريتا؟ "
نظرَ جونيل جهة جيناَ ليأخذَ نفسـاً عميقاً يتقدمُ بخطواتٍ ناحيتهُ:
" سيد سامويل، نعتذر عن مجيئنا اللامرغوب فيهِ من طرفڪَ و لڪننا نحتاجُ حديثاً لحل سوء الفهمِ و نصلَ لحل لڪي لا تتزعزع العَلاقة! "
بسمة خافتة ساخرة إرتسمت عَلى شفاههِ ينزلُ تلك الدرجتينِ المتبقيتينِ يناظرهُ بعيونٍ قاسيةٍ.
" سيد ستيوارت، وجودكَ بمنزلـي يعدُ وقاحة بعد علاقتڪَ مع إبنتي و أنتَ أرمل شقيقتهـا! "
أنزل الأخير عيونهُ لوهلة يومئُ برأسهِ ثم تحدثَ بهدوءٍ.
" أنتَ عَلى دِراية أن زواجـي من ثوربا ڪان مجرد زواجِ عمل بين العائلتين، زواج رسمـي يخلو من الحب!
و لڪن جينا هيَ حبي التي آسرت قلبـي، فما العيب إن وقعتُ بحبهـا رغم أني ڪنتُ زوجاً للڪبرىٰ! "
" و هذا هو الخطأ الأڪبر! أنڪَ أخذتَ الأولى زوجة و الثانية خليلة! "
رد على حديثه بنبرة منفعلةٍ ليشدَ جونيل على يدهِ بغير رضى مما تفوهَ بهِ لينبس:
" عمي لطفاً حروفڪَ دعهـا تسلكُ منعطفاً أڪثر إحتراماً!
جينا لم أتخذها خليلة لـي و أنا متزوج! و حتى بعدَ وفاة ثوربا هيَ حقدت عليَ لمدة سنتين و ڪلنا ندري السبب؛
و لڪن أنا ڪنتُ أحبها حباً جُماً! أحببتها حتى قبل زواجي و مواعدتها و ڪانت هيَ من سآتي لأجلها و أدق بابكَ لتصبح لـي زوجة، و لڪن حينَ عملت على نفسي و أردتُها إنخطبت لـ جوناثان و أنا أرغمتُ على الزواج! "
جينا فقط تنصتُ لهذا الحَديث بقلبٍ مهتزٍ، تتمنى حقاً آلا يزيد الأمرَ سوءاً.
" إذن لما تزوجتَ بـ ثوربا طالما تحبُ شقيقتها الصغرىٰ؟ "
سألَ سامويل بعيون غائرة بالغضب و التي لا تمتُ بالتفهمِ بصلةٍ.
" ڪلانا لم يڪن يحبُ بعضهُ سيد سامويل، أيضاً ثوربا تزوجتنـي رغم أنها لم تڪن تحبني!
رغم أنها أيضاً ڪانت تحبُ شخصاً أخر! "
عقد الأڪبر حاجبيهِ مستغرب مما تفوهَ بهِ يحركُ رأسهُ للجانب.
" ماذا؟ "
أومئَ جونيل بهدوء يتحدث:
" أجل فـ ثوربا ڪانت تخونني و هي على ذِمتي سيد موريساندا! الخيانة التي لم يستطع لاَ أنا و لاَ جينا فعلهـا فقط لأجلهـا رغم أن الحب غلبنـا، و لڪن الضمير لم يفعل! "
رفع سامويل يدهُ ثم سددَ صفعة على خذهِ حتى إرتدّ جانباً و الإحتدَال خيمَ على سماتهِ.
شهقت جينا ڪما الحالُ مع ريتا بدهشةٍ، فلم تلبث إلا و قد وقفت أمامهُ تناظرُ والدهـا بعتابٍ قائلة..
" يڪفي أبـي يڪفي! إلى متى ستبقى هڪذا؟ أختي توفت منذُ مدة طويلة.. لنا الحق بأن نحب من نشاء لما تقفُ عائقاً بعلاقتي معه؟ "
ظلَ ينظرُ لها ببرودٍ تامٍ:
" هذا ليسَ حباً و إنما جنون و خيانة! ڪلاكما خانَ ثوربا و جوناثان! "
" أبي جوناثان ڪاد يقتل إبنتكَ و يحرمكَ منها أيضا! "
صرخت بوجههِ بحرقة، هيَ تحاولُ أن تشرحُ لهُ ما فـي قلبها و لڪن هو يهتم بالجميع عداها هيَ التي من لحمهِ و دَمهِ.
" جينا إهدئي قليلاً هذا ليسَ جيد لصحتكِ! "
شد جونيل على ڪتفيها أمامهُ يقول حدوَ أذنها بنبرة خافتةٍ، يحاولُ تهدئتها من الإنفعالِ.
إستضحكَ سامويل ساخراً غير مصدق لما تفوهت بهِ، هو لا يعلم لما لم يستطع فعل ذلكَ، و جينا فقط أرخت ذاتها بخيبةِ أملٍ تنظر جهة جونيل بجانبيةٍ ليتنهد الأخير.
" سام رجاءاً توقف عن هذا و إعطيهم فرصة!
لا نستطيعُ معاتبتهم عن الماضي! فحتى لو عارضت علاقتهم فلن يغير هذا شيءً! ثوربا لن تنهض من تحت الثراب و تعاتب و جوناثان لازالت علاقتهُ معنا ليست رسمية حتى تتخذَ ڪل هذا الإندفاع! "
" معڪَ بأن جينا ربما أخطئت قليلاً في حقهِ و لڪن الحب شيء إستحالة السيطرة عليهِ و لو ڪانت فعلاً تحبهُ لما خفقَ قلبها لـ جونيل! "
أعطاهم ظهرهُ لاَ يودُ سماع أي شيءٍ مما يقولانهِ، لتتنهدَ جينا تمسحُ دموعهـا تشابڪُ يديها مع خاصة زوجها تقول بنبرة جِدية.
" أتيتُ إلى هنا بطلبٍ من زوجـي لڪي يصلحَ علاقتنـا أبـي! أرادَ منا نسيانَ ڪل شيء و بدءِ بداية جديدة ڪعائلة واحدة! "
إستدارَ مندهش غير مصدق لما سمعهُ من ثغرها لتوهِ ليقول مڪشر التقاسيط
" زوجڪِ؟ "
أومئت له بدون تردد أو جزعٍ تقول بجرأة:
" أجل زوجـي أبـي! أنا و جونيل تزوجنا قبلَ أسبوعين و نحنُ ننتظرُ طفلاً الآن! "
ريتا قد أصابها الإندهاش هيَ الأخرى، تعترف أن زواجها من جونيل لم يڪن بوقتهِ مطلقاً و خاصة أنهُ بعلاقة متوترة مع والدهـا و لڪن زادت الطين بلةٍ بزواجهم و حملها هذا.
و لڪن هذا لم يغلب غريزتها ڪأم بأن تفرح شديد الفرح بأن طفلتها الآن حامل و ستصبحُ هي الأخرى أماً.
سامويل لا يعرفُ ماذا سيتخذُ من تعابير الصدمة و الخيبة أو اليأس.
" طالما إخترتِ طريقڪِ بنفسڪِ، لما أتيتِ إلى هنا؟ "
رمشت ملياً و غصة حارقة تحتلُ خافقها تنفي برأسها.
" أبي أنت لا تعلمُ ما عِشتهُ مع جونيل أبداً! لاَ تعلمُ الأوضاع التي مررتُ بها و الأشياء التي إڪتشفتها و ما فعله جونيل لأجلي فقط! "
تقدمت ريتا تقفُ أمامهم بينهم و بين سامويل تقولُ برجاءٍ.
" أرجوكَ عزيزي لا تڪن قاسي عليهم هڪذا، ما حصلَ قد حصل لما تعطهم فرصة أخرى ليتبثو حبهم لبعضٍ! "
" يڪفي ريتا عن هذا!! ما فعلته جينا لا يغتفر!
هيَ تزوجت بدون إخبارنا حتى و ڪأنهُ يتيمة لا عائلة لها!
لم تحاول حتى المجيء و طلب المغفرة!
الدِماء لاَ يصبحُ ماءاً و لحظة غضبي ستنطفئُ و لڪن خيبتي بإختيار شريكِ حياتها بدون مُشاورتي لهو شيءٍ جرحني منها بشدة! "
أنزلت جينا عيونها للأرض تزيدُ الضغطَ على يدِ جونيل الذي نظر لها بقلة حيلةٍ من الوضعِ.
" أبـي رجاءاً؛ "
" أخرجو من منزلـي فوراً! "
بدون نقاشٍ مد إصبعهُ جهة الباب يشير لهم بالخروج فإعتصرَ جونيل عيونهُ يشدُ على يدها جاراً إياها للخروجِ بينمـا هي ظلت تنظر لوالدها بإنطفاءٍ و رجاءٍ.
" هيا جينـا رجاءاً، والدكِ يحتاجُ القليل من الوقتِ! "
قال عندَ الباب حين إعاقتهِ إلتفاتتها خلفاً و دموعها تنزلُ بغزارةٍ على خذيهـا.
مسحهم لها بحنانٍ يقربها لهُ بعناقٍ دافئٍ حالما تخطوا العَتبةِ.
" أسفٌ لڪِ يا سمرائي من هذا الحُزنِ! و لڪن كنا سنواجههُ عاجلا غيرَ أجِلاً! "
نفت برأسها و شفتيها ترتعش بيأسٍ
" لاَ جونيل، أنتَ ڪانت لك نية طيبة، و لڪن أبـي الذي لا يفهمني مطلقاً! لا أفهم لما يفعلُ معي هذا! "
أبعدت رأسها من فوق صدرهِ ليقول لها بينما يعيد خصلاتها خلفَ أذنها:
" أتفهمهُ يا سمرائي؛ فنحنُ قد تزوجنا بدون إخبار أحدٍ!
هو حزن و غضب للغايةِ من الأمر و يحتاج للقليل من الوقتِ ريثما يهدئ! "
" هيا نذهب الآن! "
" إلى أين؟ "
مططَ شفتيهِ بإبتسامةٍ خفيفةٍ ثم نبسَ بحماسٍ..
" أعلمُ أنڪِ مرهقة و لڪني لاَ أستطيعُ الصبرَ لإخبارهِ بأنهُ سيصبحُ جداً لإبن حفيدهِ! "
إبتسمت الأخيرةِ على حماسهِ و لمعة عيونهِ لتومئَ برأسها.
" حسناً حبيبي لنذهب و رؤية جدڪَ! حتى عائلتكَ لها الحق بمعرفةِ أنهُ ستصبحُ أبـاً! "
قبلَ جبينها بعمقٍ شديدٍ ثمَ فتحَ لها باب السيارة لتدلفَ لمقعدها و هو ڪذلكَ.
يقودُ بهدوءٍ شديدٍ و المَسافة بينَ منزل عائلتها و عائلتهِ طويل، و مع قيادتهِ البطيئة لن يصلو إلا مع الغروب.
" جونيل حبيبي قُد أسرع هڪذا لن نصل! ما بڪَ؟ "
نفى برأسهِ بحاجبينِ معقودة ينبس:
" و ماذا إن شعرتِ بالدوارِ أو الإستفراغِ!؟ "
" ثق بـي حبيبي أنا بخير، أنا الآن أريدكَ فقط زيادة السُرعة لنصل أسرع و نخبرهم و نذهب لمنزلنا لأرتاح
إن بقيتَ على 20 فلن نصل، "
لم يقتنع ڪلياً فلا يهمهُ حتى إن وصلَ مع منتصف الليل، المهم عندهُ أن تصل هيَ بخير و تڪون على ما يُرام.
" حبيبي رجاءاً تفهمي خوفـي عليكِ! "
مططت شفتيها بتمللٍ ترخي جبينها على ڪنفها تناظر الخارج من النافذة ليشخرَ مستسلماً..
" حسناً حسناً سنصلها لـ 50 على طريقِ السيار! "
" يا إلهي لاَ أصدق! "
---
وصلوا و أخيراً لقصرِ آل ستيوارت بعدَ ساعة من القيادة و ڪأنهُ يقود من مدينة لأخرى و ڪل هذا فقط قلقاً على سمرائه من آلا يصيبها مڪروه و لو ڪان تافهاً.
شدَ على يدها يجرها خلفهُ، مرة أخرى الإرتباك الذي يحتلها حينَ مواجهة العائلة قد طغى.
لا تعرفُ رد فعلهم ڪيفَ سيڪون، هل سيتقبلون زواجهم أم لن يفعلوا مثل والدها.
و لڪن هيَ ستتركُ أمرَ عائلتهِ لهُ، فهو الذي يعرفهم أڪثرَ منها طبعاً.
رن على الجرس و سُرعانَ ما فتح الباب و لم تڪن غير لالينا التي إبتسمت بوجههِ للوهلة الأولى و لڪن تلاشت حين رؤيتها لـ جينا معهُ يشبكُ يداهم مع بعضٍ.
لتومئ برأسها برسميةٍ تقول:
" أهلاً بڪَ سيد جونيل! "
إبتسمَ هو الأخر بإستياءٍ، مستاءٌ و حزينٌ على ما جعل لالينا في هڪذا وضعٍ.
المعاناة مع حب الطرف الواحد!!.
المعاناة من الطبقية فـي إختيار رفيق قلبهـا.
رغم أن جونيل لا تهمهُ الطَبقات و لڪن بحياتهِ لم ينظر لفتاةٍ أقل منهُ قطعاً.
فبڪل مصداقية ڪل شخصٍ يأخذُ رفيقهُ من نفس مستواهِ.
" ڪيف حالكِ لالينا؟ و والدتڪِ هل هي بصحةٍ جيدة؟ "
سأل عليها و عن أحوال والدتها ڪما إعتادَ لتومئَ لهُ ببسمة خفيفةٍ منفطرة.
قلبها مقهورٌ فقط..
" هل أبـي بالمنزل؟ و العائلة؟ "
" السيد إدوارد ليسَ بالمنزل فهو لازال بالشرڪة؛ هازيل تلعبُ في غرفتها و إيڤانڪا بالخارج و هوداك ذهبَ للدارسة مع أصدقائهِ، بقيت فقط السيدة ساندرا بالصالة تشاهدُ التلفاز! "
إمتعضت سماتهُ بالأخير حين سماعهِ لإسم زوجة والدهِ غير أنهُ أومئَ لها لتذهب لالينا يبقى مع جينا التي تنهدت تشجعهُ على التقدمِ.
جرها خلفهُ ناحية الصالةِ لتقول لهُ قبل وصولهم:
" أسفة جونيل على حديثي هذا و لڪني لا أحبُ زوجة والدكَ مطلقاً، دائما تشعرنـي بالريبةِ! "
إبتسمَ بجانبيةٍ يقول ما أغربها:
" إحساسكِ بمحلهِ، هيَ شخصٌ خبيثٍ وَ لا يستحقُ الثقة بهِ! "
دلفَ للصالة يرى زوجة والدهِ جالسة بهدوء و رقيٍ تشاهدُ التلفاز.
" زوجة والدي!! "
إلتفتت ترمشُ ملياً، هيَ لم تڪن متوقعة مجيئهُ مطلقاً، حتى ذهابهِ لم تعرف عنهُ شيءً.
إستقامت مبتسمةً لرؤيتهِ و لڪن جينا خلفهُ حجبت تلك النظرة عنهُ، نظرة مليئة بشوقٍ غير بريء و نقيٍ.
" جونيل؟ أهلاً بڪ متى أتيت إلى بلغاريا؟ "
إبتسمَ بوجهها بتڪلفٍ ثم قال:
" قبلَ أسبوعين زوجة والدي، ڪيف حالكِ؟ "
" جيدة؛ "
رفعت أذرعها ناحيتهُ تقولُ
" تقدم و عانقني بني لقد إشتقت لك! "
هوَ على دِرايةٍ بأن مطلبها ليسَ عادي، فهيَ تودّ لمسهُ و عناقهُ لإشباع شوقهـا لهُ.
و هذا يراهُ هوَ مُقرفاً!!
و لڪن طبعاً لن يجلب الشڪوك حول هذا، فقد تنهدَ بقلة حيلةٍ يتقدمُ ناحيتها تلف أذرعها حول ظهرهِ تحت نظرات جينا.
" إشتقتُ لكَ للغايةِ! "
قالتها بخفوتٍ بجانبِ أذنهِ ليبتعد فوراً، ثم أشار ناحية جينا يأخذ يدها بين يديهِ يقول لها ببسمة محببةٍ.
" زوجة والدي، أقدمُ لكِ جيناڤيوڤ ستيوارت زوجتـي الحبيبة! "
تلاشت بسمتها مصدومةً مما سمعتهُ و الأخيرة فقط رسمت أخرى مرحبة بها، فهـي تبقى بمثابة أمٍ له.
رغم أنها لن تڪون ڪذلك مطلقاً.
" مرحبا! "
قالت برقةٍ تمد يدها لها و لڪن لم يأتـي رد من الأڪبر، حتىٰ أعادت يدها لنفسها بحرجٍ و غير فقهٍ لرد فعلها ناحيتها.
" ما هذا جونيل؟ تزوجت خفية عنا؟ "
زفر أنفاس اللامبالاةِ، هو ليسَ مستعداً لهذا و خصوصا معها هيَ.. فهي أخر شخصٍ يحق لهُ التدخل بشؤون حياته الخاصة.
" يؤسفنـي هذا زوجةُ والدي فحتى لو علمت لن يتغير شيءً سوى معرفتكِ! "
دحرجت مقلتيها بتهڪمٍ تناظر جينا بإستخفافٍ نابسة
" همم و أختُ زوجتڪَ السابقة؛ لم تبتعد ڪثيراً بقيت تبحثُ حول رجليك فقط! "
إعتصر عيونهُ و جينا أصابها نوعٌ من الإنزعاجِ و لڪن لم تبدي عليهِ.
" همم شڪراً لك على هذا الإطراء الذي لا نحتاجهُ منڪِ زوجة والدي!.. نستسمحكِ عذراً سنصعدُ لـ جدي أعرفهُ على إمرأتـي، إن أتى أبي رجاءاً أخبريهِ بأني موجود
فلي لهُ خبراً مهما! "
إبتسمَ لزوجتهِ ثم صعدَ ناحيةَ غرفة جدهِ..
جده الذي لم يڪن يظن بيوم أنه سيترڪهُ هنا لوحدهِ و يذهب و لڪن شائت الأقدار و هُلڪت القلوب حتى لم يعد بوسعه التحمل تارڪاً خلفه ڪل شيءٍ مغادراً.
فتح الباب يجدُ جده ڪما عادتهِ فقط مستلقـي بدون حرڪةٍ، سيفعلُ أبحاثا دقيقة عن أفضل طبيباً بالعالم ليعالج جدهُ و لو ڪلفه الأمر ثروتهِ ڪلها ليسَ بمبالي.
" جدي! "
وجده نائم لذلك هوَ تقدمَ منهُ بتوئدٍ و هدوءٍ يجلسُ بجانبهِ.. لمس يده بتباطئٍ لڪي لا يفزعهُ من نومهِ ففتحَ عيونهُ بنعاسٍ.
وسعها بالوهلة الأولىٰ و سرعان ما لمعت فرحاً و إشتياقاً، إنبطح جونيل بجذعهِ يعانقهُ ثم قبل جبينهُ و يديهِ.
" ڪيف حالكَ يا روحي، لقد إشتقتُ لكَ بشدة شديدةٍ! "
لقد إشتاق له بطريقة لا يستوعبها، هوَ ليس جدهُ هوَ أبيهِ الذي رباهُ منذُ نعومة أظافرهِ.
" أجل أنا بخير للغاية، و أنت؟ "
أغمض الجد عينيه دلالة على صحتهُ هو الأخر ليبتسمَ جونيل بسعادة و هناءٍ، رغم أنهُ ڪان على تواصل مع أبيهِ حوله ألا أنهُ لم يڪن قنوع، هو ڪان يحتاجُهُ أمامهُ.
" إشتقتَ لـي صحيح؟ أعلمُ أني ذهبتُ هڪذا بدونِ موعدٍ مسبق عليَ الحقُ و أنا أطلبُ منڪَ الغُفرانْ و حالكَ لاَ يسمحُ بالسفر! "
أعاد جده الرمش دلالة على تفهمهِ ليبتسمَ جونيل بخفةٍ، نظرَ جهة جينا يجدها تبتسمُ على هذهِ المحادثة اللطيفة ليقول بينما يشد على يدها يقربها منهم.
" لأعرفڪَ يا جدي على زوجتـي! جيناڤيوڤ.. "
لُمعت عيونهُ و التقدير قد ظهر على بؤبؤيهِ، هيَ قد وفت بوعدها لهُ حينما أخبرها بموقعهِ.
أعادتهُ و أصلحت ما بينهم من خصامٍ و سوء فهمٍ.
" و هيَ حاملٌ الآن بإبني.. "
أغمض الأخيـر عيونهُ مطولاً ثم فتحها تظهر الغرغرة عليهم دلالة على سعادته.
اللعنة على جُمود أطرافه و لسانه الذين لا يسمحانِ لهُ بالتعبير بحريةٍ عن فرحتهِ.
أصوات أنينٍ تصدر منهُ تدل على فرحهِ ليبتسمَ جونيل بوسعٍ شديدٍ.
" أنتَ سعيد يا جدي صحيح؟ لطالما رأدتَ رؤية أطفالـي قبلَ منيتكَ و الآن ستراه! "
جونيل لم يعلم ڪيف سيوافـي سعادة جده في حصوله على حفيدٍ.
" جَدي أنا حقاً شڪورة لك! أنتَ الوحيد الذي فرح لنا من أعماقهِ! "
قالت جينا تشد على رسغهِ بعيون دامعة متأثرة.
" جدي هو أول شخص علمَ بحبـي لكِ! حينما رأيتكِ أول مرة لم أتوارى عن المجيء له و إخباره أني رأيتُ هذا اليوم فتاةً فائقة الجمال خطفت نبضة من قلـبي..
و مجرى حبي لكِ، و معاناتي من سوء فهمڪِ حول مقتلِ أختڪِ!! "
نظر لها بتقاسيطٍ هادئة مبتسمة يقول:
" هو من عاشَ معـي مآساتـي في حبكِ يا سمراء! "
زمت شفتيها قليلاً تنبسُ بنبرة نادمة:
" أسفة لك يا جونيل! "
نفىٰ بدون ترددٍ متحدثاً..
" لا تَفعلـي يا سمراء، لا تعتذري على الماضي لأنه قد مضى لو إعتذرتي أم لم تفعلي لن يتغير شيءً..
و لڪن أنا سعيدٌ للغاية الآن! لقد تصلح ڪل شيءٍ الآن
و حياتنا جيدة و ستستمد! "
دقٌ على الباب قاطع حديثهم ذاك و لم تڪن سوىٰ لالينا التي قالت بنبرة ميتةٍ.
" سيد جونيل لقد آتى السيد إدوارد! "
إبتسمَ لهـا مومئً ينظر ناحية جدهِ يقول:
" جدي أعذرني الآن، أحتاجُ للحديثِ مع والدي قليلاً! "
خرجَ معَ جينا يغلق الباب خلفهُ ينبس:
" حبيبتي إن ڪنتِ تشعرين بالإرهاق فلأخذكِ لغرفتـي ترتاحين قليلاً؟! "
إبتسمت لهُ تنفي برأسها نابسة بينما تعانقُ ذراعهُ..
" أبداً حبيبي أنا مُرتاحة طالما أنـي معڪَ! "
نزل الدرج معهـا حريصاً عليها لتتنهدَ بقلة حيلة منهُ، خوفهُ الشديدِ عليها سيرهقها أڪثر من حملها بنفسهِ.
وجدَ والدهُ يجلسُ على الأريڪة و بجانبهِ زوجتهِ التي حالما رأتهم دحرجت عيونها.
نظرَ إدوارد ناحية الثنائي ليقطبَ حاجبيهِ...
" هل صحيح ما أخبرتني بهِ ساندرا يا جونيل؟ "
أومئَ الأخير بهدوءٍ و جفونٍ مرتخية بالامبالاةٍ. يتمنى آلا يحاول والدهُ هو الأخر محاولة التدخل في شؤونه و إختياراتهِ الشخصية.
نظر والدهُ جهة جيناڤيوڤ ليقول..
" و هل ڪان زواج عن حبٍ؟ منذُ متى؟ "
" قبل زواجـي من ثوربا يا أبـي! "
همهمَ له ثم تقدمَ منهم يقفُ برأسٍ مرفوع ليقولَ لهُ بينما يهزُ حاجبيهِ..
" حسنـاً إن ڪان هذا إختيارڪَ بني، لن أضيف لكَ سوى المُبارڪة يا بنـي! "
إبتسمَ جونيل بهناءٍ يومئ برأسهِ..
" شڪراً لك أبي! "
إبتسمَ إدوارد و ڪذلك جينا يومئُ لهُ بخفةٍ، هوَ قد دمرهُ قبلاً حينما غصبهُ على الزواج من فتاة لم يحبها قبلاً و لم تڪن بينهم أي علاقة قديماً، هو فقط وافقَ لأجل والدهِ لڪي ينالَ رضاهْ.
و لڪن لم يڪن بظنونهِ أنه قد دمرهُ و جعل حياتهُ شبهَ الجحيمِ،.
" نحنُ سنذهبُ الآن، سأصعدُ لآرى هازيل فقط ثم سأذهب!! "
" آآ لاَ، لا تستطيعان الذهاب أحبائي و أنتم أتيتم فقط اليوم لرؤيتنا.. يجبُ أن تبقوا حتى تتعشو معنا
هوداك و إيڤانڪا يحق لهم أيضاً رؤية زوجة أخيهم! "
نطقت زوجة أبيهِ ساندرا تمنعُ عليهم الذهاب لمنزلهم الخاص، جونيل لم يشعر بالراحة من الأمر.
هيَ لم تڪن بمهتمة ببقائه سوى لغرضٍ ما، و هو ليس غبي لڪي لا يستطيع تمييز أن عيونها لا تنوي على خير.
إبتسمَ بتڪلفٍ شديدٍ ينفي:
" أعذريني يا زوجة والدي و لڪن جينا تحتاجُ للراحة، وَ تُفضل منزلنا الخاص!! "
قطبَ إدوارد حاجبيهِ نابسـاً:
" لما ترفضُ طلبَ أمڪَ جونيل؟ إبقى معنا هذهِ الليلة و غداً تستطيعان الذهاب، نحنُ أيضاً نريدُ التعرف أڪثر على جيناڤيوڤ! "
إبتلعَ لُعابه غير مرحب بهذهِ الفڪرة، نظرَ جهة زوجتهِ التي أومئت لهُ بالموافقة ليتنهدَ بقلة حيلة.
" حسناً أبـي..! "
… … …
أخذَ جينا على غرفتهِ لترتاح، و هوَ ذهبَ يرى أختهُ الصغيرة ثمَ ناحية مڪتب والدهِ ليناقشَ معهُ بعضَ التقارير حول العمل.
دخلت لالينا بعد أن طلبَ منها إدوارد صنع لهم القهوة، لاحظَ الأخير تعابيرها الميتة و محياها المُهلڪ.
أسفلَ عيونها منتفخ قليلاً فتڪهنَ أنها بڪت.
تنهدَ بصُداعٍ و حزنٍ، مشاعرها ناحيتهُ لم يعرها يومـاً أهميةٍ بڪل بساطةٍ لأن قلبه مع أخرى.
و من يقول أنهُ يجبُ عليه إتباع من يحبه و ليس مَن يحبْ فهو لم يقع بمتاهة الحب و رغبات الفؤاد بالحصول مع محبوبهِ.
" أعذرني أبـي لبعض الدقائق و سأعود! "
أخذَ إذن والدهِ ثمَ خرجَ من المڪتب يلحقها، أقلَ ما يستطيعُ فعلهُ في حقها هو الإعتذار.
رغم أنهُ هو الأخر لا ذنب لهُ فيما حصل، و لڪن حقيقة أنها تحبه و هو لا يفعل بحد ذاتها تحتاجُ مسامحةً.
" لالينا توقفي رجاءاً! "
توقفت عن التقدم تشدُ بقوةٍ على الصينيةِ و قلبها ينبض بعنفوانٍ، إلتفتت لهُ مبتسمةً بصعوبة.
" هل تحتاجُ شيء سيد جونيل؟ "
أومئ برأسهِ نابساً..
" أجل أحتاجُ الحديثَ معڪِ، رجاءاً إتبعيني لخوض حوار معي! "
سبقهـا و هي إعتصرت عيونها بقوةٍ تأخذ نفساً عميقاً، لتتبعهُ حيثُ خرج للحديقةِ بجانب المسبح.
إنتظرها حتى توقفت بجانبهِ لينظرَ لها يرمشُ بهدوءٍ:
" لالينا أنا أسف! "
إبتسمت بإرهاقٍ و عيونها لا تستطيع النظر بمحياه.
" على ماذا تتأسف سيدي؟ "
" أتأسف على المشاعر التي تڪنيها لـي و التي فرضتها عليكِ الحياة، مثلما فرضت عليَ حبـي لزوجتي الآن! "
" لالينا أنا دومـا أڪن لكِ فقط مشاعر الصداقة و الأخوة، لم أستطع يوماً إستبدال هذهِ المشاعر بأخرى مماثلة لكِ و أدري أنڪِ مجروحة مما يحصل و لڪنكِ تستحقين شخصاً أحسن منـي! "
نزلت دموعها لتبتسمَ بخفةٍ تقول:
" و هل يوجد أحسن منڪ جونيل؟ "
إستضحكَ بهدوءٍ ليمدَ يديهِ لها يقول بحنان:
" تعالي إلي لالينا! "
عانقها يطبطبُ على ذراعها و هيَ تسندُ رأسها على صدره تسمع نبضات قلبهِ الهادئة.
" يوجد يا لالينا؛ أحسن منـي سيڪون هو الشخص الذي سيحبڪِ ڪما أنتِ؛ سيڪون على إستعدادٍ للتضحية بنفسهِ فداكِ!! "
إرتعشت شفتيها بغمةٍ تعانق خصرهُ، تريدُ الإفراجَ عَن شهقاتها و لڪن لا تستطيع بهذا الوضع.
إبتعدَ للخلفِ و لازالت على شفتيهِ تلك البسمة الرقيقة و لمعة عيونهِ الحانيةِ.
" أتمنى أن نبقى على ذاتِ المعزة لالينا، "
أومئت لهُ متنهدة تمسحُ وجنتيها ليقول الأخيـر.
" ما رأيڪِ بالدراسة في الخارج؟ "
" لاَ أعتقد ذلڪَ، لا أودُ تركَ أمي هنا وحيدة، ڪما أنهُ ليست لنا الميزانية لڪي أدرس بالخارج! "
مطط شفتيهِ بعبوسٍ معاتب ينبس؛
" سامحڪِ الرب لينا، أستطيعُ مساعدتڪِ، تستطيعين أخذَ والدتڪِ معك، تدرسين و تعملين بأحدِ فروعي هناك أنتِ فقط إختاري البلد و الجامعة التي تودين إرتيادها و سأحرصُ على الأمر! "
إبتسمت بإمتنانٍ تومئ برأسها، هيَ لن تجد فرصة أحسن من هذهِ للإبتعاد عنهُ و نسيانه متشافية من مرض حبه.
عادَ للمنزل بعدَ أن أنهى حديثهُ مع لالينا، يصعدُ الدرج ناحية مڪتب والده ليڪمل معهُ ما بدأهُ.
" أيها الوسيم؟ "
دحرجَ عيونهُ يتوقف عن المشي يستديرُ بتباطئ غير مُبالـي. نظر لها بدون أهميةٍ لتبتسمَ ساندرا ترخي ڪتفها على جانب الباب.
" تعالى لـي عزيزي أحتاجُ للحديثِ معڪ! "
" ليس لدينا ما نتحدثُ فيهِ يا زوجة والدي، اعذريني الآن! "
ودَ الإستدارة و إڪمال سيرهِ و لڪنها شدت على يده تمنعهُ تجرهُ لداخل الغرفة.
غرفتها الخاصة مع والده.
رمقها منفعلاً من تصرفهـا يبعدُ يدهُ بإنزعاجٍ.
" هل جننتِ؟ ڪيف تتصرفين معي بهذه الطريقة؟ "
قلبت محجراها تمللاً تتقدمُ منهُ خطوة ليبتعد إثنينْ.
" و لما يا عزيزي الصغير؟ أنا أودُ فقط الحديث معڪَ ما بك؟ "
لتوهِ لاحظَ إلى ما ترتديهِ فستان عاري الأذرع قصير الحُلة باللون الأحمر.
" ليس لدينا فينما نتحدث بهِ، في هذا المڪان و بهذهِ الحُلة المخلة عندي! "
تقدم خطوة بغية المغادة و لڪنها قاطعتهُ تضع يديها على صدرهِ نابسة:
" مهلاً لا تذهب، دعكَ معي قليلاً! "
قالت ثم عانقتهُ ليقطبَ حاطبيه بنفورٍ يضعُ يديهِ على ذراعيها العارية يدفعها خلفاً، و لڪن برفق مخافة أن يسبب لها ضرر رغم عدم إستحقاقها.
" رجاءا إبتعدي عنـي!! "
" لقد إشتقت لكَ للغاية جونيل حقاً! "
غمست وجهها في عنقهِ تقبلهُ ليڪشر سماتهُ يدفعها من عليهِ متخلي عن رقتهِ.
نظر لها بغضبٍ ليقول محتدلاً:
" هَل أنتِ واعية بما تفعلينهُ بحق الجحيم؟ أنتِ مع من تنوين خيانة زوجڪِ؟ مع إبنهِ؟
هل تعيين حجمَ الخطيئة التي ترتڪبيها في حقي و حقكِ و حق أبـي؟ "
هزت ڪتفيها تقتربُ محاوطة وجنتهِ ترخي جبينها على خاصتهِ قبل أن يبتعد تنبس:
" لا يهمني أحدٌ سواك! "
" و أنا يهمني الجميع سواك! "
لم يعجبها ما تفوهَ بهِ و لڪنها لم تظهر هذا، تعود للإقتراب منهُ لا تدع لهُ الفرصة لڪي يخرج من تلك الغُرفة.
" رجاءا إبتعدي دعيني أذهب، قبل أن يأتي أبي و يفهم الأمر خطأ و تسببي لنا مشاڪل نحن بغنى عنها! "
رفعت يدها تشير باللامبالاةِ تقول:
" لاَ تقلق لن يأتي الآن، فهوَ مشغول بالعمل! لذلك دعنا نتحدثُ قليلاً! "
مدت يدها تودُ وضعها عليهِ و لڪنهُ شدَها ينبس بنبرة باردة..
" إذن سأذهب لأن زوجتـي تنتظرني بغرفتنا! "
رفعَت حاجبها على حدهِ ثم إبتسمت بجانبية، بسمة لا تمت بالخير بصلةٍ.
---
خرجت جينا من غُرفتهم بعدما إستفاقت و لم تجد جونيل في الغُرفةِ، ڪما أنها تشعرُ بالجوع.
وجدت بالرواق والد جونيل و أخيهِ هوداك يتحدثون مع بعض و لازال هوداك يلاعبُ مفاتيح سيارته بين يديه مما دلالة على مجيئهِ لتوهِ.
" سيد ستيوارت؟ "
إبتسمَ لها إدوارد بخفةٍ و هوداك فعل نفسَ الأمر و لڪن بسمة مستفسرة.
" جيناڤيوڤ هنا؟ "
" آآ.. نسيتُ إخبارك ربما!! و لڪن جيناڤيوڤ أصبحت جزءاً من عائلة ستيورات، فهيَ إمرأة جونيل الآن! "
وسع هوداك عيونهُ مبتسماً بوسعٍ يتقدم بذراعهِ ناحيتها..
" يا إلهي لا أصدق، هذا خبر جميل و لڪن متى حصل هذا؟ هل أخي فعل زفافهُ بدون عزيمتي؟ "
نفت له برأسها بعد الإبتعاد عن عناقهِ اللطيف تقول ببسمة:
" ليس ڪذلك، و لڪن زواجنا ڪانَ سريعاً بسبب بعض الأشياء، تزوجنا في الڪنيسة! لم يڪن لدينا الوَقت لإخبارڪم عن الأمر، حتى إحتمالية رفضڪم لعلاقتنا جعلتنا نفعل هذا بدون علمِ أحدٍ! "
قطبَ إدوارد حاجبيهِ مستفهماً..
" و ما هيَ هذهِ الأشياء؟ "
" لا تقلق سيد ستيوارت، ڪل شيء سيتوضحُ فيما بعدٍ!! "
" آآه إبتعد عنـي....! "
سمعوا جميعهم صوتاً صادراً مِن غرفة والدهم لينطق هوداك قلقاً..
" أمي؟ "
… … …
تشدُ على ياقتهِ بقوة، بعد أن مزقت القليل من فستان و بعترث شعيراتها و أحمر شفاهها الداڪن.
منبطحة على السرير و هو فوقها يحاول أن يبتعد و لڪنها تشدهُ بقوة بينما تصرخْ.
" إبتعدي ماذا تفعلين هل جنني؟ "
قال لها بينما يحاول أن يجتذب ياقة قميصه من يدها و لڪنها متشبثة عنيدة.
" إبتعد عني جونيل ماذا تفعل أنا بمثابة والدتك! "
" توقفي أصمتي عـ...! "
توقف عن التحدثِ حينمـا فُتحَ الباب بقوة من طرف هوداك يتبعهُ والدهُ و جيناڤيوڤ التي نظرت للوضعِ بصدمةٍ.
صدمة لم يستطع تقبلها أيٌ منهم...
الربيب فوقَ زوجة الأب بوضعٍ مخلٍ.
___________
Part Forty One ✓
شاركوني أرائكم حول الفصل؟
جونيل؟
جينا؟
أهل جينا؟
ساندرا؟
نسيت على الإسم لي حطيتو لها، للحقيقة لهيك اعدت وضع ليها هالاسم، و لي اتذكرو يكتبه لي..
لالينا 😭
القفلة 🥲
شو تظنو رح يصير مع جونيل بالجاي؟
ما بعرف اذا كلمة ربيب توجد بالعربية الفصحى، بس ما لقيت كلمة هيك للصراحة 🥲
See U soon ♥✨