وصلَ الطّفلان إلى الحيّ ، لاقتهما العصافيرُ و الغيومُ و ساحاتُ الأعشاب ، و زهيراتُ الأملِ الطّائرةُ في الهواء ، كانَتْ يوري تراقبُ الطّريقَ بحذافيره ، و تراقبُ وون و عيناها تلمعان لكثرةِ الفرح ، لقد عادَتْ مع صديقها العزيزِ لأوّلِ مرّةٍ إلى البيت ، و أنصتتْ إلى كلامِه عن برنامجه المُفضّلِ أيضاً ، وعدته بأنّها ستتابعُه ما إن يحينُ وقتُه ، يجبُ أن تتذكّرَ وعدها هذا مهما كلّفها الأمر!
لقَدْ هوّنَتْ هذه الرّحلةُ على وون أيضاً ، كانَ مرتاحاً لأنّه يحكي لها عن شيءٍ يُحِبُّه ، و لأنّها تسمعُه و تشاركُه الحديثَ بحماستها المعهودة؛ كانَ يمكنُ أن يكونَ سعيداً أيضاً ، لكنّ الطّريقَ الذّي يتقلّصُ شيئاً فشيئاً يحولُ ما بينه و بين ذلك ، لا يريدُ رؤيةَ كينجي في البيت ، سيكونُ هنالك اليومَ مع زوجِ أُمِّه ، سيتحدّثان عن العمل ، و سيُحفَظُ السّلمُ في جلستهما البغيضةِ على حسابه هو ، سيعلّقان عليه و على أفعاله بدلاً من التّعليقِ على بعضهما البعض ، بخاصّةٍ بعد مشكلاته الجديدةِ مع كينجي ، و مع سعي الأخيرِ للانتقامِ طوال عامٍ من رجلٍ مجهول ، دون قدرته على ذلك.
تنهّدَ وون مُذْ لاحَ له الحيّ ، احتجزَ نفساً عميقاً ، و حرّره على دفعاتٍ إلى أن وصلَ ساحةَ اللّعب؛
ضيقُه الذّي تخافتَ مع يوري ، عادَ على دفعاتٍ إليه ، صدرُه يعتصرُ أكثرَ كلّما قربَ بيته ، كلّما استذكرَ كينجي و شكلَه و كلماته ، كانَ اسمُه مكتوباً على كلِّ حجرٍ من أحجارِ الطّريق ، لم تترك صورته حتّى الأشجارَ و العصافير ، لم تترك إلّا عصفوراً مغرّداً واحداً ، ليسَتْ ذاتَ قدرةٍ على أن تقربَه بسوء ، تلك يوري؛
لقَدْ كانَ راغباً في مشاركةِ يوري هذا الحملَ في البداية ، علَّه يخفُّ أو يهونُ قليلاً ، غيرَ أنَّه لم يستطع ، ما تزالُ يوري صغيرةً و ما تزالُ تحسبُه بطلاً قويّاً عظيماً ، ليس يرغبُ في تشويهِ هذه الصّورة ، أبداً ، هو القوّةُ التّي ستحميها ، يجبُ ألّا تراه على غيرِ حال_"هل ستذهبين إلى البيت؟"
سألَها بصوتٍ خافت ، يُفترَضُ به أن ينتظرَ كيكو معها أمام الباب ، أو في أيّ مكانٍ يريدُه ، المهمُّ أن تكونَ في البيت ساعةَ تأتي شقيقتها من الجامعة ، بعدَ ساعةٍ أو أقلّ ، و أعطته نسخةً عن المفتاحِ لأجلِ الطّوارئ ، كانَ هذا المفتاحُ منقذه ، إذ لم يكن جيّداً في حسابِ الوقتِ دون ساعة ، لا أحدَ كذلك ، لكنَّه يعتقدُ بأنّه الوحيدُ السّيّءُ في المشكلاتِ التّي يعجزُ عن حلّها
_"لا أريد ، سأبقى معكَ وون"
تمعّنَ قليلاً في الأمر ، السّاحةُ قريبةٌ من البيتِ و الشٌارعُ فارغ ، سوف يشعران على الأكيدِ بكيكو وقتَ تعود ، لذلك لا مشكلة؛
شدَّ على يدها المتراخيةِ في قلبِ كفِّه ، و توجّهَ بها إلى ساحةِ اللّعب ، كانَ يرغبُ في زراعةِ السّاحةِ بالزّنبق ، حتّى تستحيلَ حديقةَ زنبق ، حتّى يستحيلَ المكانُ الأوّلُ الذّي جمعهما مكاناً يجمعُ اسميهما أيضاً ، يجمعهما في الخيالِ من بعدِ الواقع ، كانَ ذلك حلماً عابراً خامرَه في ساعةٍ من ساعاتِ اللّيل ، و الآن بدأ يفكّرُ فيه جديّاً ، سيفعلُها ، قالَ لنفسه.
نزعَ حقيبته و جلسَ فوقَ العشب ، و جلستْ يوري إلى جواره تراقبُ ملامحه التّائهة ، لم يكن قدِ انتبه إلى حركاتها ، و لا حتّى إلى حركاته ذاته ، لم ينتبه إلى أنّه اختارَ هذه البقعةَ من السّاحةِ دون غيرها ، في الوسطِ حيث تُقامُ مبارياتُ أطفالِ الحيِّ في العادة ، كانَ المكانُ فارغاً اليوم ، مهجوراً ، لا يحتوي سواه و سوى الزّنبقةِ و العصافير ، أحلَّ هذا الأمرُ نوعاً من السّكونِ على قلبه ، لم تقطعه حتّى ترانيمُ يوري العشوائيّةُ و هي تتسلّى بقطعِ الشّوكِ الصّغيرة ،تلملمها و تقطّعها ، و تعودُ و تنفثها في الجوّ ، و هو شارد ، شاردٌ و يكادُ يغفو و هو جالس

??? ????
?????? ? ???? ~ ???? ???????
Fanfiction???????? ??? ????? ?????? ????? ?? ???? ?? ??????? ????? ????? ? ?????? ??????? ????? ??? ? ??? ?????? ?????? ???? ?? ?????? ????? ??????? ? ???? ?? ?????? ??????? 27/04/2024? 22/12/2024? ??????? ????? ??? ????????? ??? ???????? ?????????? ????? ?...