في القصر ..
حيث الفتاتين المختبئتين داخل الخزانات الداخلية لغرفة هاري ..
أصوات الصراخ وطلقات النّار ..
وقع الأقدام المخيف والسريع في أرجاء القصر ..
بكاء الخادمات وصراخهن ..
أبواق السيّارات خارج القصر مع صفّارات الإنذار داخله ..
كلّ ذلك كان كفيلاً بجعل تايسي تدفن الصغيرة جيمّا
داخل صدرها برعب وأنفاس مفقودة ..
كانت أطرافهنّ شاحبة ويكسوهنّ العرق البارد ..
لا تعلم تايسي كيف ومتى دخلن إلى الخزانة ..
ولا تذكر مالذي سمعته بالضبط لتنتفض
من على سريرها وتسحب جيما معها للخارج ..
" جيمّا .. يجب أن أهاتف كارا .. "
تمسّكت الأخيرة بتايسي وبنحيب خافت :
" لا لا .. كارا أخبرتني أن خزانة هاري أفضل مكان للاختباء .. "
نظرت تايسي لعيني جيمّا الزّائغتين ...
وعضّت شفتها بيأس تعيد احتضانها بشكل ضيّق ..
.
.
كانت عينيّ كارا شاخصتين عندما قذفت بالهاتف على السّرير
وتحرّكت بعشوائية ترتدي ملابسها متعثّرةً بخطواتها ..
فتَّشت حقيبتها بفوضويّة ورعشة مُفرطة ٫
وانحنت بعدها تختطف هاتفها بعد أن كادت تسقط عدَّة مرات..
" مالذي حدث ؟ "
هاري لا يفهم مالذي يجري هو فقط يتابع بعينيه تلك المجنونة القصيرة
وهي تتخبّط من حوله ..
عاد ليسألها بقلق مقترباً منها ..
" كارا .. تحدثي مالأمر !! "
حملت معطفها بأنفاس متلاحقة ووجه شاحب ورفعت عينيها له
تخبره بصوت خرج هامساً لسبب لا تعلم ماهو :
" أحدهم يهاجم عائلتي .. "
سقطت ملامح هاري وهو يرى ارتعاشة بؤبؤيّ عينيها ..
أمسك ذراعيها يشدّ عليهما متحدِّثاً بحزم :
" اهدئي .. لا تهلعي ... "
نفت برأسها وبغضب خرج على هيئة صوت مبحوح :
" أشعر أنّي قلبي سينفجر هاري .."
ابتلع الأخير وبتفهّم أومأ لها :
" أعلم ذلك .. نحن سنخرج الآن .. فقط اهدأي .. "
نظر لهندامها وبعجلة رتّب شعرها وأخذ معطفها ليساعدها على ارتدائه ..
لم تمضي خمس دقائق حتّى أصبحا خارج الفندق متّجهين نحو المطار ..
وطوال الطريق كان فرانك يحاول مسايرة رجل الحجوزات تحت أنظار كارا السَّامة ليقدّم رحلتهم أكبر قدر ممكن ..
وكلَّما طال الحديث نفذ صبر الأخيرة حتّى سحبت
الهاتف من فرانك بعصبيّة لتقول بصوت غاضب :
" نصف مليون دولار ستصل لحسابك فور صعودي للطائرة ! "
وببساطة .. تمَّ الأمر !
