كانا قريبين من مكتبها عندما سارت ببرود تام من جانبهما وأفصحت :
" أبعد هذا الصّداع عنّ مكتبي بيترو .. "
ساعدها بيترو للدخول وأغلق الباب خلفها ..
ظلّت كارا تدور في المكتب تمسك ذاتها عن الخروج وتمزيق الاثنين ..كانت دقيقتين عندما دخل هاري بشكل مبعثر ..
واقترب منها مفزوعاً ملاحظاً تراجعها للخلف ..
كانت خطواتها تعود للوراء حتّى اصطدمت بمكتبها .." كارا ! "
خرج صوته جافّاً عندما توقّف عن الاقتراب منها محاولاً كبح ذاته وعدم اخافتها ..
تحدثت كارا تشعر بالغضب يتملّكها :
" ماذا يحدث لعقلك !! "
أراد أن يبرّر لكنها هاجمته :
" هل هذا هو المكان الذي اخترته لتناقش لعنتك معها !! "" كارا .. اسمعيني .. "
اقترب منها لكنّها تحدّثت بصوت محترق وعينيها تنظر لها بحدّة عتاب موجعة :
" لماذا تسمح لها أن تدفعك !!
أيها السافل اللعين .. سأقتلك أقسم لك أنّي سأقتلك !! "اقترب منها وهو يرى فوضاها المثيرة ..
عينيها المحمرّتان ووجها المنفعل ..
صوتها المختنق وشفتيها المرتجفتين ..
أراد أن يلمس وجهها .. أن يطفئ لهيب غضبها .." لمَ أنتِ غاضبة .. أخبريني .. "
همسها مغمضاً عينيه يستنشق تنفّسها المتسارع ..
ويشعر بحرارة هالتها تحتضن خلاياه الحسيّة بتملّك !كارا كانت تنظر بشراسة نحو وجهه الفاتن ..
أمسكت بسترته الأرجوانية تشدّها وتحاول السيطرة على ذلك الألم الذي ينتشر داخل صدرها .." أخبريني كارا .. "
همسها لتبتلع لعابها بصعوبة ..
كانت مليئة بالكلام .. كانت تريد أن تصفعه بحروفها حتّى يتقيأ !" لا تسمح لأي منهنّ أن تلمسك أيها المختلَ ! "
فتح عينيه يبتسم ابتسامته التي أجفلت قلبها ..
اتسعت ابتسامته مفصحاً عن غمازتيه الفاتنة ..
وبحركة سريعة رفعها ليجعلها تجلس على المكتب ويتوسّط ساقيها ..رفعت كارا ذراعيها لتطوّق رقبته لا اراديّاً وحدّقت بعينيه التي تعرّي مشاعرها دون رحمة ..
تماماً كتلامس الهواء لأسلاك الكهرب العارية ..
