???? ????

ما زالت تشعر بلفح أنفاسه على عنقها ...
ما زالت تشعر بيديه التي تمسك خصرها ...
ما زالت تشعر بأنفاسه المضطربة  ...
ما زال قلبها يضرب صدرها بقوة ...
لم تحرك ساكنة منذ أن تمسك بها هكذا ...
رفعت يديها لتمسك به بقوة و تشد عليه و كأنها تخشى أن يختفي من بين يديها ...
كانت تعتصر بقبضتها قميصه ...بينما هو لا يزال على وقفته لم يتحرك ...

أخذت تمسح على ظهره عندما شعرت بزفيره الثقيل و كأنه يحاول أن يخرج ما يعتصر قلبه من هموم ..."اهدأ ... اهدأ ... كريس "
بعد قليل أخذت تشعر براحة أنفاسه ...تحرك قليلاً ليعانقها بقوة و يغمض عيناه بقسوة ...

لم تعرف ما الذي يجب عليها أن تفعل ؟؟
ماذا ؟
ماذا بالظبط؟!
أراحت رأسها على صدره ...
هي تعلم أن هذه اللحظة لن تستمر لذا ...
سأفعل ما أشعر به فقط ...

بعد قليل من الوقت ...
تنبه لما يفعل ثم ابعتد عنها بهدوء ...
شعرت و كانه عاد لوعيه ...
لما تغضبها هذه التفاصيل الصغيرة ؟؟.
إذاً ...

كانت تنظر إليه و كأنها ترى شخصاً آخر ...
تجاهلت الصور على الرغم من أنها تريد أن تعرف من هي !!
من تلك الفتاة التي خطفت قلب كريس !!من هي التي يعشقها كريس بكل جوارحه ؟!
من هي التي تجعل كريس يرفض الامرأة لو شيان التي تضج بالأنوثة ؟!!
من هي التي تجعله يتصرف مع ليال بتفاهة على الرغم من أنها لم تفعل له أي شيء ؟؟!
من هي التي تستحق هذا الإخلاص ؟؟!

نظرت مرة أخيرة إلى الصور ...
تريد أن ترى وجهها و لا تريد ...
تريد أن تعلم من هي ...
تريد أن تعلم إن كانت مخدوعة من قبلهما  ...
تريد أن ترى إن كانت شخصاً تعرفه ...
هل هي بالشركة !!
أم !!
هل هي مسافرة !!

لاحظ ترددها و توقها كي ترى ذلك و لكنها أغمضت عيناها لتقفز منهما عبرة ...
استدارت ...
لا تستطيع مواجهة هويتها الآن ...
إنها فقط زوجة كريس بموجب عقد ...
لم !!
فعل ذلك بي !!
و هو يعيش حياته كما يريد !!

لا تستطيع مواجهة هويتها الآن  ...
لكن عليها ...
عاجلاً أم آجلاً ...
أمسكت بيد كريس تشده خارج الغرفة ...
كان يمشي خلفها ثقيل الخطى ...
متعب لدرجة تمنعه من الكلام ...

دخلت إلى الغرفة ...
لم تقل اية كلمة ...
لم تتحدث معه أبداً ...
أجلسته على السرير ...
و ذهبت مسرعة لتحضر صندوق الإسعافات الأولية من الخزانة ...
نظرت إليه ...
لم يبدو بهذا الانكسار !! ...
توقف أرجوك عن فعل هذا ...
فهذا الأمر يزعجني ...
حقاً يزعجني ...
من هي ؟!

جلست بجانبه ...
كان ينتظر منها أن تقول أي شيء و لكنها فقط هكذا ...
لا شيء ...
لم تقل أي شيء ...
رفع رأسه ينظر إليها ...
إنها منهمكة بيده ...
فكت الضمادة القديمة لتقوم بتعقيمها من جديد ...

في الصباح كان ذلك بسببي ...
و لكن تجاهل أنني قمت بتضميدها فقط بسبب أخرى ...
ربما كان غاضباً في الصباح ...
لأنه لا يتحمل وجودي ...
و لأنه يريد تلك الفتاة ...

أنت وجدت قلادة تتعلق بها ...
و لكن كريس أنت تفكر في هذه اللحظة بما تشعر به ليال ...
لما لم تقل أي شيء ؟؟
عندما رأت لو شيان قامت بصفعها و افتعلت المشاكل !!
لما لم تتحدث الآن ؟!!
لما لم تقل اي شيء ؟!!

رفعت نظراتها الغريبة لتنظر إليه ثم أعادت نظرها إلى يده ...
لقد قام بتهشيم عظامه بسبب فتاة ...
يا إلهي لا أستطيع تقبل هذه الفكرة ...
أشعر و كأن هناك شيء ما يضغط على صدري و يمنعني من التنفس ...
شيء ما يعتصر عنقي بين يديه كي يمنع الهواء من الدخول ...
أشعر بأن معدتي تؤلمني ...
و أريد التقيؤ ...
أشعر بالتخمة و الإنزعاج ...
و كأن جسدي كله يشتعل .....