At The Bottom Of Hell

الْحَانُ الْقَصْرِ الْمُظْلِمَ

عِنْدَمَا كَانَ يَسْتَمِعْ إِلَى تِلْكَ الْمُوسِيقَا كَانَتْ طَرِيقَةُ جُلُوسِهِ مُثِيرَةٌ يَنْظُرُ لَهَا بِنَظَرَاتِهِ الْحَادَةَ وَاضِعَا قَدْمَ فَوْقَ الْاخَرِ لَيُغْمَضَ أَعْيُنِهِ جَاعِلًا مِنْ تِلْكَ الْفَتَاةِ الَّتِي تَعْزِفُ تَدْعِهِ يَذْهَبُ فِي عَالَمِ اخَرَ

بَعْدَ مُدَّةٍ طَرَقَتْ عَلَى الْمَفَاتِيحَ لَتَصْدُرُ صَوْتٌ قَوِيٌّ جَاعِلًا مِنْهُ يَفْتَحَ أَعْيُنِهِ لِيَنْظُرَ مَاذَا حَدَثَ لَهَا وَلِمَاذَا تَوَقَّفْت عَنْ الْعَزْفِ

عِنْدَمَا نَظَرَ إِلَى إِلَيْهَا كَانَتْ وَاضِعِهِ يَدَاهَا عَلَى وَجْهِهَا لَيَسْتَقِيمُ وَ يَذْهَبُ إِلَى جَانِبِهَا نَزَلَ إِلَى مُسْتَوَاهَا بِطَرِيقَةُ قرفصاء ليهمس بِصَوْتٍ خَافَتْ يَتَخَلَّلَهَ الْهُدُوءِ

انستازيا هَلْ انْتِيَ بِخِيَرَ

لتفزع عَلَى صَوْتِهِ

مَاذَا تَفْعَلُ هُنَا وَ مُنْذُ مَتَى وَانْتَ هَنَّا

لِمَاذَا تَبْكِي

مَاذَا

لَنْ أَعِيدُ كَلَامِيَّ ، أَنَا هُنَا مُنْذُ بِدَايَةِ عزفك

أَنَا بِخَيْرِ وَلَكِنْ كَيْفَ دَخَلَتْ وَلَمْ أَشْعُرْ

لِأَنَّنِي مَاهِرٍ فِي التنصت

لِتَضْحَكُ ضُحْكَةُ خَافَتَةِ

هَلْ أَضْحَكَكَ ، وَكَأَنَّهُ اصْبَحِ شَخْصًا اخَرَ بِسَبَبِ صَوْتَهُ الَّذِي تَغَيَّرَ

لَا

هَيَّا يَجِي عليكي الذَّهَابِ إِلَى الْجَنَاحِ الْوَقْتُ قَدْ تَأَخَّرَ

اسْتَقَامَ مُعْلِنًا عَنْ ذَهَابِهِ

اثانيوس

مَاذَا بِكَ

أُرِيدُ أَنْ اخْدِ رِوَايَةِ مِنْ هُنَا

خَدِّي مَنْ يَمْنَعُكَ

لَيْسَ هَكَذَا لَرُبَّمَا تَغْضَبَ إِنْ عَبَثَتْ فِي الرِّوَايَاتِ

لَنْ أَغْضَبَ خَدِي مَاذَا تُرِيدِي

حسنأً أَيْضًا شَيْئً اخَرَ

تَكَلَّمِي لَيْسَ لَدَيَّ وَقَتَ

لَقَدْ نَسِيتُ طَرِيقِ الْجَنَاحِ فَهَذَا أَوَّلِ يَوْمٍ لِي هُنَا وَلَمْ أَحْفَظْ شَيْئًا

حسنأً سأوصلك هَيْأَ أَبْحَثَيْ عَنْ كِتَابَكَ وَ اخْرُجِي انَا سَاقَفَ فِي الْخَارِجِ

حسنأً ، بَدَأَتْ بِالنَّظَرِ إِلَى تِلْكَ الرُّفُوفِ لَتَحَاوَلَ أَنْ تَجِدَ كَتَأْبِ يَتَبَعَّ تَعَالِيمِ الْقَصْرِ وَ حياةِ الْمُمَلَّكَةِ وَ كُلُّ شَيْئً يَتَعَلَّقُ بِالْمَكَانِ