بعدَ أيّام
كانَتْ يوري تجلسُ في صفِّها ، رأسُها مُسندٌ إلى طاولتها ، و جيا بقربها تتدرّبُ على دروسِها الخاصّةِ بعد المدرسة ، البنتان ظلّتا في الصّفِّ في وقتِ الفرصة ، الأولى لأنّها متعبةٌ و متضايقة ، و الثّانيةُ لأنّها غيرُ معتادةٍ على الخروجِ كثيراً ، لا تخرجُ إلّا لرؤيةِ أمّها في طابقِ الصّفِّ التّحضيريّ.
كانَتْ تشعرُ بأنّ يوري تبكي منذُ وقت ، برغمِ أنّها تغطّي على وجهها خيرَ تغطية ، و تكتمُ صوتها بكلّ قدرة ، كانَتْ تشعرُ بأنفاسها المضطربة ، و برأسها الذّي يهتزّ مع كلّ شهقة ، جيا بارعةٌ إذا ما بعُدَ الأمرُ عن الكلام.
انتظرَتْ جيا قليلاً ، علّها تهدأ لوحدها ، ثمّ و ما إن تأخّرتْ حالُها هذه ، أسندَتْ ذراعها إلى كتفها ، و عانقتها بسكون.
لم ترفع يوري رأسها ، و لكنّها هدأتْ نوعاً ما ، أحسَّتْ بالسّكينةِ تنتشرُ في صدرها ، و من صدرها إلى أعصابها ، الأشياءُ كلّها سكنَتْ ، لقدِ استطاعَتْ جيا دون كلامٍ أن تهدّئ من روعها ، أن تشعرها بأنّها إلى قربها ، تفهمها ، تسمعها ، و ليسَتْ في حاجةٍ لضغطِ نفسها ما بين الأخبارِ و الكلام ، و لكن.. لكنّ يوري في حاجةٍ ماسّةٍ للكلام.._"صغيرة"
صغيرة؟ هذا ريكي.
ابتعدتْ جيا منها بعد قليل ، و تركتها ترفعُ رأسها نحو المنادي ، كانَ ذلك ريكي فعلاً ، و كانَ أقربَ إليها ممّا تصوّرتْ ، وجهه أمامها مباشرةً ، و ذراعاه مسندتان إلى طاولةِ المقعد ، و عيناه..
ماذا تقولُ عن عينيه؟ تقرأ فيهما شيئاً ما ، كلاماً ما لا تستطيعُ صوغه ، ريكي قلقٌ عليها مثلما كانَ هاروتو في ليالي مرضها أو حزنها ، قبلَ أن يتحوّلَ إلى شرّي.. إلى رجل ، و لكن ، يبدو أنّ ريكي لطيفٌ جدّاً و لن يتحوّلَ الآن_"هل تبكين؟"
_"لا"
_"لماذا تبكين؟ هل يؤلمُكِ بطنكِ؟"
هزّتْ برأسها نافية ، ثمّ نظرَتْ في عينيه من جديد ، كانَتْ تعبسُ رغبةً في إبعادِه و إبعادِ أسئلته المُحرجة ، و لم يتأثّر هو على الإطلاق ، ريكي لحوحٌ إذا ما تعلّقَ الأمرُ بها ، إذا ما حاولَتْ أن تخفي عنه شيئاً يُهِمُّه ، و لن يبتعدَ عنها أبداً أبداً قبلَ أن تبوحَ له ، يعرفُ متى تنزعجُ و متى تفرحُ و كيف يحدثُ الاثنان ، و يراقبُها عن بعد و عن قربٍ أيضاً ، يعرفُ شعورها تجاه كلّ شيءٍ في المدرسةِ تقريباً ، إلّا أهمّ الأشياء ، الذّي صارَ على بابِ الصّفِّ الآن
_"يوري"
ناداها بصوتٍ خافتٍ قبل أن يخطو حقّ الخطوِ في الصّفّ ، فنظرَ الثّلاثةُ إليه ، ريكي ، جيا ، و يوري.
الأوّلُ مستغرباً ، الثّانيةُ متضايقة ، و الأخيرة ، لم تكن تميّزُ أتفرحُ أم تحزنُ أم تخاف ، لكنّ دموعها عادَتْ تنهمرُ من جديد ، و لم تستطع إخفاءها في هذه المرّة.
لقَدْ منعَ عليها كلُّ من في البيتِ الاختلاطَ بجونغوون بأيِّ شكلٍ من الأشكال ، أصبحَ هاروتو يصطحبُها مبكّراً لئلّا تخرجَ مع الطّلبةِ و تصادفَه ، و تجلسُ طوالَ النّهارِ في الصّالةِ أمامهم ، لا تخرجُ إلى السّاحةِ و لا تجلسُ حتّى أمام النّافذة ، كلُّ ذلك بسببِ أنّ والدتها سمعَتْ بما حدثَ بين كينجي و جيسونغ ، و علمَتْ بأنّ كينجي خالُ جونغوون ، أصبحَتْ راغبةً في إبعادهم عن أطفالها بتحريضٍ مكثّفٍ _و على سبيلِ المفاجأة_ من كيكو.
لحظَ وون أنّها لا تتحرّكُ من مكانها و لا تنادي عليه حتّى ، لم يحدث هذا من قبل ، لم تتصرّف يوري على هذا النّحوِ من قبل ، و هو لن يستطيعَ الاقترابَ و قولَ شيءٍ في مثلِ هذا الوضع ، فضّلَ الوقوفَ في مكانه ، للمرّةِ الأولى أيضاً ، و النّداءَ عليها من جديد ، و ما لم تأتِ ، فهي أبداً ليست بخير

??? ????
?????? ? ???? ~ ???? ???????
Fanfiction???????? ??? ????? ?????? ????? ?? ???? ?? ??????? ????? ????? ? ?????? ??????? ????? ??? ? ??? ?????? ?????? ???? ?? ?????? ????? ??????? ? ???? ?? ?????? ??????? 27/04/2024? 22/12/2024? ??????? ????? ??? ????????? ??? ???????? ?????????? ????? ?...