"بعد يوم"
في صباح يوم الاحد في يوم مشرق طلع سعود من بيتهم متجه لمحل الاشرطه "المكان اللي يشتغل فيه"
كانت الشوارع مليانه بأصوات الاطفال اللي تعطي حياه، ومن الجانب الاخر باص مدرسة البنات ومنظر البنات والعبايات اللي ماتظهر الا في فترة الصباح من كل يوم، ركب سيارته وهو يفتح احد الاغاني من الراديو ويستمع لها بعدم لهفه فقط تسليه لنهاية الطريق، ولما وصل قفل الراديو ولقى شخص واقف قدام المحل نزل بأستغراب بالعاده ماتجي الزباين بهالوقت لكن كان يروح بدري عشان يشيك على المحل ويستفتح يومه فيه، توجه للباب وهو يفتح ونطق بصوته الحاد المعتاد
سعود:اسمح لي اذا تأخرت، بس ماهقيت في احد بيجي يشتري بذالوقت
منيف:ابد يا اخوي ماني بشاري شي، بس بسالك
التفت له سعود وهو مستغرب وفي عقله يدور الف سؤال:سمّ وش بغيت؟
منيف:سمّ الله عدوك، كنت بسألك اذا تبي احد يشتغل بالمحل ويعاونك
سعود كان يتمنى ان احد يعاونه بالمحل ويكفي عنه الاشغال خصوصاً انه اغلب الوقت مع عمه محمد ومايلقى وقت كثير للمحل، لكن ماقد خطر بباله انه يدور احد، انزاح هم من صدره وارتاح في داخله لكن مابين هذا الشيء وهو محافظ على مظهره وملامح وجهه المكشره
سعود:الا وش ينقال لك؟
منيف:منيف
سعود: عاشت الاسامي،ومن وين جيت يامنيف؟
منيف:من ديرة قريبه من هنا، ديره صغيره مافيها حركه كثير قلت ادور هنا
سعود:اجل جيت خير، وش رايك تبداء من اليوم؟
منيف ببتسامه غريبه:ابشر ياسعود
سعود تلاصقت حواجبه بتعجب وبرفعة حاجب اردف بتساؤل!
سعود:من وين تعرفني يا منيف؟
منيف ضحك:وش فيك انخرشت، ترا سالت عنك قبل لا اجيك ويقولون انك معروف كثير هنا وبعد يقولون شيخ الديره قريب منك
سعود ابتسم وهو لازال يحس بصداع براسه ومو قادر يتكلم اكثر:ماشاءالله مذاكر زين، يلا قل بسم الله
ومد سعود المفتاح ليد منيف: هذا بأمانتك
وبسبب حذر سعود الكبير اللي رغم صداع وارهاقه اليوم الا انه حب يتحذر اكثر وقرب من منيف وحط يده على كتفه
سعود: بس تذكر يامنيف هنا مافي غش او سرقه او مكر!
منيف بكبره:وانا ما املك اي صفه من اللي قلته
سعود وهو يكره اللي يمدح نفسه دخل للمحل ولحقه منيف، واكمل سعود يشرح له عن الاسعار والمحل والاماكن
وبعد ساعه توجه سعود خارج المحل متجه لعمه محمد
توجه للمجلس ولقى انه مقفل استغرب واتجهه لبيتهم، دق سعود الباب وهو ينتظر احد يرد او يفتح وظل يدق وهو في حيره ويتسال في نفسه وين عمه وصقر وفهد؟
بعد ثواني انفتح الباب شوي وادرك انه احد من حريم البيت
نطق سعود:سلام عليكم
اردفت بصوتها الناعم:وعليكم السلام،امرني ياسعود؟
لامس صوتها قلبه وابتسم انه سمع اسمه منها واستغرب اكثر انها عرفته! شعور غريب حس به!، هل لانه اول مره يكلم بنت ماتحرم له؟ خصوصاً انه مضطر انه يكلمها دائماً لانها هي اللي تفتح له كل مره ببيت عمه.
سعود وهو فيه فضول عن حال زوجة صقر لاغير:وشلون امتس؟ ماداومتي؟
رُوح وهي ماتحب المماطله خصوصاً مع الرجال:الحمدلله أحسن، أمرني
سعود:عمي وينه؟
رُوح وهي ماتحب قربه من جدها وحبت تنطق بكلمة تنرفزه فيها واردفت من خلف الباب:جدي نايم ياعم، لاصحى بيجيك
سعود شبك حواجبه واردف بنرفزه:ماني بعمٍ لاحد ناديني سعود وخلاص
قفلت الباب وضحكت روح بصوت هادئ واردفت بقهر:مابقى الا هي اناديك باسمك يامحدّث النسوان، اصلاً هذا اذا سمع صوتي مره ثانيه تافهه ماتربى!
اردفت رُوح هذه الكلمات بسبب ضيقتها وعبرت عن ضيقها هالفتره بذمّ سعود في اخلاقه وهي جاهله ان
سعود سمعها وزادت نرفزته، اتجه للمجلس وهو منضغط من كل شي حوله ومتوعد بحفيدة عمه ويقول بخاطره:"هين ياروح بنت صقر ان ماعلمتس منهو سعود ولا الظاهر عمي ماعلمتس"
ماحد كان يدري ان سعود عرف اسم حفيدة الشيخ محمد غير عمه محمد اللي كان منتبه لوجوده اثناء حادثة زوجة صقر، ولكن سعود كان يحسب ان كلهم جاهلين وجوده في ذيك اللحظه..
في المجلس بعد صلاة الظهر دخل الشيخ محمد ومعه فهد وسعود بعد ما صلوا بالمسجد ولقوا سلطان اخ محمد وعياله وتميم وعياله وصقر سابقينهم، تبادلوا السلام وكانوا البعض يراوده شعور الغيره من قرب سعود للشيخ بس مضطرين يتقبلون هالحال ولان مافي احد ممكن يحلّ مكان سعود عند محمد!
محمد:سعود جب لي دفتر رجال الديره
توجه سعود يجيب الدفتر، الدفتر اللي كان فيه كل احتياجات اهل الديره من محتاج ومن مديون...الخ
اردف سلطان لولد اخوه صقر:صقر وش اخبار مرتك قال سعود اللي صار امس
تميم:عسى ماشر؟
صقر:الحمدلله ماعليها شر والشر لايجيكم
اردف محمد بعتب:بدال مايسألنا الغريب عن الحال قام القريب يسأل
تميم:ياخوي اعذرنا وكلن بعذره
سلطان:امس كنت تعبان يامحمد، وسعود يدري بذا الشيء حتى انه امس عاتبني على روحتي لكن..
محمد بصرامه قاطعه:انا ماهمني اللي صار امس كثر مايهمني اسلوبكم ذي الفتره
حط سعود الدفتر على الطاوله وجلس جنب عمه وهو يستمع له..
محمد:انا ما ابي احد يسأل عني ولا عن بيتي، ولا ابيكم تهتمون فيني، ابيكم ترتجلون تحسون انكم من رجال الديره انتم وعيالكم تراكم بحسبة شيوخ آل همام بسبب اسمكم اللي شايلنه، لاتنسون ان الناس يجون لكم قبل لايجوني ويطلبون منكم قبل لايطلبون مني، لكن انتم وش قررتم يكون موقفكم؟ قررتوا تقعدون ببيوتكم ولايكون لكم كلمه
وجهه اصبعه السبابه لسلطان:انت ياسلطان تراك اخوي ومقامك من مقامي لكن اخترت تكون زي اي واحد بالديره، وانت ياتميم من يوم عرفوك الناس وانت الشيخ تميم لانك معي لكن ما قدرت ذي المكانه والود ودك تفارقنا وماعد تطب لنا منزل ومجلس!
سلطان بنرفزه:يا بو صقر وش ذا الكلام؟ من متى وحنا كذا؟ اثاريك شايل بخاطرك علينا واجد
تميم وهو مايبي يضايق محمد اكثر اردف بحنيته المعتاده: المعذره منك يابو صقر وباذن الله ماتعود وان كنت شايف منا تقصير حنا مقصرين
تنرفز سلطان وقام وطلع من المجلس بعدم رضا خصوصاً ان تميم وقف بصف محمد رغم كلامه لهم!
محمد ناظر سعود بأسى من ابوه ورجع ناظر العيال اللي كانوا حاضرين
محمد:الله يطرح فيكم البركه
اخذ محمد الدفتر وهو يفتحه تجمعوا العيال وتميم على الغداء بأستثناء سلطان..
في بيت ابو سعود دخل سلطان وهو معصب واستقبلته العنود اللي كانت توها راجعه من المدرسه..
العنود وبيدها ورقه:هلا يبه
سلطان:ماني بفاضي لتس نادي امتس
العنود باستغراب كشرت بضيق لانها كانت تبي توريه الورقه،الورقه اللي كانت شهادة تقدير لها
توجهت العنود لغرفة الغسيل واردفت بحرقه:يمه ابوي ينادي لتس
نطقت هالكلمات على امها وطلعت غرفتها من غير كلام زايد وبتعب شديد تسللت لفراشها ودخلت في نوم عميق.
في المجلس كان سعود يبي يكلم عمه عن حفيدته ويعلمه بكلامها لكن كان الوضع متكهرب ماقدر يردف حرف يزعل فيه عمه اكثر تنهد بضيق شديد وهو بخاطره كلام عنها!، كانت عصبيته من روح غريبه جداً وكأنه ما كانت عصبيه بس انما حفاظ على كرامته خصوصاً ان ماحد قد تعدى لسعود بكلمه ويقول بخاطره مرار وتكرار:"من انتي ياروح الملسونه؟"
غريب جداً...
"العاشره مساءً"
كانت الديره هاديه في هذا الوقت بعد صلاة العشاء كل احد لجأ لمسكنه ولدفئ الاهل الحنون كانت الديره شبه مظلمه وبجانب المسجد بقاله صغيره انوارها البسيطه مجمله شكلها..وبجانبها مجموعة اولاد
"في صلاة الفجر"
بعد الانتهاء من الركعه الاخيره بدا يوم جديد وبدأو الناس ينتشرون في انحاء الديره اللي متوجه لبيته، واللي متوجهه لعمله، طلع من المسجد وهو يدور حذيانه ولكن ملقى فردته الثانيه الا ان واخيراً لقى الفرده الثانيه عند الدرج ولكن صادف بنت صغيره ذات شعر بني منسدل على ظهرها بغره صغيره، حط في باله ان ممكن تكون منتظره احد داخل لكن هو اخر من طلع، وماكان في اي اطفال بالمكان الا هي!
فهد بتساؤل:يابنت تعالي
قامت وهي ترجع شعرها خلف اذنها ببراءه
فهد:ابوتس وين؟
تنهدت وقالت:ابوي تركني انا وامي
فهد:طيب امتس وين هي؟
شيّم:امي تركتني هنا في الليل وقالت بتجيني بعد شوي
فهد جلس جنبها في الدرج وهو يمسح على شعرها وهو يحب الاطفال كثير، وقعد يناظرها ويناظر الشروق
اردف بحنيه:وش اسمتس؟
شيّم:أسمي شيّم
ابتسم فهد بأعجاب:وكم عمرتس ياشيّم؟
شيّم بحزن:امي تقول ٥ بس هي ماتدري اني صرت ٩
فهد بدا يستغرب من حالها واستوعب كلمتها في البدايه:انتي قلتي امتس تركتس هنا في الليل؟
شيّم:اي تقول شوي وبجيتس وذالحين بتطلع الشمس وماحد حولي
فهد وهو منبهر بفصاحتها وكلماتها اللي تنطقها ولا كأنها طفله:ماعليه ياشيّم ننتظر امتس هنا لين تجي وانا عندتس
شيّم ببتسامه ساحره وبريئه ناظرت بعيونه:شكراً
فهد ببتسامه مسح على راسها
شيّم:وش اسمك؟
فهد:ينقال لي فهد ياشيّم
شيّم:اووه فهد، تدري ان الفهد اسرع حيوان بالعالم
ضحك فهد وهو مستمتع بالحديث معاها ما كأنه يكلم طفله:اووه يمكن اني زيه سريع بعد
ضحكت شيّم، وضلوا يدردشون..
بعد مرور ساعه يأست شيّم وناظرت فهد اللي كان يسلم على رجال وكل من مر سلم عليهم وهو مابين يناظر الرجال ومابين يناظرها!
قامت شيّم بملل واتجهت للبقاله وهي تدور شي بارد بعد ارهاق شديد وجوع!، التفت بعد ما راح الرجال شبك حواجبه وهو يتسأل وين هي توجه لداخل المسجد وبعدها خرج وهو يدورها ماوده يتركها! على الاقل يودعها اذا امها اخذتها! رغم انه ماشاف اي حرمه مرت! او بالاخص ماشاف اي عبايه خطر بباله يروح للبقاله وفعلاً لقاها قاعده على طاولة الحساب وهي تاكل مثلجات وكان راعي البقاله يناظرها
فهد بخوف وعصبيه:وينتس ادورتس؟
راعي البقاله"سمير"ببتسامه:هاذي بنتك؟ ياحليلها
شيّم شبكت حواجبها من سؤاله وماردت عليه
فهد رد على سمير:لا بنت احد من معارفنا،وانت تدري اني مب متزوج! كم حسابها؟
سمير بنسيان:خلها علينا يافهد والمعذره كنت ناسي
مد فهد يده لشيّم:تعالي
نزلت شيم من الطاوله من غير لاتمسك يده وهو متضايقه من صراخه!
فهد:يابنت تعالي بوديتس بيتنا!
شيّم:لا!
فهد:وش اللي لا؟ عندي اشغال انا وماحد حولتس غيري
فهد وهو يخوفها:وترا في رجال وحوش هنا ياخذونتس ويرمونتس بالزباله
شيّم : ما اخاف من احد، بس بروح معك
ابتسم فهد ومد يده لها مره ثانيه:مشينا
هالمره تنازلت شيّم ومدت يدها الصغيره له واتجهوا لبيت الشيخ محمد...
دخل فهد وشرح لامه كل شي
موضي:اي الله يحييها الحلوه الصغيره، ولا جت امتس بتدري انتس عندنا
شيّم ابتسمت:شكراً ياجده
ضحكت موضي وضحك فهد معها
موضي:يازينتس زيناه تعالي افطري معي
وناظرت موضي ولدها:مير ولدي مايفهم مفطرتس عسكريم ذالحزه؟
فهد:يمه قلت لتس هي اللي راحت واخذته ماهوب انا
شيّم اردفت بضيق بعد ماسكتت له اول مره:وان كان! كان المفروض توكلني مب تتركني جويعه!
موضي ابتسمت بشماته من فهد وهي عاجبها اسلوب شيم:يلا يافهد رح البنت بأمانتي
فهد وهو مبتسم ورافع حاجبه من كلام شي:يلا اجل قبل لاتاكلني الشيخه شيم
ابتسمت شيم بخفى وبدت تاكل مع موضي..