DEEP AFFECTION

— Part six —

_ثمة أمان لا يُشبهه شيء، حين تحتضن من تخاف عليه أكثر من نفسك، حين تلمسه لتتأكد أنه ما يزال هُنا، بقربك، بخير…

‏الخوف لا يرحل، لكنه يهدأ حين تطمئن عيناك، ويخفت صوته إذا استقر قلبك على من تُحب.

_______

عيناها مثقلة بالدموع ، دموع الخوف ، عقلها تضج به الأفكار ، يعيد لها مشاهد تلك الأم و طفلتها ، يرجعها و يذكرها بكيف نـيـلـسـي  أصابها الذعر و الخوف و كادت تنهار من تلك الرسائل ، تتذكر ديـلـسـي و تعلقها بأمها و حبها الشديد لها

تذكرت تلك الأيدي الصغيرة و هي تتشبث بخصلات والدتها ، كيف تحتضن والدتها و ترضع منها ، كل المشاهد التي تجمع نـيـلـسـي و ديـلـسـي و حتى تجمعها معها شخصياً جعلت من دموعها تفيض 

شهقت عندما شعرت بضيق يحاوط صدرها ، يديها ارتعشت كحال جسدها 

نظر لها ببرود يقول 

‹ ماذا قررتِ كـيـن اورلا ؟ ›

 اهتز محجريها بخوف و أرتباك ، نظرت للأرض بضياع ، هي خائفة على نفسها خائفة أن يفعل لها شيء إن رفضت

لكنها أيضاً لا تستطيع ، لا تستطيع أن تطعن نـيـلـسـي في ظهرها ، لا تستطيع أن تفعل ذلك ، لن تخون ثقة صديقتها لأجل هذا الرجل و بعض الأموال ، لن تجعل صديقتها تقع في جحيم العذاب مجدداً ، لن تخدعها و هي التي أعتبرتها شقيقة لها و آمنتها على طفلتها في وقتٍ كانت منعدمة الثقة بالجميع

تنفست بعمق ترفع كفها المرتجف تمسح دموعها المنهمرة و رفعت رأسها تنفي له ، تقبض على يدها عائدة خطوةٍ للخلف

‹ لا أستطيع ، أنا لن أفعل هذا مستحيل ، مستحيل أن أرمي صديقتي للهاوية ، و أعيدها هي و طفلتها لجحيمك ، أنا لن أفعل ›

تنهدت براحة شعرت بذلك الضيق يذهب عن صدرها ، و سكنت دواخلها بعد جوابها ، هي لن تشارك في جريمته لن تسلمه ديـلـسـي ، و لن تجعله يؤذي نـيـلـسـي 

رفع يده يمسد على رأس أنفه بينما يناظر الأرض، وأطلق ضحكة صغيرة 

‹ لأكن صادق ظننتكِ ستوافقي لم أعلم أنكِ بهذا الوفاء ، إقشعر جسدي حقاً ›

رفع أنظاره ببطئ لها و في غمضة عين كان منقضاً عليها يضغط بقبضتيه على عنقها و عينيه تضخ نيراناً 

شهقت بذعر ، تمسك بيديه تحاول ابعادهم عن عنقها ، لكنه شد اكثر 

‹ لا داعي لأن تبقي إذاً ما رأيكِ ؟ ›