اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
اشرقت شمس اليوم الجديد ، رغم قِصر الوقت لكن حدثت تغييرات كثيرة في الساعات القليلة الماضية. في مثل هذا الوقت امس ، كان بهرام حُراً يتمتع بحبه للاميرة اميليا و السعادة تملأ قلبهما. اصبح الآن سجيناً مهاناً ذليلاً و محكوم عليه بالموت و الجلد ، الدم يملأ فمه ووجهه متورم و به الوان مختلفة مثل الاحمر و الازرق و بعض الجروح ايضاً. بالكاد استطاع ان يفتح عينينه رافضاً الحاضر المؤلم ، كيف يمكن ان تتغير الاحوال بهذه السرعة ؟! كان يقول في نفسِهِ : اين اميليا حبيبتي. كان يتمنى لو كانت هنا بجانبه و يستلقي بين ذراعيها لكنه الآن مستلقي على جنبه على الحجارة الباردة الخاصة بالزنزانة ، يديه و رجليه مقيدتان بالسلاسل حتى انه شعر بالتنميل في اطرافه الاربعة من ضيق السلاسل . كان منتظراً قدره المؤلم الغير قادر على تغييره.
كان الوقت يمر ببطء شديد و بألم شديد أيضًا ، كل نفسٍ يتنفسه مصحوب بألمٍ لم يشعر بمثله من قبل. تذكر بهرام ذلك اليوم المشئوم الذي قبل فيه انه يقوم بهذه المهمة. كانت حياته رائعة و هو لم يُدرك ربما لانه نظر للاشياء التي لا يملكها من الجانب الايجابي فقط ، كان يُريد حبيبة لكنه لم يعرف عذاب الحب و قسوة الفراق حتى انه الآن لا يهتم بالتعذيب او القتل او الآلام التي بجسده لكن فقط يهتم بشعور حبيبته اميليا. يتمنى من كل قلبه الا تشاهده و هو يُجلد او يُذبح لكي لا تتأذى مشاعرها من بشاعة المنظر و يتمنى أيضًا ان تنساه الى الابد حتى لا تتألم بعد قتله. فجأة فُتِح باب الزنزانة و قال في نفسه ان موعد جلده قد جاء و كان مستعد للجر و الشد مثل الحيوانات لكن كانت لمسة رقيقة على وجهه ، فتح عينيه لينظر و لم يصدق ما رآه.
انها حبيبته اميليا عادت اليه ... لكن كيف ! هل هذا حُلم ؟! لم يصدق حتى قالت له بصوتها الرقيق الناعم :"بهرام ... هل انت بخير ؟ اجبني ارجوك" قال لها بهرام بصوت مُرهق و ضعيف :"اصبحت بخير حين رأيتك" كانت تمشط شعره الناعم باصابعها الرفيعة و لاحظت بعض الشعر المُقطع في رأسه بسبب شد الحراس و قالت له :"انت يجب ان تُخبرني بكل شئ قبل فوات الاوان ... انا قُلت لابي ان يتمهل في حكمه عليك بالجلد ، ربما لا تستطيع التحمل و اعتقد انه سيتم تنفيذه غداً و الآن اخبرني" ابتسم بهرام ابتسامه ضعيفه و حاول ان يأخذ نفساً عميقاً مؤلماً ثم بدأ :"في حقيقة الامر انا جئت الى هنا كا جاسوس في البداية لكن الملك الاريك هو من ارسلني الى هنا لم تكن فكرتي اقسم لكي ! ...... و عندما قابلتك و احببتك من كل قلبي و روحي ، لم ارِد ان اُكمل مهمتي فيما بعد ،حينها ارسلت للملك الاريك و قلت له ان يعفيني من هذه المهمة لكنه لم يرسل لي بل ارسل للملك ابيكي تلك الرسالة الكاذبة حتى يتخلص مني للابد ... صدقيني هذا ماحدث أرجوكِ صدقيني لا اريد ان اموت و انتي تظنين انني خائن ... الخائن الحقيقي هو الاريك" كان يتنفس بصعوبة.