كان يجلس بجانبها و يقود السيارة بدون أن ينبس بكلمة واحدة ،أخذت تنقل نظرها من النافذة إلى يديها المتشابكتين ...
كان يراقب تحركاتها هذه ،و أبى التحدث و كسر الصمت ...
لا شأن لها بذلك ،صحيح !
و لكن كريس لما أنت غاضب !!
تعلم أن لا شأن لها هي بتحرشات شاب ...
التفت ببرود نحوها ليقول "صديقك ؟!"
لا ...
أحسنت ....
أبيت التحدث لتقول هذا ...
صديقك !!
أجل و ما رأيك ...
صديقها ...
صفعته بنظرتها تلك أي ما هذا السؤال ...
تحمحم قليلاً قبل أن يتحدث مرة أخرى "ياو و زوجته ...من هذا ؟"
ماذا ؟!
كانت تتابع حديثه عن ياو و زوجته لتتعثر بسؤاله هذا ...
ماذا تقول له ؟!
أتقول له أنه الشاب عينه الذي استوقفها مرة و بسببه كانت قد رأت كريس ...
التفتت برأسها نحو النافذة "ماذا عن ياو و زوجته ؟"
رفع حاجبه باستنكار "و ماذا عن هذا الشاب ؟"
التفتت تزجره بنظرات حنق "شخص تعثرت به و ماذا أيضاً ... ماذا تريد أن تسمع ؟؟ "
زفر بحنق ليشد قبضته على مقود السيارة ،و يوجه إليها نظرات الرجل الهادئة، المتعبة، الخالية من الصبر "أنت حقاً تختبرين صبر كريس "
توترت و لكنها أبت أن تجعل هذا واضحاً "كل الذي فعلته لا يعد نفاذاً للصبر !!!! ياااه ،أنا متفاجئة "
لما يكتفي بالنظر فقط !!
لما يوجه هذه النظرات الرزينة !!
لن أنظر ...
لن أنظر ...
قاطع صوته أفكارها لينطق بتعب "أنت ...
حقاً ...
مزعجة ...
ليال .... "
ابتسمت بألم لتكمل "لست أول من يقول لي هذا ... شكراً كريس لتحملك هذا الإزعاج "
ما اقتنصته من كلامه كان عكس ما كان يقصد تماماً ...و من ثم همس لنفسه "و حمقاء أيضاً ... حمقاء "
لم تنتبه أنه قد توجه نحو طريق آخر ... و لكن بعد لحظات جذبتها أشكال الزهور و المزارع الضخمة الممتدة على النظر ،لتلتفت نحوه بتعجب "إلى أين نذهب ؟؟"
اكتفى بالقيادة ليتحدث بعد لحظات "ياو و زوجته ... "
رفعت حاجبها تنتظر المزيد "ما بال ياو و زوجته ؟ لقد رددت هذه الجملة عدة مرات ..."التفت ينظر إليها نظراته تلك التي تجفلها لتلتفت مجدداً تنظر من النافذة ...
لا ...
لا توجه هذه النظرات ...
إنها تربكني ...
كانت المناظر الطبيعية فائقة الجمال ...
من حقول مرتبة إلى بساتين منمقة و ثمار متعددة الأنواع تنتشر على الأشجار ...
منازل ضخمة كالقصور ...
الهواء الذي كان يدخل من النافذة ،كان و كأنه يملك نكهة خاصة ...
نكهة نقية ...
لطيفة ...
يحمل عبق الأزهار التي تزين البوابات الضخمة الخارجية لهذه المنازل ...
بعد قليل كان قد استدار و دخل من أحد هذه البوابات ...
كان أزهار اللافندر البنفسجية و بعض من الأزهار الوردية تنتشر على الجدران و تتسلق الباب وصولاً للداخل ...كانت الأرض الخضراء المفروشة بالأزهار تجذب نظر ليال التي كانت مفغورة الفاه و كأنها في أرض تابعة للفردوس ...
لا تعلم من أين تبدأ ...
هل من تلك الأشجار المتنوعة الثمار !
أم من تلك الأزهار مختلفة الألوان !!
أم من تلك التي لا تعرف اسمها ...
أماكن مخصصة للجلوس و الأعمدة تنتشر حولها لتتربع من فوقها قطع القرميد التي تكسوها الأزهار من جهة و الدوالي من جهة أخرى ...توقفت السيارة على الجانب الأيسر في أماكن مخصصة للسيارات ،لتنظر إليه ليال بدهشة ،لقد دخل إلى هذه الجنة و ما يزال هادئاً ...تحدثت بحماس"كريس ،أين نحن ؟؟"
ترجل من السيارة لتنزل هي الأخرى ،استدار من خلف السيارة لتقف أمامه مبتسمة بحماس "ما هذا المكان ؟؟"
أشار بيده التي تمسك مفتاح السيارة "لندخل "
تسمرت في مكانها ...
ندخل ....
"هل هذا منزل ياو ؟"
التفت يزجرها بنظرات تدل على حماقتها "منزلي "
فتحت عيناها بدهشة "أتقول هذا المنزل لك ؟؟"
استدار مبتعداً ... لتلحق به بسرعة و هي تدور في خطواتها ..."واااه ...
هذه ...
هذه الأزهار...
و تلك التي تتسلق الأعمدة الضخمة للمنزل "كان يبتسم كريس على حماقتها ...
توقفت أمام الباب عندما توقف كريس ...
الباب البني الطويل المذهب و المليء بالنقوش الصينية القديمة ...
الذي تحيط به قبة مثلثية كما في المسلسلات التاريخية ...
هذه الأعمدة تبدو و كأنها من حجر عتيق جداً ...
البناء الشاهق الذي يمتد على طول النظر بشرفات أمام كل غرفة ....
يبدو أضخم من طابقين أو ثلاث ...
تعجز عن وصف جماله ...
فقط كانت مسحورة به ...
دار كريس بنظره في المكان ... لتقتحم رأسه تلك الذكريات ....
كان يركض إلى حضن أمه ،يمر بهذه البوابة و في يده مجسم لبناء صغير يبدو أنه قد صنعه من الطين و يضع عليه زهرة صغيرة في قمته و يصرخ "أمي ،لقد صنعت منزلاً "دس يديه في جيبي بنطاله ليتذكر أنه من هذا الباب بالذات قد خرجت بها النقالة التي يحملها الممرضون و توجهوا بها إلى سيارة الإسعاف ...
هذه البوابة نفسها التي استقبلت امرأة أخرى ... البوابة نفسها التي كان يجلس كريس في أحد زواياها ...
البوابة نفسها التي شهدت مداهمات تاو لوقت الفراغ الخاص بكريس ...
يوم عن يوم لتصبح عادة لدى كريس أن يأتي تاو و يقاطع خلوته و في يده بعض الحلوى التي كان يقدم نصفها لكريس ...هذه هي البوابة التي شهدت تلك الليلة المأساوية و الحالة التي يرثى لها التي عاد بها كريس مدمى ،مليء بالجروح ...
البوابة نفسها التي شهدت التحول الجذري في شخصية كريس ...
دخل كشخص بسيط مجروح الخاطر و متألم الفؤاد ... ليخرج شخصاً بلا مشاعر ،بارد الإحساس ،قاسي القلب ...التفت بنظره نحو ليال التي كانت مشدوهة بهذا المنظر ...
و أنت ليال ؟؟
ما مصيرك في عائلتي ؟؟
ثم ابتسم بهدوء "ادخلي "
هزت رأسها بتأكيد لتركض قبله و تفتح الباب ...
يا إلهي ...
و كأنها تدخل إلى أحد القصور القديمة ...
التنظيم ...
الأثاث ...
و كأن هذا المنزل هو قصر الإمبراطور ...
العتبة و الدرجات ...
بلاط الأرض و الحجارة الثقيلة التي تم استخدامها لإكمال هذا البناء الفخم ...
الأثاث عريق الطراز ...
النوافذ المقطعة ...
الستائر المخملية ...
و المكان الواسع الفسيح الذي يتوسطه حبل السلم الشاسع و الطويل ...
استدارت نحو كريس الذي كان يقف بالباب هادئاً ...
"أحببت المكان ؟؟"

??? ????
???? ????
Romance●?????? ????? ?? ????? ???? ???? ? ?? ??? ????? ???? ?????? ????????? ??? ???? ???? ?? ?? ??????? ?????...? ?? ????? ??? ??? ?? ?? ???? ????? ??????. ????? ???? ?????? ???????? ? ??? ?????? ??? ?????? ????? ????? ?????? ? ???? ???? ????"?? ???? ????...