??? ?? ???? ???? | When he isn't looking

استيقظتُ، لكنني لم أتحرك. بقيتُ أحدّق في السقف، أتابع شقًا صغيرًا في الطلاء وكأنه سينفتح فجأة ويبتلعني. لم أكن خائفة، فقط مشوّشة... كما لو أن جسدي سبقني إلى الصحو لكن عقلي لم يلحق بعد.

الصور تتكرّر. صوت الضرب، ضحكة هان سو، الدم، وجه الطالب المُلقى كدمية بالية. أصوات الصراخ تتداخل مع ضجيج صامت بداخلي. لوهلة شعرت أنني أنا من كان يتلقى الضربات.

نهضتُ في النهاية. لم يكن هناك شيء يدفعني للنهوض، سوى أنني لا أحب التأخر. روتينٌ سخيف، لكنه الشيء الوحيد الذي ما زال يعمل.

غسلتُ وجهي. نظرت في المرآة. لم يكن وجهي قد تغيّر، لكن شيئًا ما داخله... تفتّح. لم تكن عيناي دامعتين، ولا وجنتاي شاحبتين، لكني شعرت أن شيئًا بداخلي لا يشبه الأمس.

ربطتُ شعري بسرعة دون تفكير، وخرجت.

في المطبخ، كالعادة... لا شيء جديد. رغيف خبز نصف يابس، بعض الشاي البارد، صمتٌ ثقيل. لا أحد يسألني إن كنتُ نمتُ جيدًا. لا أحد يسألني إن كنت بخير.

جلست على الكرسي الخشبي المهترئ، ومضغت لقمة واحدة فقط. بلعتها بصعوبة، كأن شيئًا داخل حلقي يعترض طريقها.

لم أكن جائعة. بل لا أعلم إن كنت أشعر بأي شيء أصلاً.

غادرتُ المنزل. حذائي غير مناسب للركض، لكنني لا أركض. حقيبتي خفيفة، لأنني لا أحمل فيها سوى ما يكفي لأبدو كطالبة عادية.

أنا لا أملك أشياء كثيرة. لا هواتف باهظة، ولا أدوات تجميل، ولا حتى سماعات. لكنّي أجيد التظاهر. أجيد أن أبدو... طبيعية.

في الطريق، الشمس مشرقة أكثر مما يجب. لا تراعي الليلة التي سبقتها. وكأنها تقول بسخرية: "انظري... كل شيء بخير، لا تتدلّلي."

المارّة عاديون. الطلاب يضحكون. السيارات تمر. الهواء يلعب بشعري دون دعوة. كل شيء طبيعي بشكل مستفز.

وأنا؟ أمشي وسطهم، لكنني لست معهم.

حين وصلت إلى بوابة المدرسة، لاحظت التغير فورًا.

العيون تتلفّت إليّ. ليست نظرات عابرة. ليست فضولًا بريئًا. بل شيء أشبه بارتطام همسات في ظهري.

"هي من كانت هناك."

"هي من دفعت هان سو."

"يقولون إنها صرخت بوجهه!"

الآن، لم أعد فقط "الطالبة الجديدة". بل صرت... البطلة المفترضة لمشهد دموي.

دخلت الصف. الضجيج المعتاد كان أخف. حتى الكراسي تُسحب بهدوء. الهمسات تسير على رؤوس الأصابع. الهواء نفسه بدا ثقيلًا.

رأيت شين ينظر إليّ، كأنه ينتظر مني ردّ تحية أو ابتسامة أو أي شيء. لكنني لم أبادله. لم أكن أملك طاقة للتظاهر.