RED REVENGE

قبل عشر سنوات
قصر الكاسانو

أسند ريجيل جسده على الجدار و ملامحه منكمشة بألم بينما قدمه تنزف..

الجو كان كئيبًا اليوم كذلك الطفل الذي يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا ، السماء رمادية و الريح عالية لدرجة أن خصلات من شعره الأشقر الغامق تطايرت في الهواء الطلق..

لقد كان في ساحة التدريب الخاصة بالقصر يحاول إتقان التصويب بالسلاح الرشاش أكثر لكنه لم يتحمل ثقل الرشاشة فتلاشى ثباته عائدًا خطوة الى الخلف ؛ حينها داست قدمه على قطعة زجاج و هو حافيًا لذا الألم مضاعف

ريجيل استطاع إطلاق النار بالمسدس قبل أشهر قليلة إذ إنه سيطر على الأمر تمامًا ، طبعًا تحت ضغط لوكاس ريكاردي لأن هذا الصغير لا يريد فعل أي من هذه الأشياء المؤلمة له

لم يملك خيارًا منذ البداية ، هو مجبر على الإستيقاظ باكرًا و التدرب على الأسلحة ، التدريبات البدنية القاسية ، مواجهة الخصم وجهًا لوجه

و إن تردد في فعل أي من هذا فسوف يتلقى عذابًا حقيقيًا من المستشار الذي من المفترض أنه مسؤول عنه في ظل وصاية باولو لكنه يكاد يقتله..

فتح عيناه بتكاسل عندما استشعر وجود شخص غيره هنا ، الحراس يراقبون من بعيد و لا أحد يتحدث معه على أي حال.. بإستثناء مزعج واحد

مزعج ألماني يكبره بست أعوام و يسكن معه ، جيوڤاني بافاني..

علاقته معه لا يمكن وصفها بالجيدة لكنها ليست سيئة أيضًا ، على الأقل هناك صفة مشتركة بينهما غير الشعر الأشقر و العيون الخضراء.. كلاهما يكرهان المستشار لوكاس و ابنه كلارك اللقيط

لكن ريجيل لا يثق به كليًّا ، ربما سوف يستغرقه الأمر خمس سنوات أخرى للحديث معه براحة دون الشك به..

حالما وقف جيوڤاني أمام ذلك المكتئب ، نظر الى قدمه النازفة بهدوء تام.. هدوء سرعان ما تحول الى سخرية عندما انحنى ينظف الدم و هو يتمتم

" أخبرتك من قبل أنك تحب لعب دور الضحية بل تستمتع به.. "

رفع ريجيل حاجبه غير معجب بالحديث لكنه لم يستطع الإعتراض لأن شهق كما لو غادرت روحه جسده عندما نزفت قدمه المزيد من الدم بسبب اعتصار جيوڤاني لها..

" ابتعد قبل ان افجر رأسك "

تحدث ريجيل متألمًا و ازداد ألمه عندما مرر جيوڤاني قطن معقم على الجرح بكل سهولة كأنه يمازح اللحم المتشقق ثم رد بنبرة لا مبالية

" كلامي صحيح إذًا.. من خلال مراقبتي لك فلا يوجد مبرر منطقي يجعلك تتدرب حافيًا في أرض غُرِس الزجاج فيها أصلًا.. "