????? ??????? ??????? ????????

تحركت العربة وتحدثنا ان والسيد سبنسر عن عدة أشياء ، ابتداء من انتاج هذه السنة من المحاصيل وحتى المدينة!
تعجبت وانا انظر لعينيّ السيد سبنسر الحزينة عندما تحدث عن المدينة .
كانت عيناه تُشعان بالأسى!
: سيد سبنسر هاملت ليست بهذا السوء بالمناسبة ، ربما لو أعطيت نفسك فرصة لتنظر عن كثب لكل الجمال حولك لن تشعر بهذا السوء .
حدق بي لوهلة ثم قال :
ما زلتي في عمر الشباب جوديت ، أنتي لم تمضي بها سوى تسعة عشر عاماً . بينما انا هنا بثلاثة اضعاف عمرك ، أظنني مللت المناظر الجميلة.

همست له : ليتك تستشعر الجمال الحقيقي .

ابتسم هو ابتسامة صغيرة في حزن كإجابة ..
وصمتنا بعدها .

عند وصولنا للمزرعة ، ترجلت من العربة .
أحكمت يدي على معطفي فمزعتنا تقع على أرض سهلية قبالة الساحل .
مما يجعل الهواء اقوى .
أخذ شعري يتطاير مع الهواء ..
مع مغادرة عربة السيد سبنسر أعتقد أنه عقد العزم على المغادر الى المدينة .
حزينة لأجله .
بدى مؤرّق البال مؤخراً .
توجهت في الطريق المؤدي لحقل الذرة ، يوجد لدينا هنا الذرة واليقطين اضف لذلك البازلاء والتوت والجزر والطماطم وانواع كثيرة من الخضر .
وبعض حقول القطن والمنتج الأساسي الورود .
مررت بحقل الذرة لأرى الحظيرة ..
لا نملك الكثير من الحيوانات ، فقط بقرتان وثور وبعض الدجاجات ، وبعض الخراف اللطيفة مجموعة صغيرة وحسب .
لإننا أنا و والدي من نعتني بالمزرعة سيكون العمل كثيراً على فردين فقط في غير الموسم الزراعي اذا اقتنينا الكثير من الحيوانات .
ومع نقص العمال بسبب بُعد القرية ستكون مشكلة ، لذا لدينا من الحيوانات ما يكفي حاجاتنا فقط .
خصوصاً بعد رحيل أخي اصبح العمل كثيراً على كلينا .
عند قدوم الموسم الزراعي ، يقوم سكان القرية بالنفير للزراعة أحيانا او يستأجر أبي عمالاً للزراعة .

وصلت للحظيرة أخيراً وقلت :
مرحباً أبي هل أنت هنا ؟
لم يرد عليّ.

اتجهت نحو بقرتيّنا وامسكت احداهن وداعبت وجهها اللطيف فأخذت تحرك رأسها في الاتجاهين لأضحك .
تمتاز احداهن بانها عنيدة لاتسمح لأحد بحلبها سوى والدي!
اما الأخرى فلطيفة يمكن لأيٍ كان العمل معها إن عاملها بلطف .

سيد فلورنس في بيت المزرعة .

قال الصوت من خلفي .

فلتفت بسرعة .
رفعت حاجباي بدهشة عندما عرفته..

انه الرجل من مكتب البريد ..
صاحب المعطف والقبعة ذاك!

من أنت ؟ ..
قلت بتعجب

يبدو انه قد خلع ملابسه الجيدة .. ذلك المعطف والقبعة وارتدى قميصاً رثاً وبنطالاً عادياً ..
وضع قدر الحليب من يده .. والسطل .
ثم مد لي يده مصافحاً .