.
كانت كارا تستعدّ لمرحلتها الأخيرة في الثانويّة ..
والتي من المفترض أن تغادر بعدها إلى إيطاليا ..
بأمر من والدها لتكمل دراستها الجامعيّة وتدير بعض الأعمال الخاصّة بالعائلة من هناك !
وبالفعل .. ما إن أصبحت في الثامنة عشر ..
بدأت إجراءات نقلها إلى إيطاليا !
وطوال الثلاث سنوات الماضية ..
كارا لم تملّ البحث عن شقيقتها ..
ووضعت شبكة واسعة من المخبرين للبحث والتقصّي عنها ..
كارا تملك صلاحيات جاك سيلفا دور ذاته ..
وهي لم تبخل ماديّاً ومعنويّاً بكلّ الطرق والأساليب في محاولة العثور على تايسي ..
تايسي التي من المفترض أن تبلغ الرابعة عشر بعد شهرين ..
تايسي التي يبدو وكأن الأرضى ابتلعتها !
ولم تعثر على أيّ خيط يدلّها على وجودها !
قبل سفرها يجتمع الجميع على طاولة الطّعام ..
وعندما نتحدّث عن الجميع ..
فسيكون بالإضافة لوجود هاري وجيمّا ووالدها ..
شقيقتي والدها اللتان بكلّ صراحة ووضوح ومنذ البداية ..
لم يرحبوا بكارا كفرد رئيسي من العائلة ..
وأبنائهما الذين لم تحفظ كارا أسمائهم لكثرتهم ..
فالأمر بوجودهم يبدو وكأنك ألقيت في منزلهم قنبلة من الكائنات البشرية !!
كانت تجلس على يمين والدها الذي يترأس طاولة الطعام كالعادة ..
وبجوارها هاري وبجانبه تجلس شقيقته جيما ..
هاري لكزها بمرفقه لتنظر له ببرود متسالة :
" ماذا ! "
دنا منها وأخبرها :
" أجرّب استفزازكِ قليلاً .. "
زفرت بيأس وهمست :
" لعين .. "
علاقتهما لا يستطيع أحدٌ أن يفسّرها ..
مستوى الترابط بينهما أكبر من أن يتمّ شرحه ببساطة ..
الاثنان يكملان بعضهما بشكل أو بآخر !
وربما يعود الأمر لموقف قديم حدث بعد سنة من بقاء كارا في منشأة سيلفا دور ..
-فيما مضى-
كانت كارا في قاعة التدريبات ..
حيث قرّر مدربها العبث معها قليلاً ليرى أقصى حدّ قد تصل
له قدراتها بعد سنة من التدريبات الصارمة ..
ويبدو انه اختار طريقةً سيئةً لفعل ذلك ..
عندما بدأ استفزازها بشقيقتها وعدم قدرتها على ايجادها ..
واستمر بتحريض غضبها عندما أخبرها بعجزها ..
أنها مجرّد عالة على عائلة سيلفا دور ،
ولن تكون الشّخص الذي يحقّق آمال والدها !
كارا في ذلك اليوم انفجرت وكأنها كانت تكبت غضبها لسنوات ..
وغضبها كان حقيراً للغاية ..
أدّى لكسر ضلعين لمدربها .. وسقوط بعض أسنانه ..
ونزيف في طحاله ..
رؤيتها أصبحت دمويّة ولم تستطع السَّيطرة على غضبها ..
صراخها ولعناتها وصوت قبضتها على وجه مدربها كان يُسمع من الخارج ..
ومالم تعرفه كارا أنّ هاري كان يقف ويرى كلّ ما يحدث بأعين متّسعة ..
ومع دخول الرجال للقاعة ومحاولة ابعادها عن المدرّب المغشى عليه ..
كان هو الذي سحبها يحتضنها نحو صدره من الخلف ..
يشدّها للوراء متوقّعاً أن تنقض عليه في أي لحظة ..
أبعدها وسط تحركاتها العنيفة والغير راضية ..
وصراخها المستمر الذي أصبح مبحوحاً بشكل مؤلم ..
